خبراء «فيفا» يشيدون بتأثير غوارديولا على مونديال روسيا

قالوا إن نفوذه كان موجوداً رغم عدم ظهوره في كأس العالم

دي بروين ومعه كومباني شارك أمام جيسوس ودانيلو وفرناندينيو في مواجهة بلجيكا والبرازيل (أ.ب)
دي بروين ومعه كومباني شارك أمام جيسوس ودانيلو وفرناندينيو في مواجهة بلجيكا والبرازيل (أ.ب)
TT

خبراء «فيفا» يشيدون بتأثير غوارديولا على مونديال روسيا

دي بروين ومعه كومباني شارك أمام جيسوس ودانيلو وفرناندينيو في مواجهة بلجيكا والبرازيل (أ.ب)
دي بروين ومعه كومباني شارك أمام جيسوس ودانيلو وفرناندينيو في مواجهة بلجيكا والبرازيل (أ.ب)

أكد أندي روكسبرغ مدرب منتخب اسكتلندا السابق، أن المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، رغم عدم ظهوره في مونديال روسيا لكنه له أثر كبير على البطولة. وقال روكسبرغ: «أعتقد أن جوسيب غوارديولا أحدث أثراً في أوروبا، أولاً مع برشلونة ثم بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، لديه تأثير على كثير من الناس، واللاعبين والكثير من المدربين».
وعقدت مجموعة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للدراسات الفنية والمشكَّلة من خبراء كرة قدم معروفين يقومون بتحليل جميع مباريات نهائيات كأس العالم مؤتمراً صحافياً في ملعب لوجنيكي بمدينة موسكو، أمس (الخميس). وتضم مجموعة الـ«فيفا» للدراسات الفنية، كارلوس ألبرتو باريرا (رئيس المجموعة) وماركو فان باستن، وبورا ميلوتينوفيتش، وإيمانويل أمونيكي، وأندي روكسبرغ.
ونقل الموقع الرسمي لـ«فيفا» عن روكسبرغ قوله: «كان بإمكاننا مشاهدة المرونة التكتيكية للمنتخبات من مباراة لمباراة ولكن أيضاً خلال المباريات وعلى سبيل المثال مباراة بلجيكا والبرازيل». وأضاف: «في هذه البطولة، يمكن مشاهدة الضغط الكبير، وهو ما يُمكن القول عليه تأثير جوسيب غوارديولا إلى جانب الاختلاف الكبير في الأساليب التي جعلت مشاهدة المباريات أمراً ممتعاً. الركلات الثابتة أيضاً كانت ذات أهمية كبيرة في كأس العالم هذه».
من جانبه أوضح كارلوس ألبرتو باريرا: «خلال كل هذه السنوات، كان هناك الكثير من التغييرات داخل وخارج الملعب. الأمر الوحيد الذي لم يتغيّر هو الموهبة والنوعية والشغف باللعبة. الموهبة هي أقوى سلاح قد يمتلكه أي فريق. ولكن إذا كان الأمر متعلقاً بالموهبة، كانت البرازيل ستفوز باللقب أكثر من خمس مرات. في كأس العالم، يجب أن تكون مستعداً في الوقت المناسب وأن تُظهر التزاماً ورغبة وشغفاً بالفوز». وأشار ماركو فان باستن: «نظّمت روسيا بطولة جميلة، ونحن نتطلع إلى نهائي رائع. منتخب كرواتيا يملك لاعبين لديهم خبرة كبيرة. لوكا مودريتش يقرأ اللعبة جيداً ويوجّه فريقه ووجوده في أي فريق يأخذك بعيداً. قوة كرواتيا هي الروح القتالية وأظهروا ذلك في كل مباراة. اللاعبون الفرنسيون يلعبون في أندية أوروبية كبيرة ومن المنطقي أن يصلوا إلى هذه المرحلة في البطولة. النهائي دائماً مميز والأمور الصغيرة هي ما قد يشكّل الفارق».
وأكد بورا ميلوتينوفيتش أن «الأمر المهم هو أن تعرف من أنت وأمام من تلعب. من أجل تحقيق النجاح يجب أن يكون لديك تحضير ذهني جيد بالإضافة إلى التركيز على التفاصيل. الأبطال السابقون (الأرجنتين والبرازيل وألمانيا) لم يصلوا إلى نصف النهائي ولكني مقتنع بأنهم سيعودون بشكل أقوى. هذه النتيجة تُظهر أن التركيز على المهارة مهم ولكن أيضاً من المهم أن تكون هناك روح جيدة».
وقال إيمانويل أمونيكي: «كانت كأس العالم مخيبة للمنتخبات الأفريقية لأن التوقعات كانت أكبر. كرة القدم تطوّرت كثيراً وستواصل التغيّر. إذا لم نقم بتطوير الفئات العمرية ومواصلة الحلم فقط، فإننا لن ننجح. الموهبة الخام لا تجلب لك نتائج جيدة. لدينا مسؤولية من أجل تدريب المواهب ولكن أيضاً من أجل تعليم اللاعبين الشباب قراءة اللعب».
خبراء الـ«فيفا» أوضحوا أنه مع استمرار العديد من لاعبي مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز حتى مراحل متقدمة من كأس العالم لكرة القدم بدا تأثير المدرب غوارديولا واضحاً في جميع أنحاء العالم. وعندما خاضت ثمانية منتخبات مباريات دور الثمانية مثَّل مانشستر سيتي الأغلبية بين اللاعبين المستمرين في البطولة وذلك بعدما حسم لقب الدوري الممتاز برقم قياسي من النقاط وفارق بلغ 19 نقطة عن أقرب منافسيه.
وظهر بوضوح سعي لاعبي سيتي الذين استمروا في كأس العالم لحصد اللقب الأغلى هذا العام بعد التتويج بلقب الدوري الممتاز الموسم الماضي. وشارك القائد فينسن كومباني ولاعب الوسط كيفن دي بروين في مواجهة زملائهما في سيتي: غابرييل جيسوس، ودانيلو، وفرناندينيو، عندما التقت بلجيكا مع البرازيل. في المقابل واجه لاعبو مانشستر سيتي في صفوف إنجلترا: كايل ووكر وفابيان ديلف ورحيم سترلينغ وجون ستونز، السويد. وضمت تشكيلة البرازيل أيضاً حارس مرمى سيتي إيدرسون، بينما تصدر لاعبو سيتي قائمة اللاعبين المشاركين في دور الثمانية أكثر من أي نادٍ آخر بوجود 11 لاعباً. وهناك أيضاً بنجامين ميندي لاعب فرنسا.
وربما خسر الألمان ليروي ساني جناح سيتي الذي غاب عن تشكيلة حامل اللقب في البطولة الحالية رغم أنه سجل 10 أهداف وصنع 15 في الدوري الموسم الماضي، حيث لم يضم يواخيم لوف مدرب ألمانيا ساني للتشكيلة. وسجلت ألمانيا هدفين فقط خلال ثلاث مباريات في دور المجموعات حيث عبّر العديد من الخبراء والمعلقين عن دهشتهم لعدم اختيار ساني. ورغم أن لاعبي سيتي كانوا الأكثر بين منتخبات دور الثمانية فإن العديد منهم ودّع كأس العالم مبكراً، حيث رحل ديفيد سيلفا لاعب وسط إسبانيا، وثنائي الأرجنتين سيرجيو أغويرو ونيكولاس أوتامندي، حيث فشلا في تكرار تألقهما مع النادي في روسيا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها للاعبين من نادٍ يدربه جوارديولا تأثير في كأس العالم، حيث سبق له تدريب بطل الدوري المحلي الذي نجح منتخبه في الفوز بلقب كأس العالم دورتين متتاليتين. إذ إنه حينما فازت إسبانيا بلقبها الوحيد في جنوب أفريقيا 2010 ضمت التشكيلة سبعة لاعبين من برشلونة الذي كان يدربه غوارديولا وبعدها بأربع سنوات في البرازيل قاد المدرب الإسباني بايرن ميونيخ الذي كان يمثله سبعة لاعبين في تشكيلة ألمانيا الفائزة باللقب. وكانت جماهير إنجلترا ستقدم الشكر للمدرب الكتالوني لو كان التاريخ كرر نفسه وفاز المنتخب الإنجليزي بلقب كأس العالم المقامة حالياً في روسيا، ولكنه ودّع البطولة، أمس (الخميس)، على يد كرواتيا.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».