دوري غير

في لندن، حيث ستجري مباراة السوبر السعودي على كأس هيئة الرياضة، تجد كثيراً من الأصدقاء الرياضيين، الذين وإن جاء بعضهم في إجازة، فإن الأحاديث الكروية تسيطر على ما عداها عندما يكون أحد أطراف الجلسة من الوسط الرياضي.
وبين حديث هنا وحديث هناك، تجد قواسم مشتركة بين كل الأحاديث، وأولها أن دوري الموسم المقبل، الذي سينطلق من لندن تحديداً، سيكون غير، والأسباب كثيرة، ولا تنحصر في وجود ثمانية محترفين، ولا في منح هيئة الرياضة مبالغ كبيرة لكل الأندية على حد سواء لشراء المحترفين، من محليين وأجانب، ولا في وجود مدربين كبار، ولا في المعسكرات الكثيرة التي توجد فيها الأندية حالياً، ولا حتى في وجود رؤساء أندية شبان يسعون جميعاً لإضافة روح جديدة متوثبة للكرة السعودية، بل في أول دوري في تاريخ المملكة من دون ديون.
دوري قد يكون الأول من نوعه في العالم، حيث تدخل ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان لينهي كل معاناة وجدل وحيرة وتردد لدى الأندية ومناصريها، الذين يشكلون غالبية سكان المملكة، ويمنحهم جميعاً بداية جديدة وأملاً في مستقبل مختلف تماماً عما عايشوه وعرفوه... مستقبل واعد بكل ما هو خير، ليس على صعيد الرياضة فقط، بل على كل الصعد.
ولأن الرياضة انعكاس لبيئتها ومحيطها، توقعت أن يكون الدوري الجديد فعلاً غير، فكل المؤشرات تقول ذلك، ومن خلال حديثي مع نخبة من رؤساء الأندية وأعضاء مجالس إدارتها، وبعض اللاعبين والمشتغلين بالشأن الكروي، لمست أن الجميع تعلموا من دروس الماضي، وبدأنا فعلاً مرحلة جديدة مختلفة تماماً عما سبقها، لأن الفكر المصاحب لها ليس فكراً رياضياً فقط، بل هو فكر دولة وأسلوب حياة جديد سينسحب على كل مرافق الحياة، والرياضة واحدة منها.