العبادي يشرك قادة القوى السياسية في البحث عن حل لأزمة المظاهرات

TT

العبادي يشرك قادة القوى السياسية في البحث عن حل لأزمة المظاهرات

في خطوة تهدف إلى إشراك كل الكتل السياسية في العراق في البحث عن حلول عملية لأزمة المظاهرات التي تعم محافظات الوسط والجنوب، اجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع قادة وممثلي الكتل السياسية الرئيسية في البلاد.
وغاب عن الاجتماع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الذي برر مكتبه سبب غيابه عن الاجتماع بالقول إن «مطالب المتظاهرين واضحة ولن تحل بالاجتماعات»، فيما أكد قادة الكتل دعمهم للمتظاهرين، كون التظاهر حقا دستوريا ولو رفضوا التعرض للممتلكات العامة.
وأورد بيان صادر عن مكتب العبادي أن قادة الكتل السياسية «أجمعوا على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي وتفهمهم لمطالب المواطنين المشروعة والعمل على تلبيتها»، مع «رفضهم وإدانتهم للتجاوزات التي طاولت الممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة، والاعتداءات على القوات الأمنية التي حررت الأرض من الإرهاب وما زالت تلاحق جيوب العصابات الإرهابية».
وأضاف البيان: «كما جرى التأكيد على دعم القوات الأمنية في سعيها إلى حفظ الأمن والنظام في البلد وضرورة أخذ الموافقات حسب الأصول على أي مظاهرة ويحدد فيها الزمان والمكان والجهة، والتعهد بسلميتها». وأشار البيان إلى تشديد «القوى السياسية على ضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمتابعة الإجراءات الحكومية بالإصلاحات السريعة لتأمين حلول عاجلة للمشاكل الخدمية والإدارية وبما يتصل بضرب الفساد لضمان أداء أفضل لمؤسسات الدولة لتلبية حاجات المواطنين الملحة».
وبينما تستمر المظاهرات المنددة بنقص الخدمات في محافظات الوسط والجنوب فإن الإجراءات الحكومية الشديدة منعت من إقامة مظاهرات في بعض أحياء بغداد في العاصمة مثل حي الشعلة وحي العامل، حيث تنتشر مساء قوات مكافحة الشغب.
وفي محافظة ديالى (65 كلم شمال شرقي بغداد) أعلنت قيادة شرطة ديالى عن تأجيل خمس مظاهرات سلمية في المحافظة استجابة لما سمّته الضرورة الأمنية. وقال المتحدث الإعلامي باسم شرطة ديالى العقيد غالب العطية في تصريح إن «خمس مظاهرات سلمية في ديالى جرى تأجيلها إلى إشعار آخر من قبل ناشطين وشخصيات عشائرية ونخب اجتماعية استجابة للضرورة الأمنية».
وفي أقصى الجنوب العراقي استمرت المظاهرات للأسبوع الثاني على مقربة من حقول النفط، في وقت أكدت الجهات الرسمية في العراق عدم تأثر صادرات النفط والشركات العاملة في البلاد بالمظاهرات الحالية.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «صادرات البلاد النفطية وغالبيتها العظمى من حقول البصرة لم تتأثر، إذ بلغ متوسط صادرات النفط حوالي ثلاثة ملايين وخمسمائة وستة وستين ألف برميل يوميا». وأضاف جهاد أن «هناك استقرارا على مستوى الإنتاج وكذلك على مستوى التصدير، وهو ما يعني أن المظاهرات والمتظاهرين لم يستهدفوا الحقول لكونهم يطالبون بحقوق مشروعة وقد استجابت الحكومة للعديد منها».
وحول وضع العاملين الأجانب في شركات النفط في البصرة قال جهاد إن «وضعهم طبيعي جدا ويمارسون عملهم بصورة طبيعية والدليل على ذلك مستويات الإنتاج والتصدير التي بقيت على حالها قبل المظاهرات»، مبيّنا أن «ما حصل لحقل غرب القرنة 2 كان التعرض للحماية الأمنية للحقل وعدم الدخول إلى محطات الإنتاج».
من جهة أخرى، أكد قائد عمليات البصرة جميل الشمري اعتقال متظاهرين مندسين من محافظتي ميسان وذي قار والمحافظات الغربية. وقال الشمري إن «جهاز الأمن الوطني تمكن من اعتقال اثنين من المندسين في المظاهرات التي تم تنظيمها في المحافظة الأحد الماضي»، مشيرا إلى أن كلا المعتقلين من المحافظات الغربية.
وأكد أن «الوضع الأمني في محافظة البصرة يشهد استقرارا كبيرا وأن القطعات التي جاءت من العاصمة بغداد انتشرت في الأماكن المهمة والحيوية ولا وجود لأي حظر للتجول كما يشاع».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».