وزير الداخلية المصري: نعمل بأقصى جهد لتوفير الأمن والاستقرار للبلاد

«الإخوان» يحيون ذكرى «أحداث الحرس الجمهوري» بمظاهرات «تقليدية»

وزير الداخلية المصري: نعمل بأقصى جهد لتوفير الأمن والاستقرار للبلاد
TT

وزير الداخلية المصري: نعمل بأقصى جهد لتوفير الأمن والاستقرار للبلاد

وزير الداخلية المصري: نعمل بأقصى جهد لتوفير الأمن والاستقرار للبلاد

شدد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية المصري، أمس على حرص رجال الشرطة على أمن مصر وأهمية دورهم وجهودهم لاستقرار المجتمع وحماية مقدرات الوطن، داعيا قواته للعمل بأقصى جهد لتوفير الأمن والاستقرار في ربوع الوطن. وتأتي تلك التصريحات في وقت تظاهر فيه بضعة آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أمس في القاهرة وعدد من المحافظات إحياء لذكرى أحداث «الحرس الجمهوري»، التي قتل خلالها العشرات منهم، قبل أن تقوم قوات الشرطة بفض هذه التظاهرات عبر قنابل الغاز المسيل للدموع، كما ألقت القبض على عدد منهم، في مشهد متكرر منذ عزل مرسي في يوليو (تموز) 2013.

وقام وزير الداخلية أمس بجولة ميدانية في نطاق محافظة القاهرة تفقد خلالها سير العمل بعدد من أقسام الشرطة حيث وجه بسرعة التفاعل والتعامل الفوري مع بلاغات المواطنين والخدمات التي تقدم لهم وسرعة إنجازها، كما تفقد الخدمات الأمنية بميناء القاهرة الجوي للوقوف على مدى الاستعدادات الأمنية بالمطار والأكمنة المنتشرة بالطرق المؤدية إليه، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد لمنع حدوث أي عمل إرهابي في هذا المرفق الحيوي والمهم، مؤكدا على هيبة القانون وتنفيذه من دون استثناء، كما وجه بالوجود الميداني لكل القيادات لمتابعة الحالة الأمنية وحشد كل الطاقات للقوات لتحقيق الأمن والاستقرار.

وكان تحالف دعم مرسي قد دعا أنصاره لتظاهرات حاشدة أمس في جميع ميادين الجمهورية للمطالبة بالقصاص لقتلاهم. حيث قتل أكثر من 50 شخصا وأصيب المئات، في اشتباكات اندلعت بين أنصار جماعة الإخوان وقوات الجيش بالقرب من مقر الحرس الجمهوري بمصر الجديدة (شرق القاهرة)، في 8 يوليو من العام الماضي عقب عزل مرسي.

وخرجت مسيرات لأنصار مرسي في عدد من المناطق بالقاهرة منها (الهرم، وحلوان، مدينة نصر)، لكن قوات الأمن حالت دون وصولها إلى الميادين الرئيسة بالمحافظة. وقالت صفحة «الحرية والعدالة»، التابعة لحزب «الإخوان» على موقع «فيسبوك»، إن «الثوار نظموا مظاهرة أمام دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر فجر أمس، في الذكرى الأولى للمجزرة التي حدثت في التوقيت ذاته قبل عام، مرددين هتافات تتعهد بالقصاص وعددا من الهتافات المناهضة للحكم منها (يسقط يسقط حكم العسكر)».

من جهة أخرى، انفجرت قنبلة بدائية الصنع أمس بمركز مغاغة شمال محافظة المنيا من دون أن تسفر عن وقوع قتلى أو مصابين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.