المغرب: مسيرة شعبية اليوم للمطالبة بالإفراج عن «معتقلي الريف»

TT

المغرب: مسيرة شعبية اليوم للمطالبة بالإفراج عن «معتقلي الريف»

تنظم اليوم الأحد في مدينة الدار البيضاء مسيرة شعبية للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، والتنديد بالأحكام «القاسية» التي صدرت ضدهم.
ودعت إلى المظاهرة الاحتجاجية هيئات حقوقية وحزبية ونقابية، من بينها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، وحزب النهج الديمقراطي، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأطاك المغرب، و«حركة أنفاس الديمقراطية»، فضلا عن 45 هيئة مدنية وحقوقية دعت بدورها إلى المشاركة المكثفة في المسيرة الوطنية، وطالبت «بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين على خلفية الحركات الاجتماعية والاستجابة لمطالبهم العادلة».
وقد قررت السلطات السماح بتنظيم المسيرة، معلنة أنه «لا يوجد أي قرار بمنعها لأن حق التظاهر في المغرب مكفول في إطار القانون».
في السياق ذاته، طالبت «المبادرة المدنية من أجل الريف» في بيان أصدرته أمس، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بـ«التسريع بالإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية التظاهر السلمي في الحسيمة»، وقالت إن الملف «يحتاج إلى حل سياسي شامل، يضمن كرامة الجميع، ويحفظ البلاد من تبعات المصير المجهول، الذي يهدد اليوم الكثير من البلدان».
كما دعت المبادرة إلى «التعبئة من أجل التأسيس للحوار بين الدولة ومختلف الفاعلين، بهدف استكمال مسار المصالحة مع منطقة الريف، وإعمال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، ضمانا للانتقال الديمقراطي الفعلي، الذي يشكل التسريع بالإفراج عن سراح المعتقلين على خلفية التظاهر السلمي، عنوانه ومدخله الأساسي، وهو المسار الذي أكد جميع الأعضاء على إرادة الانخراط فيه، والإعداد له بتشاور مع باقي المبادرات والهيئات، ومختلف الفاعلين والفعاليات من مثقفين وإعلاميين»، حسب البيان ذاته.
وأعلنت المبادرة، التي تضم عدة شخصيات حقوقية وسياسية، أنه تقرر التنسيق بين «المبادرة من أجل الريف»، و«مجموعة العمل من أجل الريف»، وتشكيل لجنة لوضع العناصر الأولية لمشروع الأرضية، التي ستعرض للمناقشة خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، والتي ستؤسس للعمل المشترك، ولمباشرة الاتصالات للإعداد للمناظرة الوطنية من أجل استئناف واستكمال مسار المصالحة.
وكانت هيئة دفاع معتقلي حراك الريف قد تمكنت من إقناع ناصر الزفزافي، متزعم الاحتجاجات ورفاقه، الذين حكم عليهم بالسجن ما بين 20 و15 سنة، باستئناف الأحكام الصادرة في حقهم ابتدائيا، بعد أن رفضوا استئنافها. وأكد محامو المعتقلين أنهم سيمضون في هذا الإجراء من أجل مصلحة موكليهم وضمان حق من حقوقهم، وذلك بعد أن أعربت مختلف الأطياف السياسية والحقوقية عن أملها بمراجعة الأحكام، التي وصفها البعض بأنها «جائرة».
ووجهت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب «الاشتراكي الموحد»، نداء من أجل المشاركة بكثافة في مسيرة الدار البيضاء، وقالت في فيديو نشر على صفحة الحزب بـ«فيسبوك» إن المسيرة هي من أجل «نصرة هذا الشباب المقدام الصامد، الذي خرج للشارع للمطالبة بحقوق اقتصادية واجتماعية لكي تنهض جهته، وتصان كرامته ليس في الريف فقط، بل في المغرب ككل».
وبينما نددت شخصيات سياسية وحقوقية بالأحكام التي صدرت ضد معتقلي حراك الريف، طالب آخرون باحترام القضاء، و«عدم الزج بالسلطة القضائية في المزايدات السياسية»، كما جاء على لسان وزير العدل محمد أوجار.
بدوره، قال محمد عبد النباوي، رئيس النيابة العامة، إن «الأفعال المنسوبة لمعتقلي حراك الريف تصل عقوبتها إلى الإعدام والمؤبد، ولذلك فإن القاضي عندما حكم بـ20 سنة فإنه طبق ظروف التخفيف إلى أدنى مستوياتها، وهذه سلطة تقديرية للقاضي، ولا تجب مناقشته فيها، وحتى محكمة النقض لا تفعل ذلك»، موضحا أن القضايا التي كانت مطروحة على القضاء لا تتعلق بالمطالب الاجتماعية والاقتصادية، التي اعتبرها «مشروعة»، بل «اضطرابات نتجت عن جرائم، مثل إحراق مبنى للشرطة، ومحاولة القتل، وتخريب الممتلكات، والتآمر على الدولة، وهي الأفعال، التي يجرمها القانون الجنائي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.