بعد نحو عام من مواجهة السلطات الأمنية السعودية تمرداً مسلحاً في بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف شرق السعودية، تحول اليوم وسط البلدة القديمة الذي كان مرتعاً للمسلحين، إلى ورشة إعمار في مشروع تقول السلطات السعودية إنها تسعى من خلاله إلى بناء منطقة حضرية على أنقاض البيوت القديمة التي اتخذها مطلوبون ملاذاً لهم.
وأصبح مشروع «المسورة» عنواناً لإظهار عزم الدولة على مساعدة الأهالي في الخروج من التجربة القاسية التي اضطرتهم إليها الجماعات المسلحة، وتوفير بيئة صالحة لقيام نشاط أهلي يجمع بين التراث المحلي والثقافي والاقتصادي.
وأمس، أعلنت أمانة المنطقة الشرقية بالسعودية أنها أنجزت نحو 30% من أعمال البنية التحتية، وأعمال مشروع تطوير وسط العوامية، والذي يقام على مساحة تصل إلى 180 ألف متر مربع وبتكلفة 238 مليون ريال (63.5 مليون دولار).
وكان الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، قد وضع حجر الأساس للمشروع في فبراير (شباط) الماضي، لتنمية وسط العوامية «المسورة» سابقاً.
والمسورة، هي الحي القديم لبلدة العوامية، والذي كان يحتمي فيه المسلحون الخارجون على القانون، وجرى هدمه وتعويض المالكين، ويتمثل مشروع تطويرها على إنشاء عدد من المباني أهمها الأبراج، والسوق الشعبية، والمركز الثقافي الذي تتوسطه الساحة المركزية التي صُممت لاستيعاب المناسبات الوطنية والترفيهية كاليوم الوطني واحتفالات العيد، ومباني السوق المفتوحة ومبنى المسجد والمبنى التراثي والأبراج التراثية والساحة الترفيهية.
ويقام المركز الثقافي على مساحة 5323 متراً مربعاً، ويمثل قلب المشروع، ويتكون من ثلاثة مبانٍ تجمع بينها مظلة كبيرة تغطي الساحة الرئيسية ويتضمن المركز مكتبة وقاعة مؤتمرات ومعارض.
كما يضم المشروع خمسة أبراج تراثية، صُممت لتكون مرجعاً بصرياً واستوحيت من التراث المعماري التاريخي للمنطقة.
أما السوق الشعبية فتقام على مساحة إجمالية تصل إلى 4327 متراً مربعاً، وتتكون من سبعة مبانٍ تراثية متفاوتة الحجم والمساحة أُعدت للاستثمار، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء، حيث يحتوي المشروع على نحو 94 ألف متر مربع من الحدائق والمتنزهات منها 55 ألف متر مربع مسطحات خضراء، كما يحتوي المشروع على مبنى تراثي يقام على مساحة 1200 متر مربع.
وأكد محمد الصفيان المتحدث الرسمي باسم أمانة المنطقة الشرقية، أن وتيرة العمل في المشروع متسارعة، بالإضافة إلى مضاعفة الجهد، لزيادة معدل الإنجاز عن طريق زيادة كل الموارد، والعمل على مدار الساعة، وزيادة عدد الموردين لتسريع الإنتاج وتركيب عناصر الخرسانة سابقة الصب من أجل إنجاز المشروع.
وقال الصفيان إن فكرة المشروع مستوحاة من التاريخ الغني والثقافة التراثية المعمارية التي تتميز بها منطقة القطيف التاريخية، ليمثل المشروع عراقة الماضي وأصالة الحاضر ورؤية المستقبل.
السعودية: إنجاز 30 % من تطوير وسط العوامية بعد دحر الإرهاب
السعودية: إنجاز 30 % من تطوير وسط العوامية بعد دحر الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة