«نطاقات» يرفع رواتب مليون سعودي

ارتفاع نسبة التوظيف 15 في المائة

وزارة العمل تعلن عن ارتفاع أجور مليون موظف سعودي بعد تطبيق أحد برامجها («الشرق الأوسط»)
وزارة العمل تعلن عن ارتفاع أجور مليون موظف سعودي بعد تطبيق أحد برامجها («الشرق الأوسط»)
TT

«نطاقات» يرفع رواتب مليون سعودي

وزارة العمل تعلن عن ارتفاع أجور مليون موظف سعودي بعد تطبيق أحد برامجها («الشرق الأوسط»)
وزارة العمل تعلن عن ارتفاع أجور مليون موظف سعودي بعد تطبيق أحد برامجها («الشرق الأوسط»)

كشف المهندس عادل فقيه، وزير العمل، عن تحقيق برنامج "نطاقات" حتى مطلع العام الهجري الحالي ارتفاعا في معدل التوطين بنسبة 15 في المائة، إذ بلغ عدد السعوديين الذين جرى توظيفهم في القطاع الخاص 723 ألف سعودي وسعودية، إضافة لارتفاع أجور ما يقارب مليون موظف وموظفة سعودية لأكثر من ثلاثة آلاف ريال منذ إعلان برنامج نطاقات الأجور.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير نهاية الأسبوع الماضي بقيادات مجلس الغرف ورئيس وأعضاء المجلس التنسيقي للجان الوطنية من رؤساء وأعضاء اللجان الوطنية الذين يمثلون غالبية القطاعات الاقتصادية في السعودية، لمناقشة قضايا رجال الأعمال السعوديين والهموم المشتركة مع الوزارات والجهات الحكومية، وذلك في إطار مساعي المجلس للتواصل مع المسؤولين في مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية.
وأشار فقيه إلى أن الوزارة تسعى للاستماع لمرئيات القطاع الخاص حول تلك المبادرات وتقديم مقترحاتهم بشأنها، وذلك ترجمة لشعارها "شاركونا في تحسن قرارات وزارة العمل قبل إصدارها" من خلال نافذة "معا" على موقع الوزارة والتي تتيح المشاركة في إبداء وجهات النظر حول مشاريع الوزارة التي تعتزم تنفيذها.
وأكد وزير العدل أن مبادرات الوزارة المختلفة والحملات التصحيحية غيرت كثيرا من واقع التوطين في المنشآت، حيث انتقلت أغلب المنشآت في القطاع الخاص للنطاقات الآمنة مع مطلع العام الهجري الجديد 1435، إذ بلغت نسبة المنشآت الواقعة في النطاقين البلاتيني والأخضر 87 في المائة، وفي النطاق الأصفر 7 في المائة، فيما بلغت نسبة النطاق الأحمر 6 في المائة مقابل 30 في المائة للأصفر و 20 في المائة للأحمر في شهر رجب من العام 1432.
وبين المهندس فقيه خلال اللقاء عددا من التحديات التي تواجهها وزارة العمل في جهودها لتحسين سوق العمل وتنظيمه، وتعزيز عمل الشباب السعودي، وتوطين وظائف القطاع الخاص، حيث وضعت لها الوزارة 27 حلا.
واشتملت التحديات، التي كشفت عنها وزارة العمل خلال اللقاء، انخفاض معدل توظيف السعوديين عن المستوى المطلوب، إما بسبب الفجوة بين أجر العمالة الوطنية والعمالة الوافدة، والتحديات التي يواجهها الباحثون عن العمل، أو بسبب انخفاض الزخم في نطاقات، إذ اقترحت الوزارة لمعالجة ذلك دعما أعلى ولمدة أطول من صندوق تنمية الموارد البشرية لأجور الموظفين الجدد، وإطلاق آلية للصرف المباشر، ورفع نسب التوطين في القطاعات القادرة على استيعاب السعوديين، إلى جانب صرف مكافأة الحصول على عمل والاستقرار الوظيفي تصل لـ 20 ألف ريال سعودي لزيادة التحفيز، إضافة إلى مكافأة للانتقال من مدينة لأخرى، وتطبيق قواعد جديدة لتجديد رخص العمل للنطاق الأصفر .
فيما تشكل مخالفة واختراق بعض المنشآت للنظام، احد تحديات الوزارة التي تتمثل في التوطين المؤقت والوهمي، والمتاجرة بالتأشيرات، ولمعالجة ذلك تعتزم الوزارة تطبيق المعدل التراكمي لاحتساب التوطين، واشتراط فترة زمنية للبقاء في النطاق الأخضر للحصول على الاستقدام والخدمات الأخرى، فضلاً عن تفعيل دور شراكات تأجير العمالة، وتضمين تشغيل العمالة المخالفة لجرائم الاتجار بالبشر.
من جانبهم، ركز رجال الأعمال السعوديون على ضرورة مراعاة نسب التوطين في بعض القطاعات التي لا تتوفر بها عمالة وطنية كالمقاولات، والعقار، والورش، والقطاع الزراعي وبعض المهن في القطاعات الصناعية والتجارية، مشيرين إلى أهمية إشراك القطاع الخاص في قرارات وزارة العمل قبل صدورها، وأن تعمل الوزارة على توفير احتياجات القطاع الخاص من المهن التي يطلبها في القطاعات المختلفة حتى يتمكن من أداء أعماله ودوره الاقتصادي وتحقيق نسب التوطين المطلوبة.
كما اقترح خلال اللقاء، عقد ورش عمل تجمع وزارة العمل وكل قطاع على حدة لمناقشة ما يواجهه كل قطاع، وتحديد الحلول المناسبة له في برامج وزارة العمل، إلى جانب إمكانية عقد لقاء ربع سنوي بين وزارة العمل ومجلس الغرف لمناقشة القضايا المشتركة.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».