معاقون يتحدُّون أنفسهم في أول مسابقة تسلق في ألمانيا

يأملون في إدراج رياضتهم في الألعاب البارالمبية

TT

معاقون يتحدُّون أنفسهم في أول مسابقة تسلق في ألمانيا

عندما كان مارتن سيغر يهبط لأسفل للأمتار القليلة الأخيرة، لم يكن يهبط على قدميه، بل بدلاً من ذلك، كان ينتظره كرسيه المتحرك في أسفل جدار التسلق.
وعندما وُلد، لم يحصل سيغر على كمية كافية من الأكسجين، لذلك فهو يعاني الآن من الشلل الدماغي. لكن هذا لم يمنعه من التسلق.
سيغر، الذي درس علوم الكومبيوتر وعمل منذ 20 عاماً كمطور برامج في شركة بألمانيا، عادةً ما يكتب أفكاره لأنه لا يتكلم دائماً بشكل واضح.
وفي وقت فراغه، يتسلق الجدران المنحدرة. ويقول: «أرى التسلق كتدريب كبير للحفاظ على حركتي. والتقي الأشخاص المثيرين للإعجاب».
والعديد من الأشخاص الذي يشير إليهم هم أعضاء في مجموعة المعاقين بجمعية متسلقي جبال الألب في كارلسروه.
ويجتمع نحو 30 شخصاً بالغاً و10 مراهقين كل أسبوع في صالة التسلق بالمدينة الواقعة بجنوب غربي ألمانيا، ويستخدم بعضهم أطرافهم المعدنية الصناعية لتسلق الجدار، بينما يسحب الآخرون أرجلهم بأذرعهم، وما زال الآخرون يتحسسون طريقهم نحو أعلى الحائط، وهم فاقدو البصر.
ويقول أوي بينيتس، الذي تدرب ليصبح مدرب تسلق متخصص للمعاقين منذ بضع سنوات: «في بعض الأحيان ليس من السهل التبديل بين الإعاقات المختلفة» على الجدار.
وانضم إلى الفريق في الآونة الأخيرة ما يقرب من 70 متسلقاً معاقاً من جميع أنحاء ألمانيا، تتراوح أعمارهم بين 14 و72 عاماً، لأول مسابقة تسلق للمعاقين في البلاد على الإطلاق.
وتنافس مستخدمو الكراسي المتحركة ومبتورو الأرجل والأذرع وضعاف البصر في فئات منفصلة. والقاعدة الأهم في المسابقة هي حساب «نقطة لكل قبضة»، فكلما ارتفع كل شخص أعلى الجدار زادت النقاط التي يحصل عليها.
وهناك ميدالية تنتظر كلاً منهم في النهاية، لكن ذلك لم يكن الهدف.
ويقول أرمين كوهن، من جمعية متسلقي جبال الألب في كارلسروه: «ينصبّ التركيز على التآلف والتفاعل والمتعة».
وفقد كوهن الجزء الأسفل من ساقه في حادث تسلق، لكنه لا يزال لديه الكثير من الطاقة. وفي البداية أراد فقط أن يفوز ببطولة المدينة. ولكن بعد ذلك، ونتيجة لتشجيع كبير والعديد من الاتصالات وعدة مئات من ساعات العمل، وُلدت أول بطولة ألمانية للتسلق بالنسبة إلى المعاقين.
وقد ذهبت الحماسة في الجمعية من أجل تحقيق هذا الحدث إلى أبعد من ذوي الإعاقات، فكان هناك أكثر من 60 متطوعاً، بالإضافة إلى أعضاء نادي الشباب.
وبعد نجاح المسابقة الوطنية الأولى، يأمل المتنافسون يوماً ما أن تُدرج رياضتهم في دورة الألعاب البارالمبية.
ويقول مارك مولمان، نائب المدير الرياضي في جمعية المعاقين: «إن منافسة وطنية من هذا القبيل تعد خطوة مهمة لأنها تظهر إضفاء طابع مهني معين».
ويضيف: «تسلق الجبال شائع للغاية في ألمانيا. وكلما زاد عدد المشاركين، ازداد احتمال أن يقول الاتحاد العالمي نعم»، مضيفاً أن الأمر قد يستغرق بضع سنوات أخرى قبل الاعتراف به.
وتوضح آنين هيل، التي تعمل على خطة عمل لألعاب التسلق البارالمبية في نادي جبال الألب الألماني، أن فئات المنافسة العديدة بسبب الإعاقات المختلفة تجعل هذا الأمر أكثر صعوبة. وتقول: «لا يمكنك تغيير مسار التسلق في كل مرة».
ويحصل العديد من المتسلقين المعاقين على المساعدة من المتسلقين الأصحاء، على سبيل المثال عند تأمين الحبل. ويقول سيغر: «هذا يعني أنه في النهاية، يمكنك أن تأخذ أكثر مما تعطي».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».