رصد 3 آلاف مقاتل انقلابي في مدينة الحديدة

الحكومة رفضت مقترحات الوسطاء

مقاتلون من المقاومة اليمنية المشتركة في جنوب الحديدة (إ.ب.أ)
مقاتلون من المقاومة اليمنية المشتركة في جنوب الحديدة (إ.ب.أ)
TT

رصد 3 آلاف مقاتل انقلابي في مدينة الحديدة

مقاتلون من المقاومة اليمنية المشتركة في جنوب الحديدة (إ.ب.أ)
مقاتلون من المقاومة اليمنية المشتركة في جنوب الحديدة (إ.ب.أ)

كشف مسؤول يمني رفيع، عن أن الحكومة رفضت خلال الأيام الماضية وساطات عدد من أعيان تهامة دفعت بهم الميليشيات الانقلابية للتفاوض مع الحكومة بهدف وقف زحف الجيش الوطني، بعد أن فشلت المساعي الدولية في إقناع الميليشيات للخروج من الحديدة دون مواجهات عسكرية مباشرة.
وبحسب المسؤول، تستعد الحكومة الشرعية لتنفيذ خطة اقتحام المدينة في الساعات المقبلة بعد أن جددت خططها العسكرية وإنهاء المهلة المتاحة لإيجاد حل سلمي، في حين رصدت المخابرات العسكرية واقع المدينة من انتشار عسكري لنحو 3 آلاف عنصر للميليشيات ومواقع الأسلحة الثقيلة.
وقال الدكتور الحسن الطاهر، محافظ الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات الحوثية عمدت لإرسال بعض الوجهاء، لمحاورة الحكومة والتوسط في وقف الزحف العسكري نحو المدينة، مقابل أن يبقى إشراف الميليشيات على المدينة ومينائها، دون وضع خطة واضحة المعالم لخروج المظاهر المسلحة للميليشيات الانقلابية من المدينة. وأضاف، أن الحكومة رفضت هذه المساعي التي قام بها عدد من الوجهاء؛ لأنها لا تخلص إلى صورة واضحة للمدينة، كما أن الحكومة تدرك أن كل هذه المساعي التي تقوم بها الميليشيات في الوقت الراهن هو لكسب مزيد من الوقت، لترتيب وضعهم الداخلي الذي يعد في أسوأ حالاته مع تقدم الجيش الوطني على امتداد الساحل الغربي، والذي أربك الميليشيات الانقلابية عسكرياً.
وعن التحرك لمركز مدينة الحديدة، أكد المحافظ في تصريح لـ«لشرق الأوسط»، أن ساعة اقتحام المدينة حان، وستكون المدينة خلال أيام قليلة محررة بالكامل بما في ذلك الميناء الذي يعد الشريان التي تعتمد عليها الميليشيات الانقلابية، وقال «خلال الأيام المقبلة سأتحدث لوسائل الإعلام والمعنيين كافة من مكتب المحافظة في الحديدة» وهذه رسالة بأن العمليات العسكرية ستباشر مهامها بشكل سريع ودقيق بعد أن أغلقت كل المساعي التي واجهت إصرار الحوثيين بتوجيه من إيران على إفشال الحل السلمي.
وقال، إن التأخر في التقدم نحو مركز المدينة، كان لأسباب سياسية إذ أعطت الحكومة الشرعية مساحة للسلام وللمساعي الدولية في إقناع الميليشيات للخروج من الحديدة دون مواجهات عسكرية مباشرة، إلا أن هذه الفئة الانقلابية لا تعرف السلام، وهذا انعكس بشكل إيجابي على الجيش في وضع استراتيجية جديدة مع انتشاره بشكل كامل في جميع اتجاهات المدينة.
وهذه الاستراتيجية ووضع خطط جديدة تتناسب ومع المرحلة الحالية نحو مركز المدينة، كانت تعتمد، كما يقول الطاهر، على أساس سلامة المدنيين ووضع جميع السيناريوهات التي ممكن حدوثها أثناء التوغل، كما تعتمد الخطة على السرعة والمباغتة للعدو، والقدرة الفائقة على تغيير التكتيك أثناء المواجهة في اللحظات التي قد يحتاج الجيش إلى تغييرها.
وكشف المحافظ، عن ملامح الخطة، بقوله، إن هناك الكثير من فرق المهام الخاصة متخصصة في تنفيذ مهام عسكرية خاطفة ستقوم بالاقتحام، كما ستشارك فرق لمكافحة الإرهاب والتي ستلعب دوراً في التوغل بالحفاظ على سلامة المدنيين، وفرق أخرى متخصصة في عملية تأمين سريعة للمدينة أثناء التدخل العسكري، لافتاً إلى أن ما توفر من معلومات استخباراتية يشكل قرابة 50 في المائة من هذه الخطة التي سيعتمد عليها الجيش في تنفيذ المهام.
ومن أبرز المعلومات التي جرى رصدها، قال الطاهر، جرى رصد قرابة 3 آلاف عنصر داخل المدينة وهؤلاء من ألزمتهم الميليشيات للالتحاق بالجبهات، والذين جرى استئجارهم وشراؤهم بالمال، كما جرى رصد مكامن القوة التي تمتلكها الميليشيات ومواقع انتشار الأسلحة المتوسطة.
وعن تفخيخ المواقع الحيوية، أكد طاهر أن الميليشيات لن تتمكن من القيام بأعمال تفخيخ لتلك المواقع الحيوية، وذلك يعود لأسباب عدة، منها أن الجيش لن يترك لهم المساحة والوقت لتنفيذ هذه الأعمال، إضافة إلى سرعة التدخل من العناصر المدربة لجميع المواقع في المدينة، وتمتلك الحكومة الأدوات والكثير من الأفراد داخل المدينة الجاهزين لتنفيذ مهام في اللحظة المناسبة وسيكون هذا بالتنسيق مع الجيش.
وشدد المحافظ، على أنه أصبح لزاماً على الحكومة تخليص المدينة والمواطنين من هذه الميليشيات التي قامت بأعمال إجرامية ضد المدنيين، وهي أعمال مخالفة لكل الأنظمة والقوانين المحلية والدولية، وأي تراجع عن تحرير المدينة يعد هزيمة للشرعية وله عواقب عكسية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».