الناطق باسم {الجيش الوطني}: قطر وتركيا تحاولان تغيير ديموغرافية ليبيا

TT

الناطق باسم {الجيش الوطني}: قطر وتركيا تحاولان تغيير ديموغرافية ليبيا

فيما اتهم الجيش الوطني الليبي، أمس، قطر وتركيا، مرة أخرى، بمحاولة تغيير ديموغرافية الدولة الليبية، نفت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا «أفريكوم» مسؤولية الجيش الأميركي عن غارة جوية استهدفت منزلاً يقطنه، على ما يبدو، قادة من تنظيم داعش الإرهابي في مدينة أوباري الليبية.
وقال كارل ويست، الناطق باسم «أفريكوم»، التي تتخذ من مدينة شتوتجارت الألمانية مقرا لها، لـ«الشرق الأوسط»: «لم تقم قيادة الولايات المتحدة في أفريقيا بتنفيذ أي ضربات في ليبيا مؤخراً»، مشيراً إلى أن آخر غارة جوية شنها الجيش الأميركي ضد متطرفين داخل الأراضي الليبية، كانت بتاريخ الثالث عشر من يونيو (حزيران) الماضي.
وطبقا لما أعلنته وسائل إعلام محلية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد قتل ستة أشخاص على الأقل في غارة جوية نفذها طيران مجهول الهوية، مساء أول من أمس، على مزرعة في ضواحي مدينة أوباري.
وقالت مصادر أمنية غير رسمية، إن من بين القتلى اثنين جزائريين، وثلاثة أشخاص من مالي، بالإضافة إلى ليبي يعتقد أنه عضو في تنظيم «القاعدة».
إلى ذلك، شن العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، انتقادات علنية لاذعة وحادة إلى تركيا وقطر، واتهمهما في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي (شرق) بدعم المتطرفين والإرهابيين، وإنفاق ما وصفه بأموال ضخمة وطائلة لتغيير ديموغرافية السكان.
وأكد المسماري أن لدى الجيش أدلة ووثائق وتسجيلات لاجتماعات عقدها الإرهابيون في تركيا وقطر، بالإضافة إلى تونس، وتعهد بأن تواصل قوات الجيش معركتها لتأمين وحماية البلاد، قبل أن يعلن مجدداً التزام الجيش الوطني بنتائج الاجتماع، الذي عقده الفرقاء الليبيون في العاصمة الفرنسية باريس في مايو (أيار) الماضي.
كما أكد المسماري أيضاً أن قوات الجيش ستتولى تأمين الانتخابات في حال الاتفاق على إجرائها قبل نهاية العام الجاري، وفقا لخطة بعثة الأمم المتحدة التي أقرها المجتمع الدولي؛ مشيداً في المقابل بمظاهرة محدودة نظمها مواطنون مناوئون لجماعة «الإخوان» وسط العاصمة طرابلس، ورأى أن الحراك المدني والسلمي «هو من سيحرر العاصمة من قبضة الميليشيات المسلحة التي تسيطر عليها منذ سنوات، في غياب الأجهزة الرسمية والحكومية».
ورفع المتظاهرون لافتات منددة بقيادات «الإخوان»، وضد حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج. كما كان لافتاً أمس أن شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش، قد بثت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لقطات مصورة لمظاهرات من قلب طرابلس، فيما وصفته بأنه توثيق لبعض المشاهد أمام قاعة الشعب.
في غضون ذلك، استغل السراج زيارته المفاجئة إلى تشاد، ليعلن لدى اجتماعه مع رئيسها إدريس ديبي، أن بعض الأطراف المشاركة في اجتماع باريس الأخير لم تلتزم بنتائج اللقاء، الذي نص على توحيد المؤسسة العسكرية، وعدم التعامل مع الكيانات الموازية.
وقال السراج في بيان وزعه مكتبه، إن أطرافاً مشاركة في المؤتمر لم تلتزم بذلك، مشيراً إلى ما حدث من خرق في منطقة الهلال النفطي، وأن حكومته «أوفت بالتزاماتها تجاه العملية الانتخابية، برصد مخصصات مالية للمفوضية العليا للانتخابات، كما وفرت جميع المتطلبات لتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات آمنة وشفافة».
ونقل بيان للسراج عن ديبي قوله إن الدور الليبي «كان أساسياً وفعالاً في تأسيس الاتحاد الأفريقي، وما يحدث في ليبيا يجد صداه في كل أفريقيا»، مؤكدا أنه «ليس لتشاد أي أجندة خاصة في اهتمامها بالشأن الليبي، سوى الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام». كما شدد على أهمية دور تشاد في دعم الاستقرار في ليبيا، وتطلعه إلى تطوير التعاون بين البلدين لما فيه خير الشعبين الشقيقين.
وخلال اللقاء اتفق الجانبان على التنسيق بين الأجهزة المعنية في البلدين عبر الحدود المشتركة، للتصدي للإرهاب والمهربين وعصابات المرتزقة والمتاجرين في البشر. كما أكدا التزامهما بتطبيق البروتوكول الأمني الذي وقع في أبريل (نيسان) الماضي في نيامي، من قبل ليبيا وتشاد والنيجر والسودان، الذي يعد إطاراً للتعاون في مواجهة التهديدات الأمنية الحدودية.
وبحسب البيان، فقد اتفق الجانبان أيضاً على عقد لقاء مماثل خلال الشهر المقبل في العاصمة السودانية الخرطوم، لبحث آخر المستجدات، وسبل تأمين الحدود المشتركة، ووقف عمليات الاختراق بأنواعها.
من جانبها، أكدت ستيفاني ويليامز، نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة، لدى لقائها مع عماد السائح، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، على ما أسمته بـ«الدعم المستمر من الأمم المتحدة». كما ناقشت الجلسات المرتقبة لمجلس النواب الليبي، للتصويت على قانون الاستفتاء على الدستور.
وقالت البعثة الأممية، إن ستيفاني اطلعت أيضاً على الإجراءات الأمنية بعد الهجوم الإرهابي، الذي استهدف مقر المفوضية بطرابلس في مايو الماضي.
وكانت ستيفاني قد بحثت مع سالم بن تاهية، رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، ملف الانتخابات البلدية المقبلة في ليبيا، مشددة على أهمية المشاركة الشعبية، وعلى استمرار دعم الأمم المتحدة السياسي واللوجستي لهذه العملية، مع اقتراب انعقاد جلسة مجلس النواب في 30 من يوليو (تموز) الجاري.
من جهة أخرى، دعا المشير حفتر، رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني في شرق البلاد، إلى إعادة تبعية الهيئة العامة لشؤون جرحى القوات المسلحة إلى مجلس الوزراء مجدداً، وذلك نتيجة لضرورة أن تكون لجان الجرحى فنية ومتخصصة. وأرجع حفتر قراره إلى الاستفادة من تحرك الحكومة في الساحات الأوروبية، لعلاج الجرحى ذوي الإصابات الخطيرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».