رفض الرئيس الروسي فلادمير بوتين لمس وثائق تشير إلى اتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية، قدمها له محاور شبكة «فوكس نيوز» الأميركية كريس والاس.
وبادر المحاور بإعطاء بوتين الوثائق خلال المقابلة التي أذيعت مساء أمس (الاثنين)، فابتسم الرئيس وفكر قليلا، ثم أشار لوالاس بوضع الأوراق على الطاولة بينهما، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست».
وقالت الصحيفة إن المقابلة تحولت إلى «نقاط مثيرة»، ثم ازدادت سخونة بين المحاور والرئيس الروسي.
وكانت إحدى أكثر النقاط إثارة في الحوار عندما سأل المحاور الأميركي عن السبب الذي يجعل العديد من منتقدي الرئيس الروسي مصيرهم الموت أو أقرب إليه، مثل العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال والذي عثر عليه وابنته فاقدي الوعي في بريطانيا.
واعتبر بوتين أن تلك الحوادث المتهمة بها روسيا ما هي إلا «آثار جانبية لنمو بلاده»، مدللا بمقارنة تلك الحوادث وما واجه الولايات المتحدة الأميركية من حوادث مثل اغتيال الرئيس الأسبق جون كيندي والقس مارتن لوثر كينغ في الستينات.
وتابع بوتين: «وماذا عن الصدامات بين الشرطة والمجتمع المدني وبعض المجموعات العرقية في أميركا؟ هذا يحدث على الأرض الأميركية، كل منا لديه مجموعة خاصة من المشاكل الداخلية»، وفق قوله.
واعتبر الرئيس الروسي أن الاتهامات الموجهة لروسيا في ما يتعلق بحالتي تسمم جديدتين بغاز الأعصاب نوفيتشوك في بريطانيا، بعد أن تسمم في وقت سابق سيرغي سكريبال بالغاز نفسه، أنها «اتهامات لا أساس لها».
وأصيب مؤخرا بريطانيان اثنان بالتسمم بغاز نوفيتشوك الذي كان موضوعا داخل زجاجة صغيرة، في وقت يواصل المحققون البريطانيون عملهم على هذه القضية.
وتابع بوتين أنّ لندن لم تقدم أي دليل في القضية. وأضاف: «نودّ أن نرى أدلة موثقة. لكن لا أحد يعطينا دلائل... لا نرى سوى اتهامات لا أساس لها»، متسائلا: «لماذا يتم ذلك بهذه الطريقة؟ لماذا يجب أن تُصبح علاقتنا أسوأ من هذا؟».
وقد عُثر على الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا فاقدي الوعي في مدينة سالزبري جنوب غربي إنجلترا في 4 مارس (آذار)، بعد تعرّضهما لغاز نوفيتشوك. وقد تعافيا منذ الحادث.
وغادر بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب العاصمة الفنلندية هلسنكي أمس الاثنين بعد قمة بينهما، وقال ترمب عقب اللقاء إنه لا يرى ما يدعوه لتصديق أجهزة مخابراته بدلا من الثقة بزعيم الكرملين بشأن مسألة ما إذا كانت روسيا تدخلت لمساعدته في الفوز بانتخابات عام 2016.