بوتين يستقبل عباس ويؤكد أن الوضع في المنطقة «صعب»

تجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في الكرملين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في الكرملين (أ.ب)
TT

بوتين يستقبل عباس ويؤكد أن الوضع في المنطقة «صعب»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في الكرملين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في الكرملين (أ.ب)

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو اليوم (السبت)، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أيام على استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال بوتين لعباس خلال لقائهما في الكرملين: «أنا مسرور لفرصة إطلاعك على الاتصالات التي أجريناها مع جيرانكم وقادة مختلف الدول» كما نقلت وكالات الأنباء الروسية.
وأضاف بوتين «أعلم بأن الوضع في المنطقة صعب ونحن ممتنون لانتهازكم مناسبة كأس العالم لكرة القدم للمجيء إلى موسكو»، مشيدا بالفرصة المتاحة لبحث المشاكل التي يواجهها الفلسطينيون.
من جانبه، أبلغ عباس الرئيس الروسي بقلقه إزاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس وكذلك إزاء انشطة الاستيطان الأسرائيلية.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية قول عباس في تصريحات مترجمة: "نحن نتصدى لمحاولات من الأميركيين لفرض قراراتهم على أكثر القضايا حساسية لفلسطين".
كما أطلع عباس الرئيس الروسي على تطورات الأوضاع في فلسطين والمنطقة، خاصة ما يحدث في الخان الأحمر شرق القدس، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي تهجير واقتلاع السكان الأصليين، حسبما أفادت وكالة «وفا» للأنباء.
وقال عباس إن هناك أزمة حقيقة في المنطقة تحدث في هذه الأثناء، هي أزمة الخان الأحمر وهي منطقة حساسة جدا شرق القدس، تسعى إسرائيل إلى تدميرها وتهجير السكان منها لربط المستوطنات غير الشرعية مع بعضها البعض، وتعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض وهذا الأمر مرفوض ومستهجن، ونحن نوليها كل الأهمية.
وكان نتنياهو زار موسكو، الأربعاء، حيث بحث مع بوتين الوضع في سوريا والعلاقات مع الفلسطينيين.
إلى ذلك، جدد الجيش الإسرائيلي غاراته مستهدفا حركة حماس في غزة بعد ظهر السبت غداة اشتباكات عنيفة على الحدود قتل فيها فلسطينيان أحدهما فتى.
ومنذ 30 مارس (آذار)، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها او هجروا منها في عام 1948 لدى اقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عقد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.