شائعات جديدة حول صحة عباس تثير مخاوف الفلسطينيين مجدداً

وسط قلق من تدهور الأوضاع نحو الأسوأ في حال غيابه

TT

شائعات جديدة حول صحة عباس تثير مخاوف الفلسطينيين مجدداً

سرت شائعات جديدة، أمس، حول صحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعدما أوردت قناة «i24News» الإسرائيلية، تقريراً حول نقل الرئيس الفلسطيني مجدداً إلى مستشفى في مدينة رام الله.
وأكدت مصادر، أنه ذهب للمستشفى من أجل إجراء فحوص روتينية. ونفت مصادر أخرى هذه الأنباء تماماً، وقالت إنها تهدف إلى إثارة البلبلة. ولم تعقب الرئاسية الفلسطينية فوراً على التقارير.
وأخذ الخبر اهتماماً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الوعكة الصحية الأخيرة لعباس. وخرج عباس نهاية مايو (أيار) الماضي من المستشفى بعد نحو 10 أيام، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، أعقب التهاباً في الأذن الوسطى.
وكانت هذه المرة الثالثة التي يزور فيها عباس المستشفى في غضون أسبوع؛ ما أثار حالة من القلق في الأراضي الفلسطينية.
ولا يوجد لعباس أي نائب في رئاسة السلطة وسط خلاف سياسي وقانوني حول من سيخلفه.
وأشعلت حركة حماس الأسبوع الماضي، معركة خلافة عباس بإعلانها أن القيادي في الحركة عزيز الدويك، «رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني»، سيخلف عباس في حال غيابه، «وفق القانون الأساسي» للسلطة؛ الأمر الذي ردت عليه حركة فتح بقولها، إن الدويك لم يعد على رأس المجلس المنعدم قانونياً، ملوحة باتخاذ قرارات مصيرية حول الأمر.
وينص القانون الأساسي الفلسطيني، على أن يتسلم رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة بشكل مؤقت، في حال أي غياب قهري للرئيس لمدة لا تزيد على 60 يوماً، تجرى خلالها انتخابات رئاسية. لكن حركة فتح تقول إن فترة رئاسة المجلس انتهت، وإنه يجب انتخاب رئاسة جديدة بعد دعوة الرئيس محمود عباس للمجلس من أجل الانعقاد، ناهيك عن أن المجلس نفسه معطل منذ نحو 10 أعوام، ويجب البت في مصيره عبر المجلس المركزي الفلسطيني.
وهذه ليست أول مرة تتطرق فيها حماس للأمر في ظل خلاف حاد، يفترض أن يناقشه المجلس المركزي الفلسطيني الذي يجتمع الشهر الحالي على الأغلب.
وجاء في استطلاع للرأي العام الفلسطيني أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، أن نحو ثلثي الفلسطينيين قلقون من تدهور الأوضاع الداخلية «نحو الأسوأ»، في حالة غياب الرئيس محمود عباس، من دون وجود آلية واضحة أو اتفاق على طريقة اختيار خليفة له.
وفضلت أغلبية الجمهور الفلسطيني موافقة حركة حماس على اختيار رئيس جديد للمجلس التشريعي ليس عضواً فيها ولا في حركة فتح، كحلٍ وسط، يسمح بانتقال سلس للسلطة، وإجراء انتخابات بعد ذلك بستين يوماً.
وجاء في الاستطلاع، أن أغلبية كبيرة (64 في المائة)، تقول إنها قلقة من تدهور محتمل للأوضاع الداخلية الفلسطينية نحو الأسوأ، في حالة غياب الرئيس عباس، من غياب وضوح أو اتفاق داخلي فلسطيني على طريقة اختيار خليفته. ويقول 32 في المائة فقط، نعم غير قلقين من ذلك.
واختار (60 في المائة) أن يتولى رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك، من حركة حماس، الرئاسة لمدة شهرين، وذلك تطبيقاً للقانون الأساسي. في حين قال 29 في المائة، إنهم ضد ذلك. لكن أغلبية من 62 في المائة، قالت إنها سترحب بقيام حماس بالموافقة على أن يتولى رئاسة المجلس التشريعي شخص آخر من خارج «حماس» أو «فتح»، في حين تقول نسبة من 29 في المائة، إنها ضد ذلك.
ويعتقد (48 في المائة)، أن القوى السياسية الفلسطينية، ستتمكن من الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية في الضفة والقطاع لاختيار خليفة لعباس، وتقول نسبة من 41 في المائة، إنها لا تعتقد ذلك.
وبحسب الاستطلاع نفسه، فإنه في حال إجراء انتخابات لم يترشح لها عباس، فسيفضل الفلسطينيون مروان البرغوثي على مرشحين آخرين لتولي منصب الرئيس. وحظي البرغوثي بتفضيل 30 في المائة ممن شملهم الاستفتاء، تبعه رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بنسبة 23 في المائة، ثم محمد دحلان بنسبة 6 في المائة (1 في المائة في الضفة الغربية و14 في المائة في قطاع غزة)، ورامي الحمد الله (6 في المائة)، ثم مصطفى البرغوثي وخالد مشعل (3 في المائة لكل منهما)، ثم سلام فياض (2 في المائة).



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.