إقالة رئيس هيئة السكك الحديدية بمصر

مقتل 9 في انقلاب أوتوبيس... وخروج قطار عن المسار

قطار خرج عن مساره قرب مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان أمس (أ.ب)
قطار خرج عن مساره قرب مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان أمس (أ.ب)
TT

إقالة رئيس هيئة السكك الحديدية بمصر

قطار خرج عن مساره قرب مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان أمس (أ.ب)
قطار خرج عن مساره قرب مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان أمس (أ.ب)

في حين لقي 9 أشخاص مصرعهم في حادث انقلاب أوتوبيس في محافظة بورسعيد (200 كيلومتر شمال شرقي القاهرة)، أمس، أُصيب 6 آخرون جراء خروج قطار عن القضبان في أسوان (950 كيلومتراً جنوب العاصمة). وقرر وزير النقل هشام عرفات، إقالة رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن حصيلة ضحايا حادث بورسعيد بلغت 9 وفيات و18 مصاباً، بعد انقلاب أوتوبيس بطريق القاهرة - بورسعيد أمام الميناء الجافة بالمحافظة.
وفي أسوان خرجت عربة الجرار وبعض العربات من القطار 982 عن قضبان السكك الحديدية على خط القاهرة - أسوان، ما أسفر عن وقوع 6 إصابات بين الركاب.
وبعد ساعات من وقوع الحادث، أصدر النائب العام المستشار نبيل صادق، ببدء نيابة أسوان الكلية التحقيقات بشأن الحادث، كما أصدر وزير النقل قراراً بتكليف المهندس أشرف رسلان بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بعد إقالة الرئيس السابق المهندس سيد سالم. وقبل أسبوعين شهدت محافظة الجيزة، حادثاً مماثلاً على شبكة القطارات، إذ خرجت 3 عربات من قطار خلال مروره في منطقة البدرشين، ما أسفر عن إصابة 61 شخصاً، وأجرت النيابة العامة، ووزارة النقل تحقيقات في الواقعة. وتعهد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، في أعقاب حادث الجيزة، باتخاذ «إجراءات حاسمة» للتعامل مع مسبباته التي ستتوصل إليها التحقيقات، وشدد على أن «الخطة التي تقوم بها الدولة لتطوير شبكة السكك الحديدية تهدف في الأساس إلى توفير أكبر قدر ممكن من عناصر السلامة والأمان في القطارات والمزلقانات، للحفاظ على حياة الركاب وسلامتهم».
وتمتد شبكة نقل السكك الحديدية في مصر بطول 9570 كيلومتراً تقريباً، حسب البيانات الرسمية. وتقدر وزارة النقل التكلفة اللازمة لإصلاح الخطوط وتأهيلها بشكل عاجل بـ10 مليارات جنيه (نحو 555 مليون دولار)، وذلك لخدمة 500 مليون راكب سنوياً.
ويقول الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (جهة رسمية) إنه رصد 1793 حادث قطار في عام 2017، مقارنةً بالعام السابق الذي سجل 1249 حادثاً في القطاع نفسه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».