كيف يؤثر الفضاء على جسم الإنسان؟

أضرار بالعين وضعف في العضلات...

كيف يؤثر الفضاء على جسم الإنسان؟
TT

كيف يؤثر الفضاء على جسم الإنسان؟

كيف يؤثر الفضاء على جسم الإنسان؟

ربما تمنى الكثيرون أن يحلقوا بأجسامهم في الفضاء بعيداً عن تأثير الجاذبية، ولكنّ ذلك يمثّل لرواد الفضاء اختباراً يتطلب أقصى القدرات الجسمانية والعقلية للإنسان «فليس البقاء نصف عام على متن محطة الفضاء نزهة»، حسبما قال رائد الفضاء الألماني السابق أولريش فالتر، الذي سافر إلى الفضاء عام 1993 على متن مكوك الفضاء الأميركي «كولومبيا» وقضى 10 أيام هناك.
وحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية، حول تأثير الفضاء على الإنسان، فمن علامات فقدان الجاذبية أنه يولد لدى الإنسان شعور غير معتاد بالغثيان والقيء «حيث يظن مخ الإنسان أن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام»، حسبما أوضحت الطبيبة الألمانية كلاوديا شترن، التي ترأس قسم الطب الفضائي في المعهد الألماني لأبحاث الطيران والفضاء في مدينة كولونيا. مضيفةً أن انطباعات مختلفة تماماً تصيب الإنسان، حيث يمكن أن تتولد مشكلات مع جهاز التوازن بالجسم.
إضافة إلى ذلك فإن جلد الإنسان يتوقف عن الإحساس بأي استثارة «وعندما يعود رواد الفضاء إلى الأرض فإنهم يشعرون بنفس التأثير».
ويقول رائد الفضاء الألماني السابق فالتر، متذكراً رحلته الفضائية: «اضطررت إلى استخدام البخاخة بعد 15 دقيقة من هبوطي على سطح المحطة لأن أنفي سُدت». يتورم الغشاء المخاطي لأن السوائل داخل الجسم تتحرك بدون جاذبية «ولكن ذلك يتوقف بعد بضعة أيام». لحسن الحظ لم يضطر فالتر إلى التقيؤ.
وفي ألمانيا يتلقى رائد الفضاء الألماني ألكسندر جيرست على متن محطة الفضاء الدولية تدريباً خاصاً على كيفية مواجهة الطوارئ البسيطة، والتي من بينها على سبيل المثال تخييط الجروح «ولكن من حسن حظه أن معه في المحطة الطبيبة الأميركية زيرينا أونون تشانسيلور» حسبما قالت الطبيبة شترن.
انطلق جيرست في السادس من يونيو (حزيران) المنصرم مع الطبيبة الأميركية والروسي سيرجي بروكوبيف إلى محطة الفضاء الدولية.
ومن المقرر أن يظل هؤلاء في المحطة وأن يُجروا هناك عدة أبحاث علمية حتى ديسمبر (كانون الأول) القادم. وسيقوم الثلاثة في بعض الأحيان بدور فئران التجارب.
ستقوم شترن وزملاؤها في معهد دراسات الفضاء في كولونيا بإجراء أول أبحاثهم الطبية والعلمية على جيرست لدى عودته إلى الأرض «وسنركز لدى جيرست بالدرجة الأولى على تراجع العضلات وتراجع نمو العظام»، حسبما أوضحت شترن، مضيفةً: «فالأمر يشبه للجسم ما نشعر به عندما نظل فترة طويلة في الفراش».
لذلك فإن الباحثين ينوون أيضاً إجراء اختبارات خاصة بتقدم السن.
ديتر بلوتنر، خبير في هذا المجال في مستشفى «شاريتيه برلين»، حيث يرأس تجربة خاصة بمحطة الفضاء الدولية عن تراجع النمو العضلي.
يستخدم رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية «ISS» جهازاً صغيراً بحجم الأيفون لفحص جهازهم العضلي عند فقدان الجاذبية، حيث يرسل هذا الجهاز نبضاً آلياً صغيراً إلى الجلد والعضلات التي تحته ويرصد رد فعل هذه العضلات على هذه الإشارات.
وتوفر هذه البيانات على سبيل المثال معلومات عن جهد العضلات ومرونتها أو تصلبها «ويمكن أن تفيد النتائج في الطب النفسي وأبحاث الشيخوخة أو في أبحاث التدريب الرياضي» حسبما أوضح بلوتنر.
كلما تدرب رائد فضاء في أثناء الفترة التي يقضيها على متن محطة الفضاء الدولية، كانت الرعاية الصحية اللاحقة له أفضل تأثيراً «حيث يفقد رائد الفضاء بعد نصف عام نحو 20 إلى 25% من حجم عضلاته». لذلك فإن تدريبات اللياقة اليومية مهمة جداً وإن كانت غير محببة كثيراً لدى رواد الفضاء حسبما يقول الرائد السابق فالتر، مضيفاً: «إنه أمر مملّ لأقصى درجة عندما يسير الإنسان ساعتين على عجلة الجري الثابتة، وأعلم من خلال تجربتي الشخصية أن الجميع يقومون بهذه التدريبات عن غير رغبة منهم».
ورغم ذلك فإن جيرست يوصي بالتدرب بشكل منتظم.
هناك عامل يخفض من جهد الإنسان وقدرته الجسمانية وهو ما يسمى «حمى الفضاء»، حيث تُظهر القياسات التي قام بها هانز كريستيان جونجا، زميل بلوتنر، أن درجة حرارة جسم رواد الفضاء ترتفع بما يصل إلى درجة مئوية، أي تصل إلى 38 درجة مئوية «ولكننا لم نثبت حتى الآن وجود علاقة بين ارتفاع درجة الحرارة وتراجع العضلات» حسبما أكد بلوتنر.
ولكن الأمر يختلف في ما يتعلق بآلام الظهر «فعدم انضغاط فقرات العمود الفقري بفعل الجاذبية يؤدي إلى تغير العمود الفقري لدى رائد الفضاء، حسبما أوضح بلوتنر. لذلك فإن طول الإنسان يزداد بواقع 1 إلى 2 مليمتر في الفضاء.
لذا فإن وضع رواد الفضاء كثيراً ما يتحول تلقائياً إلى جلسة القرفصاء ذات الظهر المستدير، مما يؤدي إلى إصابتهم بآلام. لذلك فإنهم يشتكون بعد عودتهم إلى الأرض من الشعور بآلام في القدم والظهر والرقبة، «فلقد عانيت فترة طويلة من آلام في الظهر» حسبما تذكّر فالتر.
تدرس الطبيبة شترن أيضاً مشكلة أخرى معروفة، وهي الأضرار التي تصيب رواد الفضاء في العين، «حيث إن مقلة العين لدى بعض رواد الفضاء تصبح مسطحة ويتورم العصب البصري»، حسبما أوضحت الخبيرة الألمانية، مضيفة: «أحياناً تتراجع هذه التغيرات مرة أخرى ولكنّ أسباب ذلك غير معروفة».
وتشير الطبيبة الألمانية إلى أن هذه التغيرات لا تتسبب في تراجع القدرة على الإبصار. ورجحت الخبيرة أن تكون الجسيمات التي تحوم في محطة الفضاء مزعجة للعين. كما أن رواد الفضاء يحرصون في أثناء حركتهم تحت تأثير انعدام الجاذبية على ألا يصطدم رأسهم بأي جسم.
غير أن الإجهاد النفسي لرواد الفضاء أكثر ضرراً عليهم من الإجهاد الجسدي، حيث يصعب الاستعداد لهذا العبء النفسي، حسبما أوضح فالتر، «ولحسن الحظ كان لديّ خلال الأيام العشرة كلها عمل كثير جداً جعلني لم أستطع القيام بأي عمل آخر».
وأشار فالتر إلى أن الإجهاد النفسي يتزايد مع مرور الوقت، وذلك لعدم وجود ما يشغل رواد الفضاء ويسلّيهم، كما هو الحال على الأرض «فليس أمامك فرصة مثلاً للذهاب لشراء بيتزا أو الذهاب للسينما». كانت هناك مفاجأة أواخر بعثة جيرست الفضائية في يوم أحد عام 2014، حيث رن جرس هاتفه المحمول وكان رائد الفضاء ألكسندر جيرست على الهاتف «وأراد أن يتبادل أطراف الحديث معي قليلاً»، حسبما تذكر فالتر.



مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».