النظام يحجز على أموال 9 من كبار موظفي شركة اتصالات

TT

النظام يحجز على أموال 9 من كبار موظفي شركة اتصالات

من دون توضيح للأسباب، أصدرت وزارة المالية في حكومة النظام قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لمدير عام الشركة السورية للاتصالات و8 من كبار موظفي الشركة، وهم معاون المدير العام، ومدير الشؤون القانونية، ومدير الإدارة التجارية، ومدير المشتريات والأصول الثابتة، ورئيس قسم إدارة الموردين، ورئيس دائرة المصادر الاستراتيجية، وموظف من مديرية الشؤون المالية، ومدير التشغيل.
وقالت صحيفة «تشرين» الرسمية التي أوردت الخبر، إن الحجز طال الأموال المنقولة وغير المنقولة لـ9 موظفين في الشركة السورية للاتصالات، وهم المهندس «ب.ب»، مدير عام الشركة، ومعاونه ومديرو عدد من المديريات والأقسام.
ولم يذكر نص القرار سبب الحجز الاحتياطي على الأموال، لكنه طلب في المادة الثانية منه نشر القرار وإبلاغه من يلزم لتنفيذه.
ويعاني قطاع الاتصالات في سوريا، لا سيما في دمشق، من مشكلات كثيرة، لجهة البنية التحتية المتهالكة والأعطال المتكررة، ومن حيث غياب الخدمة عن العديد من المناطق، إضافة للضعف الشديد في سرعة الإنترنت وتقطعه، بحيث تتساوى فيها السرعات العليا مع السرعات الدنيا. وتتهم شركة الاتصالات ببيع سرعات وهمية.
ويرد الكثير من السوريين أسباب ضعف الإنترنت، لا سيما في الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى أن وزارة الاتصالات تدفع باتجاه إلغاء حزم الإنترنت المنزلية غير المحدودة، إذ سبق وأعلنت عن بدء دراسة قرار تحويل الحزم المنزلية والمكتبية (ADSL) غير المحدودة، وتحويلها إلى باقات محدودة السعة، بحيث يتم إطلاق بطاقات مفتوحة لذوي الاستهلاك الكبير بأسعار أعلى من البطاقات المحددة لذوي الاستهلاك المتوسط والقليل.
وأثار هذا الإعلان استنكاراً واسعاً في الشارع السوري، الذي بات بغالبيته العظمى يعتمد على الإنترنت في الاتصال مع العائلة والأقرباء في أنحاء المعمورة. وفي حال تم إلغاء حزم «ADSL» ستحرم شرائح واسعة من السوريين من التواصل مع عائلاتها.
وكان مدير عام الشركة السورية للاتصالات، قد كشف الشهر الماضي، من خلال تصريحات صحافية، أن شركته ستطلق العام الحالي خدمة لتأمين الإنترنت بسرعات عالية تصل حتى 100 ميغا، وهي خدمة موجهة للفعاليات الاقتصادية، كما تم إطلاق خدمة تلقي باقات البث التلفزيوني (تراسل) عبر الإنترنت بالتزامن مع بدء مونديال روسيا 2018.
يذكر أن قطاع الاتصالات الأرضية «الثابتة» والإنترنت في سوريا، لا تزال حكراً على الحكومة، فيما تحتكر قطاع الاتصالات الخلوية شركتا «سيرتيل» التي يملكها رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس، وشركة «إم تي إن»، ويملكها رجال أعمال مقربون من النظام، والشركتان مع شركات اتصال خاصة أخرى تقدم خدمات باقات الإنترنت المحدودة عبر عقود شراكة مع الحكومة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».