تونس: «حزب النداء» يعتزم عقد مؤتمره الأول في نوفمبر

استعداداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة العام المقبل

TT

تونس: «حزب النداء» يعتزم عقد مؤتمره الأول في نوفمبر

يعتزم حزب «نداء تونس»، المهيمن على الحكومة التونسية، عقد مؤتمره الأول في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، استعداداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة العام المقبل.
واقترحت اللجنة التي كلفها الحزب الإعداد للمؤتمر عقده أيام 23 و24 و25 نوفمبر، وأن يجري خلاله انتخاب أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 217. وانتخاب الهيئة السياسية للحزب علاوة على انتخاب الأمين العام للحزب. واقترحت اللجنة أيضاً إجراء انتخابات على مستوى القواعد في المناطق المحلية بين 15 سبتمبر (أيلول) و15 نوفمبر المقبلين.
وأعلن المتحدث باسم الحزب المنجي الحرباوي أن الانطلاق في تفعيل مراحل المؤتمر سيكون في الأول من أغسطس (آب) المقبل، مضيفا أن المؤتمر المرتقب سيكون «مؤتمراً انتخابيا على قاعدة المنافسة الديمقراطية والشفافية والنزاهة لبناء هياكل حقيقية على قاعدة النضال من أجل تونس والتوازن السياسية والاستقرار الديمقراطي».
وكان المؤتمر الأول لـ«حزب النداء» الذي أسسه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عام 2012 قد تأجل عدة مرات بسبب خلافات داخلية. ولحل تلك العقبات، شكّل الحزب ثلاث لجان داخلية لإعداد الظروف الملائمة لعقد المؤتمر، الأولى ركزت على التحضير المرحلي للمؤتمر، والثانية كلفت التحاور مع الشخصيات السياسية التي غادرت الحزب، أما اللجنة الثالثة فركزت اهتماماتها على تقييم أداء الحكومة التي يقودها يوسف الشاهد المنتمي للحزب.
والأسبوع الماضي، التقى الرئيس السبسي مع محسن مرزوق رئيس حركة «مشروع تونس»، ورضا بلحاج رئيس حزب «تونس أولاً»، في انتظار استقباله الطاهر بن حسين رئيس «حزب المستقبل»، وسعيد العايدي رئيس حزب «بني وطني». وهذه الأحزاب الأربعة انبثقت من «حزب النداء»، ومثل رؤساؤها القيادات المؤسسة لـ«حزب النداء» سنة 2012 تحت زعامة الباجي قائد السبسي. وبعد لقائه رئيس الجمهورية، قال محسن مرزوق إنه يتعين الآن «بناء لمرحلة جديدة على أسس صلبة وواضحة حتى لا تتكرر أخطاء الماضي، ولكي ترى البلاد ضوءاً في آخر النفق».
ويعتزم الحزب عقد مؤتمره الأول في إطار تنقية الأجواء داخل الحزب الذي ضربته الكثير من الانقسامات مما ساهم في إضعافه وفتح المشهد السياسي أمام سيطرة «حركة النهضة» على الاستحقاقات الماضية. واشترط المنشقون عن «النداء» تشكيل «فيدرالية سياسية» بين الحزب الأم وبقية الأحزاب المنشقة، وتمسكوا بضرورة إبعاد حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي الحالي ونجل الرئيس التونسي من زعامة الحزب التي أدت خلافات في السابق إلى خروجهم منه، وتشكيل أحزاب سياسية موازية بقيت ضعيفة في مواجهة الآلة الانتخابية لـ«حركة النهضة»، وهو ما أدى إلى خسارتها مجتمعة للانتخابات البلدية التي جرت خلال شهر مايو (أيار) الماضي في انتظار للاستعداد الجيد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة خلال السنة المقبلة.
ويأمل رئيس الجمهورية تشكيل جبهة سياسية قوية قبل انتخابات 2019. ويسعى إلى تجاوز المشاورات مع القيادات السياسية القريبة آيديولوجيا من «حزب النداء»، لتشمل حزب الاتحاد الوطني الحر، الذي يتزعمه سليم الرياحي، وحزب «آفاق تونس» برئاسة ياسين إبراهيم، و«حزب البديل» بزعامة مهدي جمعة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.