وزير الداخلية المغربي يترأس اجتماعاً لبحث تطبيق مضمون خطاب عيد الجلوس

الجهوية المتقدمة وتحفيز الاستثمار والتنمية البشرية تصدرت جدول أعماله

الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل الولاء في تطوان أول من أمس (أ ف ب)
الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل الولاء في تطوان أول من أمس (أ ف ب)
TT

وزير الداخلية المغربي يترأس اجتماعاً لبحث تطبيق مضمون خطاب عيد الجلوس

الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل الولاء في تطوان أول من أمس (أ ف ب)
الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل الولاء في تطوان أول من أمس (أ ف ب)

عقد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، أمس في تطوان لقاء مع ولاة الجهات وعمال (محافظون) عمالات وأقاليم وعمالات (محافظات) مقاطعات المملكة، خصص لبحث سبل وآليات تطبيق التوجيهات، التي أعلن عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب عيد الجلوس، الذي وجهه للشعب المغربي مساء يوم 29 يوليو (تموز) الماضي.
وأشار بيان لوزارة الداخلية إلى أن هذا اللقاء، الذي عقد على أثر مراسيم حفل الولاء الذي ترأسه العاهل المغربي أول من أمس في تطوان، شكل مناسبة لاستحضار توجيهات الملك محمد السادس الواردة في خطاب عيد الجلوس: «والتي تشكل معالم الطريق التي وجب الاسترشاد بها للدفع قدما بورشات إصلاح الإدارة، وتعزيز مستوى الخدمة العمومية بغاية ترسيخ المكتسبات، ورفع التحديات التي تقتضيها مستلزمات التنمية الشاملة، وضرورات النهوض بالأوضاع الاجتماعية لعموم المغاربة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية».
وعلى هذا الأساس، يضيف البيان، تم استعراض السبل والآليات الكفيلة بإعمال كافة التوجيهات، التي تضمنها الخطاب الملكي، والعمل على إنجاح الأوراش الثلاث الأساسية، التي شدد عليها العاهل المغربي، والمتعلقة باللاتمركز الإداري، وتفعيل إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، واعتماد الترسانة القانونية المحفزة للاستثمار، وذلك في أفق فتح النقاش بشأنها مع مختلف القطاعات الحكومية، من منطلقات التكامل والالتقائية.
وتناول اللقاء، حسب بيان وزارة الداخلية «الإجراءات المتعلقة بإطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بما يساير الرؤية الملكية، الرامية إلى تعزيز وتجذير مكاسب هذه الخطة، وإعادة توجيه برامجها، وتصور وتطبيق صيغ جديدة من المبادرات المدرة للدخل والقادرة على توفير فرص الشغل».
كما بحث اللقاء التدابير الهادفة إلى تعزيز إسهام وزارة الداخلية، رفقة باقي القطاعات المعنية، في ورشات إحداث «السجل الاجتماعي الموحد»، بما يمكن من «إرساء معايير استحقاق دقيقة وموضوعية تؤسس لنظام استهداف ناجع وفعال، قائم على رؤية واضحة للفئات المعنية، من أجل حسن استهدافها وتعزيز التناسق بين البرامج الاجتماعية، وبما يتيح أيضا تصور وتفعيل برامج دعم اجتماعي أكثر نجاعة وشفافية وإنصافا»، وفقا للبيان الذي أضاف أن هذا اللقاء شكل كذلك محطة لاستشراف سبل الحرية بتعزيز انخراط وزارة الداخلية بسائر مستوياتها المركزية والترابية في الورشات لإصلاح الإدارة، وترسيخ مرتكزات الحكامة الجيدة، بما يتوافق والمنظور الملكي الهادف لتوطيد الدولة القوية القائمة على التزام الإدارة بمسؤولياتها، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتبعا لذلك، وبهدف تعميق التصورات وإغناء أنماط الاشتغال داخل وزارة الداخلية لتكون مواكبة للتحولات والتحديات الراهنة والمستقبلية، واستكمال المسارات التنموية للبلاد على ضوء التوجيهات الملكية، تم خلال هذا اللقاء طرح ثلاثة محاور موضوعاتية تناولت بالنقاش مواضيع اللامركزية واللاتمركز، والجهوية المتقدمة، وتحفيز ومواكبة الاستثمار على ضوء الإصلاح الجديد للمراكز الجهوية للاستثمار.
وكان هذا اللقاء أيضا مناسبة لتجديد التأكيد على «التجند الدائم والالتزام المتواصل لوزارة الداخلية بجميع إطاراتها، رفقة مختلف المصالح الأمنية، من أجل خدمة الوطن والمواطنين بكل أمانة والتزام ومسؤولية، وبروح الولاء الراسخ للعرش العلوي المجيد، والإخلاص الثابت للملك محمد السادس، غايتها ومقصدها تعزيز الصرح الديمقراطي والمسار التنموي والتقدمي للمملكة، في ظل إيمان متجذر وقناعة راسخة باستعداد أبناء هذا الوطن للعمل سويا، بكل وحدة وتضامن ووطنية حقة، لمواجهة التحديات وتجاوز الإكراهات، من أجل تنميته وتقدمه وضمان وحدته وأمنه واستقراره».
وأوضح بيان وزارة الداخلية أن اللقاء جرى بحضور كل من الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، والجنرال دوكور دارمي (فريق أول) قائد الدرك الملكي، والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية)، والمدير العام للدراسات والمستندات (مخابرات خارجية)، والجنرال دوديفيزيون (فريق) مفتش القوات المساعدة (المنطقة الجنوبية)، والجنرال دوديفيزيون مفتش الوقاية المدنية، والجنرال دوبريكاد (اللواء) مفتش القوات المساعدة (المنطقة الشمالية)، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».