وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الإمارات، أمس، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يجري خلالها مباحثات مع قادة الإمارات، الذين كانوا في استقباله بالعاصمة أبوظبي، يتقدمهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ورحَّب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان بضيف البلاد، معربين عن سعادتهما بزيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات، متطلعين إلى أن تسهم الزيارة في التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون والعمل المشترك، بما يلبي تطلعات البلدين وشعبيهما.
وجرى تبادل الأحاديث الودية حول ما يجمع البلدين والشعبين من علاقات تاريخية تشهد نماءً وتطوراً مستمرين، مشيرين إلى ما يميز العلاقات الثنائية من تنوع ومتانة على الصعد كافة، وأشار وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، إلى الدور المهم الذي تقوم به الصين في الملفات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية وركائز التفاهم والتنسيق والتشاور مع الإمارات بما يخدم الأمن والسلام والتنمية في المنطقة والعالم.
من جانبه، أعرب الرئيس الصيني عن سعادته بزيارته إلى الإمارات التي تجمعها بالصين علاقات ودية ورؤية مشتركة في كثير من القضايا، متمنياً للإمارات مزيداً من النمو والتقدم والازدهار.
واحتفت الإمارات بوصول الرئيس الصيني بمراسم خاصة، فقد رافقت طائرته منذ دخولها أجواء الدولة 12 طائرة حربية إماراتية من طراز «إف 16» و«ميراج»، فيما أضاءت سماء أبوظبي لدى وصوله إلى مقر إقامته العروض النارية ابتهاجاً بهذه الزيارة، وتزينت معالم البلاد وشوارعها بأعلام البلدين وألوانها، إضافة إلى كثير من مظاهر الاهتمام والترحيب التي تحظى بها الزيارة.
وبمناسبة زيارة شي جينبينغ، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن «زيارة الرئيس الصيني التاريخية إلى دولة الإمارات، تؤسس لمرحلة جديدة في الشراكة الاستراتيجية التي جمعت الدولتين على مدار عقود بركائز راسخة تقوم على المصالح المشتركة والتفاهم الكامل والاحترام المتبادل».
وأضاف: «يسعدنا أن نرحب بالرئيس شي جينبينغ على أرض الإمارات، في هذه الزيارة المهمة التي ننظر لها باعتبارها ركيزةً أساسية لآفاق أرحب للتعاون المزدهر بين البلدين الصديقين، ونقدِّر اختيار الرئيس بينغ الإمارات لزيارتها في أولى جولاته الخارجية عقب انتخابه لفترة رئاسية جديدة، ما يعكس ثقل شراكتنا الاستراتيجية، ويؤكد عمق الروابط بين الجانبين».
ونوه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالعلاقات الاقتصادية القوية والتبادلات التجارية المزدهرة بين الدولتين، مشيراً إلى أن تجارة الإمارات مع الصين مثَّلت نحو ربع إجمالي حجم التجارة العربية الصينية خلال عام 2017، التي بلغت ما يقارب 200 مليار درهم (54.4 مليار دولار)، فضلاً عن الحركة السياحية النشطة التي زار معها أكثر من مليون صيني الإمارات خلال العام الماضي فقط، مؤكداً أن التعاون الاقتصادي يمتد ليشمل العديد من القطاعات مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتطورة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نسعى إلى ترسيخ علاقات ثقافية وشعبية وإنسانية بجانب علاقاتنا الاقتصادية والسياسية القوية»، مشيداً بالتوافق الصيني الإماراتي حول كثير من الموضوعات والملفات الإقليمية والدولية في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي بادرت الإمارات إلى ترسيخها منذ عقود كأول دولة خليجية تقيم علاقات استراتيجية مع الصين، فيما أعرب عن ثقته في أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس جينبينغ إلى الإمارات سيكون لها أثرها الواضح في إعطاء دفعة قوية لعلاقات البلدين نحو مستويات أرقى من التنسيق والتعاون البنّاء في شتى المجالات.
من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «إن التعاون بين الإمارات والصين يمضي وفق أعلى المستويات، والجهود مركَّزَة على فتح آفاق جديدة من التنسيق والتكامل، خاصة أن البلدين تجمعهما رؤية مشتركة وفكر تنموي واحد يرتكز على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية أساس صلب لتعميق السلم والسلام والأمان والاستقرار والازدهار والقضاء على تداعيات التطرّف والإرهاب، هي ثقافة الإنجاز والعمل المشترك التي يؤمنان بها، وهي من المحركات الأساسية لبناء مستقبل واعد لشعبينا وبلدينا».
الرئيس الصيني يلتقي قادة دولة الإمارات في أبوظبي
تطلعات لرفع العلاقات لمستوى «الاستراتيجية الشاملة»
الرئيس الصيني يلتقي قادة دولة الإمارات في أبوظبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة