الممثلة ماغي بو غصن: أغرمت بمدينة كان منذ اللحظة الأولى

TT

الممثلة ماغي بو غصن: أغرمت بمدينة كان منذ اللحظة الأولى

تعد الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن واحدة من نجمات التلفزيون المحببة إلى قلوب جل اللبنانيين، وذلك بفضل حضورها الدمث وطبيعتها العفوية، وأدائها المتميز، سواء في أعمالها الدرامية أو الكوميدية، وهو ما توجها نجمة شعبية يحبها الكبار والصغار معا، ولا يفوتون مشاهدة مسلسلاتها التلفزيونية أو أفلامها السينمائية. ويعرض لها حاليا على شاشات عربية ولبنانية مسلسل «جوليا» الكوميدي، الذي تجسد فيه نحو 10 شخصيات، يسافر معها المشاهد في رحلة تمثيلية لا تشبه غيرها بتفاصيلها ومواقعها وأحداثها.
> ماذا يعني لك السفر؟
- غالبية الأسفار التي أقوم بها تكون رفقة أفراد عائلتي، وتكون بمثابة «لمة عائلية «فيها الكثير من المتعة والتسلية. إذ لا قيود ولا شروط ولا واجبات، ولا يشوبها إيقاع حياة عادي، ولذلك تعد بالنسبة لي فسحة للراحة التامة... فلا مسؤوليات فيها تعكر صفو علاقتنا مع بعضنا البعض، وخاصة تلك المسؤوليات المطلوبة مني ومن زوجي تجاه أولادنا.
> ما هي أهمية السفر بالنسبة لك على الصعيدين الشخصي والابتكاري؟
- تكمن أهمية السفر في انعكاسه الإيجابي علي، لأنه يزودني بالنشاط والزخم اللذين احتاج إليهما بعد عناء عمل طويل. كما أنه يجدد أفكاري ويعطيني طاقة إيجابية، غالبا ما أكون بحاجة إليها.
> ما هو المكان الذي تبحثين عنه في أسفارك؟
يبقى البحر المكان الأحب إلى قلبي. فمنظره وحده ينعشني ويشعرني بالهدوء، ولذلك أحرص على التواجد دائما عند شاطئ البحر في أسفاري. كما أستمتع بأشعة الشمس وأستلقي تحتها دون ملل.
> وما هي ذكرياتك المفضلة في بلد قمت بزيارته؟
- أجمل الذكريات التي أحملها معي دائما من أي بلد أزوره هي الأوقات التي أمضيها على شاطئ جميل. فالبحر يبقى متعتي الكبرى في أسفاري، ولذلك فغالبية ذكرياتي ترتبط بهذا المكان.
> وهل أغرمت ببلد ما؟
- أنا مغرمة بمدينة «كان» الفرنسية. فهي وكما يعرف الجميع تقع على البحر، وعندما أزورها أحب أن أتجول في شارع «بولفار دو لا كروازيت»، وأن أستلقي على رمال شواطئها الذهبية، وأتسوق من دكاكين أسواقها الطويلة. وعندما أرغب في تمضية عطلة رائعة فإنني أختارها دون تردد.
> وكيف بدأت علاقة حبك معها؟
- (تضحك) من النظرة الأولى كما يقال في موضوع الحب، فمنذ المرة الأولى التي زرتها فيها امتلكني شعور بالراحة والهدوء والخفة، وكأنني أطير في سمائها، وما زالت مدينة «كان» تعني لي المكان المفضل الذي أحب السفر إليه حتى الساعة.
> لو خيرت بين رحلة سفر مرفهة وأخرى تلفها المغامرة... أي منها تختارين؟
- أحب الأسفار الغنية بالمغامرات واستكشاف المعالم والأماكن الغريبة، والتي نقف مندهشين أمام هندستها المعمارية أو طبيعتها الخلابة. ولذلك ألهث وراء هذا النوع من الرحلات، بدل تلك التي يغلب عليها الترف. فهذه الأخيرة لا تمنحك سوى الاسترخاء، وقد يصبح أمرا مملا عند تكراره.
> هل تفضلين السفر إلى باريس أو مكسيكو؟
- قد أختار مكسيكو لأنه لم يسبق أن زرتها من قبل. وباريس تعد بالنسبة لغالبية اللبنانيين وطنهم الثاني، ويعرفونها جيدا ويزورنها طيلة أيام السنة.
> بين الطبيعة والمدينة... أين تفضلين تمضية عطلتك خلال السفر؟
- الطبيعة بحد ذاتها عالم لا يمكن أن نمل منه. فمنها نأخذ الهدوء والحياة والراحة والمتعة والاسترخاء، ولذلك أفضلها على المدينة التي تعج بالسيارات والناس. وأحيانا نشعر بالاختناق من منظر عمارات الإسمنت وناطحات السحاب المتراصة.
> هل تحبين خلال أسفارك زيارة المتاحف أو ممارسة هواية التسوق؟
- يمكن القول بأنني أوزعها بالتساوي على أيام السفر التي أمضيها في أي بلد كان. فأنا أتبضع في أسواق بلد ما لساعات طويلة، ومن ناحية ثانية أقوم بزيارة متحف ما للاطلاع على محتوياته لأتجول بين صفحات تاريخية مثيرة تزودني بالمعرفة والثقافة.
> ما هي الأغراض التي لا يمكنك السفر من دونها؟
- الثياب المريحة أول ما أضعه في حقيبة السفر، باعتبارها حاجتي الأساسية في أسفاري كي أشعر بأنني بعيدة كل البعد عن أجواء العمل، أو الإطلالات الرسمية والإعلامية المتوجبة علي، والتي تلزمني بملابس أنيقة تليق بها.
> ما هو مطبخك المفضل خلال أسفارك؟
- المطبخ الياباني هو مطبخي المفضل، وهو الذي يفتح شهيتي لتناول الطعام. والمطاعم المتخصصة في تقديم الـ«سوشي» تجذبني وأحب التعرف إليها في كل بلد أزوره لأكتشف طريقة تحضيرها في كل منها، وأقف على الفرق بينها وبين مطاعم أخرى محلية اعتدت ارتيادها في بلدي لبنان، أو في أي بلد آخر كلندن ودبي.
> كيف تعدين شنطة سفرك؟
- عادة ما أفضل أن يقوم بهذه المهمة زوجي جمال سنان لأنه دقيق في هذا الموضوع، ولا ينسى شيئا. فأعرف مسبقا بأن حقيبتي تضم كل ما أحتاجه.
> ما هي أسوأ ذكرى تحملينها من رحلة سفر معينة؟
- رحلتي إلى دبي إثر اندلاع حرب تموز في عام 2006 في لبنان كانت الأسوأ بالنسبة لي، رغم أنني أحب تلك البلاد كثيرا. لكن الظروف التي دفعتني للسفر في تلك المرحلة سرقت مني شعور الاستمتاع بالرحلة لأنني كنت حزينة على بلدي.
> بماذا تختلف إقامتك في بلد ما أثناء رحلة سفر عن أيامك العادية؟
- تختلف فقط من حيث إيقاعها المريح الذي يسودها. ففي بلدي أكون منهمكة بعملي ومع أولادي وواجباتي كأم وفنانة معا. لكن كل ذلك أنساه تماما عندما أكون في رحلة سفر، فتكون مساحة الحرية التي أستمتع بها أكبر.
> البعض يعتبر السفر بمثابة هروب من الواقع، فيما يعتبره آخرون أسلوبا للتزود بالنشاط... فماذا يمثل بالنسبة إليك؟
- السفر هو بالتأكيد وسيلة لتزويدي بالنشاط والطاقة، لكن في الوقت نفسه لا يمكنني قضاء أيام طويلة بعيدا عن بلدي لبنان الذي أعشقه. فلا القصور ولا الفنادق الفخمة ولا أكبر البلدان وأحدثها يمكنها أن تغريني بالابتعاد عن وطني.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».