مدير الأمن العام واثق من نجاح الخطة الأمنية في البقاع

TT

مدير الأمن العام واثق من نجاح الخطة الأمنية في البقاع

أكد مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، أن «الخطة الأمنية في البقاع ستنجح، وسيشارك فيها الأمن العام بفاعلية»، مشيراً إلى أن «أبناء البقاع سيوفرون ظروف نجاح هذه الخطة». ورأى أن البقاع «ليس مغلقاً على الدولة، وليس مرتعاً للإرهاب، بل قلعة من قلاع الحرب على الإرهابيين».
وقال إبراهيم في كلمة له خلال حفل افتتاح مبنى دائرة أمن عام البقاع الثانية ومركز أمن عام بعلبك الإقليمي، إن «البقاع ممنوع من الصرف في بازارات المزايدة، وصولاً إلى الانقسام بين أبناء الوطن الواحد بتقسيمه مناطق». وفي رد مبطّن على النائب جميل السيد، أوضح إبراهيم، أنه «كما قُسّموا بالأمس سنة وشيعة، وقبله (بيروت) شرقية وغربية، أو مسلمين ومسيحيين، واليوم يحاولون تقسيمه بقاعاً وجنوباً، وقد فاتهم ما قاله فخامة الرئيس ميشال عون منذ سنينٍ كثيرة أن (لبنان أكبر من أن يُبلع وأصغر من أن يُقسّم)».
وشدد إبراهيم على أن «عودة الدولة (إلى البقاع) عودة نهائية، تمنع الحرمان والضيق عن أهل المنطقة، وتفتح حضنها لجميع أبنائها، فتُشرع أبواب العمل وتُقفل بؤر البطالة والضياع»، مشيراً إلى أن «افتتاح هذا المركز سيلاقي الخطة الأمنية إنمائياً، التي تعبر عن تطلعات أهالي البقاع؛ لأنها لأهله وليست ضدهم». وأضاف «نثق من أن نجاح الخطة الأمنية التي تشارك فيها المديرية العامة للأمن العام بفاعلية، سيوفر ظروفه أهل البقاع وأبناؤه».
ورأى إبراهيم، أن البقاع «ليس مرتعاً للإرهابيين، بل كان وسيبقى قلعة من قلاع الحرب على هؤلاء، وهو ليس مغلقاً على الدولة وأجهزتها. وإذا كان الأمن شرطاً للاستقرار فإن للاستقرار شروطاً اقتصادية وتربوية واجتماعية يجب توافرها بالتوازي». ولفت إلى أن «الدولة ليست جابياً للضرائب وشرطياً للقمع، فهي قبل ذلك وبعده راعية وعقدٌ اجتماعي»، مؤكداً أن «المرحلة الجديدة التي بصددها البقاع وبعلبك، هي عودة الدولة إلى البقاع وبعلبك وليس العكس، ووقائع التاريخ وأحكام الجغرافيا أصدق أنباءً من أي ادعاء أو استعراض لفظي، لهذه المنطقة حقوق ستنالها لتقدم ما عليها من واجبات، ومن خارج معادلة الحقوق والواجبات لن تستوي الأمور لا في البقاع وبعلبك، ولا في غيرهما من المناطق»، معتبراً أن «المطلوب اليوم بشدة وإلحاح، هو المبادرة إلى المصالحات الأهلية لإسقاط الثأر الذي يستجلب الدم والكراهية والعنف، والاحتكام إلى القانون بوصفه ضامناً للسلم والاستقرار الاجتماعيين، وعكس ذلك يعني بقاءنا في دائرة الجنون».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.