الجميل: خطر مرسوم التجنيس كبير ونتمنى على الرئيس تصحيحه

الرئيس ميشال عون مستقبلا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل امس (دلاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل امس (دلاتي ونهرا)
TT

الجميل: خطر مرسوم التجنيس كبير ونتمنى على الرئيس تصحيحه

الرئيس ميشال عون مستقبلا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل امس (دلاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مستقبلا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل امس (دلاتي ونهرا)

رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، أن هاجس مرسوم التجنيس كبير، متمنياً على رئيس الجمهورية تصحيح الأخطاء الواردة فيه.
ونقل الجميّل عن رئيس الجمهورية ميشال عون الذي التقاه على رأس وفد من «الكتائب» وعده بالنظر في المرسوم واتخاذ خطوات عملية بهذا الاتجاه، موضحاً أن الهدف من زيارة قصر الرئاسة هو شطب الأسماء غير المستحقة من المرسوم والمحافظة على صلاحيات الرئيس.
ووصف هاجس مرسوم التجنيس بـ«الكبير»، متمنياً على رئيس الجمهورية تصحيح الأخطاء الواردة فيه، وقال: «الرئيس ليس مسؤولا عن هذه الأخطاء، ويجب ألا يتم بأي شكل من الأشكال التشكيك بصلاحيات الرئيس، وهذا أمر أساسي بالنسبة لنا، لذا تمنينا عليه تصحيح هذا الموضوع، خصوصا أن هناك شوائب كثيرة».
وقال الجميّل: «إن الطعون في ملف مرسوم التجنيس ليست أبدا مضمونة، والطريقة الأسهل بالنسبة لنا هي الحديث مع عون لكي يعالج الموضوع، ونكون بهذه الطريقة قد حققنا ما نريده أي شطب الأسماء غير المستحقة ومن جهة ثانية نحافظ على صلاحيات الرئيس التي هي هاجس ونريد تقويتها». وتابع: «بهذه الطريقة نحقّق الهدفين، والكرة اليوم بملعب الرئيس لاتخاذ التدابير اللازمة وتصحيح الشوائب في مرسوم التجنيس».
وأضاف: «انطلاقا من حرصنا على إعطاء فرصة لكي تكون المرحلة الجديدة ناجحة في ظل الأخطار التي تتهدد البلد على كل المستويات، وقبل القيام بأي خطوة، زرنا عون لعرض هواجسنا والتأكيد أن الخطر كبير جداً على اللبنانيين ومستقبل هذا البلد».
واعتبر أن «هذه المرحلة تتطلّب اتخاذ خطوات استثنائية وإنقاذية وقرار جدي بإصلاح حقيقي على الصعيد الاقتصادي وإلا فلن يصمد البلد، وكل الخبراء يؤكّدون أن هذا الأمر الخطير جداً».
ودعا الجميّل إلى اتخاذ إصلاحات موجعة بالنسبة للطبقة السياسية لكن إنقاذية للشعب اللبناني بأسرع وقت، قائلا: «سنبقى نتشاور مع فخامة الرئيس ونقول الحقيقة كما هي حتى لو تعرّضنا في بعض الأوقات للانتقادات، لأنها الطريقة الوحيدة لنعي حجم الكارثة التي نحن أمامها اليوم». وأضاف: «نحن مستمرون في التواصل مع الرئيس وكل الأطراف لإعطاء فرصة حقيقية لإنقاذ البلد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».