كشف مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن السفيرة أليس ويلز نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لجنوب ووسط آسيا قامت بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة التقت خلالها نائب رئيس الوزراء القطري خالد بن محمد العطية ومسؤولين آخرين في الحكومة القطرية لمناقشة التقدم الأخير نحو عملية السلام في أفغانستان بقيادة الحكومة الأفغانية، مضيفا أن «الولايات المتحدة ستعمل على جميع السبل لدفع عملية السلام بالتشاور الوثيق مع الحكومة الأفغانية، وأن أي مفاوضات بشأن المستقبل السياسي لأفغانستان ستكون بين طالبان والحكومة الأفغانية». وقال إن السفيرة ويلز عادت إلى الولايات المتحدة يوم الثلاثاء بعد مناقشة التقدم نحو عملية يقودها الأفغان مع مسؤولين قطريين، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية ترحب بالشراكة البنّاءة مع الحكومة القطرية في أفغانستان، وأعرب عن تقدير الولايات المتحدة العميق للجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للصراع في أفغانستان. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال على لسان مسؤولين أميركيين أن المبعوث الأميركي لجنوب آسيا التقى بمسؤولين من حركة طالبان هذا الأسبوع لمناقشة سبل إرساء أسس محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما في أفغانستان. وقالت بأن الهدف من اللقاء هو البناء على الزخم الذي أحدثه وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة أيام بين مقاتلي حركة طالبان والحكومة الأفغانية، والذي منح الأفغان طعماً محيراً للسلام بعد عقود من الحرب.
وتمثل هذه الخطوة دفعة هامة نحو بدء عملية التفاوض، منذ آخر اجتماعات رفيعة المستوى عقدت بين المسؤولين الأفغان وطالبان، في حضور الولايات المتحدة والصين، في باكستان في عام 2015. وكان الاجتماع الذي عقد في مدينة موري خارج إسلام آباد، إحدى المحاولات التي تضمنت اتصالات على أعلى مستوى بين الطرفين المتحاربين في السنوات الأخيرة، مما منح الأمل في أن تبدأ عملية سلام رسمية في القريب العاجل. إلا أن الآمال على هذه الاجتماعات انهارت على الفور بعد كشف وكالة المخابرات الأفغانية أن زعيم طالبان المفترض، الملا محمد عمر، قد مات منذ أكثر من عامين. وتم الإعلان عن محاولات أخرى لإحياء المحادثات مع طالبان في أوائل عام 2016. والتي انتهت عندما قتل زعيم طالبان آنذاك، الملا أختر منصور، في باكستان. وأوضح مسؤولون أميركيون أن الحكومة الأفغانية تشارك مشاركة كاملة في الجهود الرامية إلى إطلاق محادثات السلام. ويحذر المسؤولون الأميركيون والأفغان من أن المفاوضات الرسمية، إذا حدثت، يمكن أن تكون على بعد أشهر، ويمكن أن تنهار تلك الجهود، مثل المحاولات السابقة. فيما يقول مسؤولين أميركيين إنهم شاهدوا اهتماما جادا وجديدا من طالبان في محادثات السلام. ويقول المسؤولون الأميركيون إنه حتى الخطوات الصغيرة، مثل التفاوض على وقف إطلاق نار ثانٍ خلال العطلة الدينية القادمة في أفغانستان في أغسطس (آب)، يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق جوهرية للمحادثات. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في يونيو (حزيران) إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الحكومة الأفغانية وطالبان للتوصل إلى اتفاقية سلام ومناقشة دور «القوى والقوى الدولية» - في إشارة إلى مطلب المتمردين منذ فترة طويلة بالانسحاب لجميع القوات الأميركية من أفغانستان.
وأنشأت حركة طالبان مكتباً سياسيا في الدوحة في عام 2013 كجزء من خطة مدعومة من الولايات المتحدة لتسهيل المحادثات، لكنه أغلق بعد رد فعل غاضب من الحكومة الأفغانية. ومنذ ذلك الحين، استمر ممثلو حركة طالبان في العمل بشكل غير رسمي كمبعوثين للمجموعة. وتأتي المحادثات في الدوحة بعد عام تقريباً من إعلان الرئيس ترمب عن استراتيجية جديدة في جنوب آسيا تقضي بإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان وزيادة من الضغوط على باكستان لقطع العلاقات مع طالبان. واتهم المسؤولون الأميركيون والأفغان إسلام آباد بدعم حركة طالبان التي تتخذ من باكستان مقراً لها. وتضمنت الاستراتيجية تعهدا مفتوحاً من الولايات المتحدة بالبقاء في البلاد حتى يتم القضاء على التهديد للحكومة المنتخبة ديمقراطياً. وأقرت الحكومة الباكستانية بأن لها بعض التأثير على المتمردين، لكنها تصر على أنها لا تسيطر على المجموعة.
مبعوث أميركي يلتقي حركة {طالبان} لمناقشة إنهاء الصراع
مصدر في الخارجية لـ «الشرق الأوسط»: عملية السلام ستقودها الحكومة الأفغانية
مبعوث أميركي يلتقي حركة {طالبان} لمناقشة إنهاء الصراع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة