تحذير من انعكاسات سلبية لتأخير تشكيل الحكومة اللبنانية

TT

تحذير من انعكاسات سلبية لتأخير تشكيل الحكومة اللبنانية

طالب وزراء ونواب ومراجع دينية أمس، بـ«ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة لا تستثني أحداً، وتراعي نتائج الانتخابات النيابية»، وحذروا من «المماطلة في تشكيل الحكومة، وانعكاساتها السلبية على عمل مؤسسات الدولة ومصالح الناس.
ودعا وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، كل من يريد تصحيح الوضع القائم، إلى «وقف الصراع على حصص تتجاوز كل ما هو متعارف عليه خلال الأزمنة السابقة، وعدم خلق حواجز وعوائق أمام الوصول إلى تفاهمات». وشدد على أن «المسؤولية السياسية تبدأ بتسهيل ولادة الحكومة». وقال «الفساد ﻻ يحارب باعتماد الشعبوية واستغلال وجع الناس، والتركيز على قضايا تؤدي إلى الانقسام على كل المستويات».
من جهته، قال عضو تكتل «الجمهوريّة القويّة» النائب وهبي قاطيشا، إن «الخلاف بين «القوات اللبنانية» والتيار «الوطني الحرّ» ليس على الحصص داخل الحكومة، بلّ على خرق الدستور». وقال في تصريح له «هناك من يريد احتكار دور وسلطة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والتدخل في عملية التشكيل».
بدوره، دعا النائب طوني فرنجيه بعد اجتماع «التكتل الوطني» الذي عقد بحضور رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، إلى «الإسراع في تأليف حكومة وطنية لا تستثني أحداً يكون الكل فيها مسؤولاً تجاه الوطن والمواطن»، مشددا على «ضرورة أن ترتكز الحكومة على نتائج الانتخابات النيابية». وجدد مطالبة التكتل بـ«حقيبتين وزاريتين انطلاقاً من التمثيل المسيحي والمسلم الذي يشكّل نموذجاً في التكتل».
من جهته، طالب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، كل القوى والأحزاب السياسية اللبنانية، إلى «وقف السجالات والمناكفات إفساحا في تسهيل مهمة تشكيل الحكومة». وقال المجلس الشرعي في بيان أصدره إثر اجتماعه الدوري، إن «التأخير في ولادة الحكومة ينعكس سلبا على عمل مؤسسات الدولة وعلى مصالح الناس»، منوها بـ«الجهود الحثيثة التي يقوم بها الرئيس المكلف لتذليل العقبات وحل العقد التي تؤخر تأليف الحكومة». وأبدى المجلس استغرابه من «تحرك بعض القوى السياسية منفردة وبعيدا عن مؤسسات الدولة لمعالجة قضايا محلية وإقليمية (قضية إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم)، هي مكان حوارات ضمن مؤسسات الدولة ولها أبعاد داخلية وخارجية مما يسبب المزيد من التنافر الداخلي المعيق لتشكيل الحكومة التي هي المدخل الأساسي لإعادة الدور الرسمي للدولة ومؤسساتها والتي يراهن عليها المجتمعان العربي والدولي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».