نتنياهو يخضع للتحقيق 4 ساعات في «الملف 4000»

شهادات جديدة حول تسهيلات حكومية قدّمها مقابل تغطية إعلامية أفضل

TT

نتنياهو يخضع للتحقيق 4 ساعات في «الملف 4000»

خضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتحقيق استمر 4 ساعات، أمس، في «الملف 4000» المرتبط بتقديم تسهيلات لشركة اتصالات إسرائيلية، مقابل تغطية إعلامية أفضل في موقع إعلامي مشهور مملوك لصاحب الشركة.
ووصل محققو الشرطة إلى مقر رئيس الوزراء في القدس في وقت مبكر، وغادروا بعد أكثر من 4 ساعات، بعد أن واجهوه بشهادات جديدة لموظفين سابقين في مكتبه، حول تورطه في تقديم تسهيلات لشركة «بيزك» للاتصالات التي يملكها شاؤول ألوفيتش، مقابل تغطية إعلامية جيدة في موقع «واللا» الإخباري الذي يملكه ألوفيتش نفسه.
وبالتزامن مع التحقيق مع نتنياهو، كان ألوفيتش وزوجته إيريس يخضعان للتحقيق في مكاتب الشرطة.
وهذه هي المرة العاشرة التي يخضع فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي للتحقيق في قضايا متعددة.
وتركز النيابة الإسرائيلية والشرطة ومصلحة الأوراق المالية الإسرائيلية، الآن، على «الملف 4000» بعدما قدم شاهد الحق العام في الملف، نير حيفتس، وهو مساعد إعلامي سابق لنتنياهو، أدلة وصفت بدامغة، وستسمح بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بشبهة تلقي الرشوة.
وتحقق الشرطة فيما إذا كان نتنياهو قدم تسهيلات لصديقه شاؤول ألوفيتش، مالك شركة «بيزك»، مقابل تغطية إيجابية من موقع «واللا» الإخباري التابع له.
ويشتبه بأن نتنياهو قدم تسهيلات ضريبية بنحو مليار شيقل (280 مليون دولار) لشركة «بيزك»، مقابل تحسين صورته في موقع «واللا».
وكان حيفتس وقّع على اتفاق حوّله إلى شاهد دولة، بعدما كان متهماً، ثم قدم للمحققين رسائل على هاتفه النقال، تثبت تلقيه تعليمات من عائلة نتنياهو، وبشكل أساسي من زوجته سارة وابنه يئير، حول التغطية الإخبارية في موقع «واللا»، بما يشمل كذلك تعليمات بمحو هذه الرسائل.
وقال حيفتس للشرطة، إنه مقابل تسهيلات حكومية حصلت عليها شركة «بيزك»، منحت عائلة نتنياهو تغطية جيدة في الموقع المملوك لصاحب الشركة.
ويواجه نتنياهو التحقيق في 3 ملفات أخرى غير «الملف 4000»، وهي الملفات «1000» و«2000» و«3000».
ويتضمن الملف رقم «1000» اتهامات لنتنياهو وزوجته سارة، بتلقي أموال ورشى من قبل رجال أعمال كبار لتسهيل مهام تجارية. أما «القضية 2000»، فتخص صفقة المقايضة بين نتنياهو وصاحب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، حول الحد من عمل صحيفة «إسرائيل اليوم» المنافسة، مقابل تغطية أفضل من «يديعوت».
ويتعلق «الملف 3000» بشبهات فساد في شراء غواصات ألمانية، لكن نتنياهو غير متهم به بشكل مباشر حتى الآن.
وقال مسؤولون في إسرائيل، إن النيابة ترى رابطاً كبيراً بين الملفين «2000» و«4000»، واللذين لم تقدم فيهما الشرطة حتى الآن توصياتها. وبحسب المصادر، فإنه لا يتوقع أن تكون التوصيات في هذه الملفات مخففة، كما يمكن أن يحدث مع «الملف 1000».
وكانت الشرطة الإسرائيلية أوصت قبل نحو 4 أشهر، بإدانة نتنياهو بتهم تلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة في ملفي التحقيق «1000» و«2000».
وذكرت قناة «كان» التلفزيونية، أن الشرطة ستحقق تحت طائلة التحذير، مع الثري أرنون ميلتشين في «الملف 2000»، بعد ورود معلومات جديدة بشأن توسطه بين نتنياهو وناشر صحيفة «أرنون موزيس» قبل تسع سنوات.
وينتظر أن تقدم النيابة قرارها النهائي إلى المستشار القضائي للحكومة، الذي سيقرر، في نهاية الأمر، ما هو شكل لائحة الاتهام وإذا كانت ستقدم أم لا.
وقالت قناة «كان» الإسرائيلية، إن النيابة العامة لن تنتظر توصيات الشرطة في ملف شركة «بيزك» للاتصالات، وستوصي في غضون شهرين، بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى المحاكمة.
وقالت القناة، إن طاقمين من دائرتي الضريبة والاقتصاد في نيابة لواء تل أبيب، يعملان على استكمال الاستنتاجات في الملفات الخاصة برئيس الوزراء.
وأَضافت «ستتم التوصية بمقاضاة نتنياهو بتهم تلقي الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة».
وحتى الآن، يحظى نتنياهو بمساندة شركائه في الائتلاف الحاكم، الذين يقولون، إنهم ينتظرون خطوة النائب العام التالية. لكن الضغوط السياسية قد تزيد على نتنياهو للتخلي عن منصبه إذا وجهت إليه اتهامات.
ويمكن لنتنياهو كذلك، الدعوة إلى انتخابات مبكرة في محاولة لتعطيل الإجراءات القانونية أثناء حملته الانتخابية، وحشد قاعدة التيار اليميني خلفه. وتظهر استطلاعات رأي، أن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو، يمكن أن يكسب مقاعد، وأنه في وضع أفضل بكثير من جميع الأحزاب الأخرى.
ونفى نتنياهو الاتهامات. وقال إنه لم يقدم أي خدمة خاصة لألوفيتش. مضيفا: «ملف 4000 لا صحة له من الأساس». وتابع: «هذه التغطية السلبية بلغت ذروتها في سيل التقارير اللاذعة عشية الانتخابات في 2015، في محاولة لإقناع الجمهور بالتصويت ضدي. وهذه هي الفترة التي يتهمونني بتنفيذ صفقة بيزك فيها».
كما أوضح ديوان رئيس الوزراء أن نتنياهو وقع على صفقة دمج بيزك بشركة يس، بعد اتخاذ سلسلة من القرارات من قبل لجان مهنية، وبينها سلطة مكافحة الاحتكارات التجارية وسلطة الكوابل والفضائيات، وبعد تعليمات مفصلة من المستشارة القضائية في وزارة الاتصالات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.