النائب أبو الحسن: نخشى من مراوحة قاتلة في الملف الحكومي

قال إن العُقدة الأساسية هي تمسّك باسيل بـ«الثلث المعطّل»

النائب هادي أبو الحسن
النائب هادي أبو الحسن
TT

النائب أبو الحسن: نخشى من مراوحة قاتلة في الملف الحكومي

النائب هادي أبو الحسن
النائب هادي أبو الحسن

أكد النائب في كتلة «اللقاء الديمقراطي» هادي أبو الحسن أن الملف الحكومي لا يزال في دائرة المراوحة، وعبّر عن خشيته أن تتحول إلى «مراوحة قاتلة نتيجة الأزمات والأعباء التي يتحملها المواطن، أضف أن البلد يأخذ منحى خطيراً على الصعيد الاقتصادي، بينما بعض القوى السياسية لا تتحمل مسؤولياتها وتصر على الاستئثار بالسلطة من خلال تمسكها بالثلث المعطل»، مشدداً على أنه «لا يمكن بناء بلد بمنطق الإقصاء والتعطيل والاستئثار».
واعتبر أبو الحسن في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أن «ما يتم تداوله لجهة عُقد مسيحية أو درزية أو سواها، إنما هي عُقد مفتعلة للتغطية على العُقدة الأساسية المتمثلة في سعي (التيار الوطني الحر) بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل، للحصول على الثلث المعطل وبالتالي على حق النقض، الفيتو». وقال: «ما دام الرئيس المكلف هو الذي يشكل الحكومة ويعرض التشكيلة على رئيس الجمهورية ليتفقا ويوقّعا عليها، لماذا انتظار رئيس حزب أسبوعاً كاملاً حتى يعود من سفره ويدلي برأيه في التشكيلة؟».
وأشار إلى أن «هناك فريقاً سياسياً يعطل التشكيل بانتظار أن تصرخ القوى الأخرى وتتنازل عن حقوقها، بينما المطلوب أن يسمع هذا الفريق صراخ الشعب اللبناني وأنينه وليس أي صراخ آخر». وأضاف: «نحن كلقاء ديمقراطي وحزب تقدمي اشتراكي، غير معنيين بالمحاصصة، فهذا منطق لا نؤيده البتة، لكن ما نرفضه ويرفضه الشعب اللبناني أن يكون هناك من يتعدى على حقوقنا، ونرى أن من واجبنا تجاه من انتخبونا وحمّلونا الأمانة، التمسك بالحد الأدنى من هذه الحقوق».
وتساءل أبو الحسن: «ما دمنا للأسف في بلد بنظام طائفي وتركيبة مذهبية، وما دمنا بنظرهم نمثل حيثية مذهبية معينة، لماذا يتدخل جبران باسيل بشؤوننا؟». وقال: «هو يتحدث عن عُقدة درزية وأخرى مسيحية كما عن عُقدة سنية، باعتباره يسعى للحصول على وزير من حصة كل فريق كي يصل عدد وزرائه إلى 11 وبالتالي يحظى بالثلث المعطل. اللعبة باتت مكشوفة ولم يعد ينفع استغباء اللبنانيين».
ورأى أبو الحسن أن «حل الإشكالية الحكومية سهل جداً، ومعقَّد في آن، تبعاً لمقاربة «التيار الوطني الحر» للملف، نافياً أن تكون هناك عُقد خارجية تحول دون تشكيل الحكومة، مضيفاً: «إذا كان هناك من يعتقد عكس ذلك فليتحدَّ هذه القوى ويسهِّل عملية التشكيل».
وتطرق أبو الحسن إلى ملف النازحين السوريين، فأكد أن الحزب «التقدمي الاشتراكي» يؤيد ويطالب بالعودة الطوعية والآمنة للنازحين، «وفي حال بقيت الظروف على ما هي عليه الآن، لا نعتقد أن العودة ستكون آمنة، إلا في حال توفر الضمانات المطلوبة سواء أكانت روسية أو أممية»، مشدداً على أن حزبه يتعاطى مع الملف من «وجهة نظر إنسانية محضة، فلا يوجد شخص لبناني وطني قد يعارض العودة في حال توفُّر شرطي العودة الطوعية وسلامة العائدين». وأضاف: «القانون رقم 10 الذي أقره النظام السوري ذو أبعاد متعددة، ويعزز الفرز الديموغرافي، وهدفه وضع العوائق أمام عودة النازحين، وبالتالي نحن نؤيد أي شيء يخالف بأهدافه مضمون وأهداف هذا القانون».
ورداً على سؤال عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة السويداء وبالتحديد الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش»، اعتبر أبو الحسن أن «المؤامرة على أبناء جبل العرب مستمرة، وهناك خوف عليهم، لذلك نستمر في المطالبة بضمانات لتأمين حمايتهم». وقال: «هناك محاولة لإخضاعهم وتدجينهم وتأطيرهم في جيش النظام السوري كي يُستفاد منهم في وقت لاحق في العمليات العسكرية المرتقب أن يشنها النظام شمال سوريا، وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به». وختم بالقول: «لهذا طالب رئيس الحزب وليد جنبلاط أن تكون موسكو الطرف الضامن سياسياً وأمنياً لتأمين الحماية اللازمة لدروز سوريا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».