غربلة تنتظر «الأخضر» قبل «أمم الإمارات»

مصير هوساوي والجاسم لا يزال معلقا... وتغييرات مرتقبة للتشكيلة السعودية

تيسير الجاسم وأسامة هوساوي لم يكشفا بعد عن مستقبلهما الدولي (تصوير: عيسى الدبيسي)
تيسير الجاسم وأسامة هوساوي لم يكشفا بعد عن مستقبلهما الدولي (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

غربلة تنتظر «الأخضر» قبل «أمم الإمارات»

تيسير الجاسم وأسامة هوساوي لم يكشفا بعد عن مستقبلهما الدولي (تصوير: عيسى الدبيسي)
تيسير الجاسم وأسامة هوساوي لم يكشفا بعد عن مستقبلهما الدولي (تصوير: عيسى الدبيسي)

طوى الاتحاد السعودي لكرة القدم صفحة نهائيات كأس العالم في روسيا 2018. بعد خروج المنتخب الأول من الأدوار التمهيدية أثر تلقيه خسارتين على التوالي من المنتخبين الروسي، والأوروغوياني، قبل أن ينتصر على المنتخب المصري في ختام دوري المجموعات بهدفين مقابل هدف.
وفتح السعوديون ملف الإعداد لكأس آسيا مطلع العام القادم، وجاءت أولى الخطوات بتمديد عقد الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي وسط طموحات في العودة من أبوظبي العاصمة الإماراتية التي ستحتضن نهائيات كأس آسيا بالكأس التي غابت عن خزائن الذهب السعودي 22 عاما، وهو ما يعمل عليه الجهازان الفني والإداري في وقت باكر لضمان عودة البطل الغائب عن منصات التتويج بكامل قوته وعتاده، وانتزاع اللقب الآسيوي من جديد.
ومنح اتحاد الكرة الأرجنتيني بيتزي كامل الصلاحيات في إعداد الخطة المناسبة لخوض غمار المنافسة الآسيوية التي غاب لقبها عن الأخضر السعودي منذ العام 1996. بعد أن حققه في ثلاث مناسبات بداية من العام 1984 و1988 ووصيف البطل في الأعوام 1992 و2000 و2007. قبل أن يغيب عن المنافسة أو تسجيل حضوره المعتاد في النسختين الأخيرتين.
وعرف عن الأرجنتيني بيتزي من خلال مسيرته التدريبية الطويلة اعتماده على الأسماء الشابة خصوصاً أثناء توليه المراحل الإعدادية قبل البطولات الرسمية مع المنتخبات أو الأندية التي أشرف على تدريبها ومراهنته على قدراتهم وإمكانياتهم في تطبيق نهجه التكتيكي وهو ما نجح به مع نادي فلنسيا الإسباني ونادي كلوب ليون وأخيراً مع المنتخب التشيلي وتحقيقه لقب بطولة كوبا أميركا.
ولم يسعف الوقت بيتزي قبل المونديال في إحداث تغييرات جذرية على خريطة الأخضر لضيق الوقت بين بداية النهائيات العالمية وفترة التعاقد معه، وفضل الإبقاء على غالبية العناصر التي تم اختيارها ممن سبقوه في قيادة الدفة التدريبية بداية من الهولندي فان مارفيك الذي نجح في قيادة المنتخب السعودي نحو خطف البطاقة الثانية من المجموعة الأولى للتأهل نحو المونديال وخلفه الأرجنتيني باوزا الذي ضم أسماء جديدة، قبل أن يتم التخلي عن الأخير والتعاقد مع بيتزي.
وينتظر الشارع الرياضي السعودي إحداث غربلة واسعة في صفوف الأخضر والاستغناء عن الأسماء التي لم تقدم الإضافة الفنية في مونديال روسيا، مما تسبب في خسارة قاسية في مواجهة الافتتاح أمام المنتخب المستضيف بخمسة أهداف دون رد، في المقابل استدعاء الأسماء الشابة والقادرة على العطاء ومنحهم الفرصة الكاملة في تمثيل منتخبهم الوطني في كأس آسيا.
ولا شك أن عدد من الأسماء اللامعة التي كانت من الركائز الأساسية في المشاركات الرسمية الأخيرة ستغادر قائمة المنتخب السعودي الجديدة، يبقى السؤال العريض حول مصير نجمي الأخضر في المونديال أسامة هوساوي قائد المنتخب وتيسير الجاسم صانع الألعاب حيث يمثل الأول ثقلاً فنياً في الخطوط الخلفية ويعد صمام الأمان الأول، ويعتبر الثاني القلب النابض للأخضر وصانع ألعابه، ولم يعلنا بعد نهاية المونديال اعتزالهما اللعب الدولي على خلاف ما يحدث مع لاعبي المنتخبات العالمية الأخرى، حيث شارفا على حاجز الـ34 عاما.
ومثل أسامة هوساوي صاحب الـ34 عاما منتخب بلاده في 135 مباراة من بينها 3 مباريات في نهائيات كأس العالم، ولم يحصل طوال مسيرته الكروية مع المنتخب الأول إلا على 15 بطاقة صفراء، واستبعد بالبطاقة الحمراء في مناسبة وحيدة، ويمتلك في رصيده الدولي سبعة أهداف أربعة منها في تصفيات نهائيات كأس العالم وثلاثة أهداف في مباريات تجريبية، غير أنه لم يحقق أي بطولة مع المنتخب السعودي.
فيما خاض تيسير الجاسم 34 عاما 133 مباراة دولية من بينها 55 مباراة تجريبية دولية وسجل الجاسم 19 هدفا وتلقى خلال مسيرته مع الأخضر بطاقة حمراء وحيدة و11 بطاقة صفراء، وكان له بصمة واضحة في بلوغ منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم الأخيرة بعدما سجل هدفي التعديل في الأمتار الأخيرة من التصفيات المؤهلة أمام المنتخب الأسترالي والمنتخب الإماراتي وهو ما حفظ للأخضر حظوظه في البقاء بدائرة المنافسة على بطاقة التأهل.
ويجتمع النقاد والمحللون الرياضيون على أن الثنائي أسامة هوساوي وتيسير الجاسم من أبرز اللاعبين في المنتخب السعودي في السنوات الخمس الأخيرة، ومن الركائز الأساسية في منتخبهم الوطني على اختلاف الأجهزة الفنية التي أشرفت على الأخضر، وقدرتهم على العطاء لسنوات قادمة وهو ما تثبته الأرقام بعدما شارك الأول في 180 دقيقة كاملة وكان فيها اللاعب المدافع الوحيد من بين متوسطي الدفاع الذي سلم من دكة البدلاء من بين ثلاثة مدافعين تعاقبوا على هذا المركز.
وتؤكد أرقام الجاسم أن باستطاعته العودة من جديد لصفوف منتخب بلاده بعد إصابته في العضلة الضامة أمام الأوروغواي، وبداية تحدٍ جديد مع الصقور الخضر في كأس آسيا، حيث شارك في مواجهة روسيا الافتتاحية في المونديال ومواجهة الأوروغواي قبل أن يتعرض لإصابة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، كما كان الرقم الثابت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وأحد الأسماء التي يعتمد عليها الهولندي مارفيك مدرب المنتخب السعودي السابق.
ويرى الكثير من النقاد والمحللين أنه من الصعوبة التخلي عن هوساوي والجاسم في هذه المرحلة، خصوصاً بعد الأداء المميز الذي قدماه في المونديال، لكونهما يمثلان عامل الخبرة داخل صفوف الفريق السعودي، وهو ما يحتاجه الأخضر في المنافسات القادمة إلى جانب حديثي الخبرة في المنتخب الوطني والذي يعتزم الأرجنتيني بيتزي استدعاءهم في المرحلة الإعدادية القادمة.
وتأتي مرحلة تجديد الدماء التي يعتزم الاتحاد السعودي لكرة القدم والجهاز الفني إحداثها، وفتح أبواب المنتخب الوطني أمام أسماء جديدة ربما تشارك للمرة الأولى، لبناء منتخب سعودي جديد قادر على العودة لساحة المنافسة الآسيوية، ربما تطيح بالثنائي ويلحقان بالأسماء التي سيتم الاستغناء عنها بعد فشلهم في تقديم المستوى المأمول في المونديال الروسي.
وتبقى جميع الأمور الفنية معلقة بالحروف التي سيخطها الأرجنتيني بيتزي في تقريره الفني ومدى حاجته لخدمات أسامة هوساوي وتيسير الجاسم في المهمة الجديدة للأخضر السعودي، بالإضافة إلى مدى قدرتهما على الحفاظ على مستوياتهما مع بداية دوري النجوم السعودي، وهل بإمكانهما اللعب بصفة أساسية في أنديتهما المحلية في الموسم الرياضي الجديد بعد قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالسماح للأندية بالتعاقد مع 8 لاعبين أجانب ولاعبين من مواليد السعودية.
جميع التساؤلات حول مصير لاعبي الخبرة السعوديين سيجيب عليها الأرجنتيني بيتزي في قائمته التي سيلعنها قبل بداية كأس آسيا، فهل سيستغني عن الجاسم وهوساوي ويكتفي بما قدماه في المونديال العالمي، أم يطمع في بقائهما رغم تخطيهما الـ34 عاما، لتناغمهما مع نهجه التكتيكي والمراهنة عليهما في مشوار البحث عن الذهب الآسيوي.
بينما ستكون بداية المنافسات السعودية في الـ30 من أغسطس (آب) القادم فرصة سانحة أمام الجهاز الفني للمنتخب السعودي للوقوف على جاهزية اللاعبين الفنية والبدنية قبل بداية المعسكر الإعدادي لكأس آسيا مطلع العام الجديد، وضم اللاعبين البارزين في صفوف الأندية الـ16 فرصة الالتحاق في المرحلة الإعدادية وخوض المباريات التجريبية قبل بداية المونديال الآسيوي في أبوظبي الإماراتية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».