{فتح} تحذر {حماس} من صفقات إنسانية في غزة تفصل القطاع

العالول في مظاهرة ضد «صفقة القرن»: لا نريد طحينكم... نريد حرية

متظاهرون وسط رام الله أمس ضد «صفقة القرن» ودعماً لمحمود عباس (رويترز)
متظاهرون وسط رام الله أمس ضد «صفقة القرن» ودعماً لمحمود عباس (رويترز)
TT

{فتح} تحذر {حماس} من صفقات إنسانية في غزة تفصل القطاع

متظاهرون وسط رام الله أمس ضد «صفقة القرن» ودعماً لمحمود عباس (رويترز)
متظاهرون وسط رام الله أمس ضد «صفقة القرن» ودعماً لمحمود عباس (رويترز)

تظاهر فلسطينيون في رام الله ضد الخطة الأميركية للسلام المعروفة بصفقة القرن، وهتفوا ضدها وتعهدوا بإسقاطها مهما كلف الأمر.
وخرج مئات من الفلسطينيين وسط رام الله، بدعوة من حركة فتح والحملة الوطنية، «لإسقاط صفقة القرن»، يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات ضد الصفقة المرتقبة وصورا للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي يعارض الصفقة الأميركية.
وهتف المتظاهرون لعباس ومن أجل الوحدة الفلسطينية في وجه الإدارة الأميركية.
وشارك في المسيرة مسؤولون في حركة فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية وفي السلطة، ورفعوا إلى جانب المتظاهرين لافتات كبيرة كتب عليها «فلسطين ليست للبيع» و«تسقط صفقة العار» و«لا لصفقة القرن».
وقال محمود العالول نائب عباس في قيادة الحركة، موجها حديثه للإدارة الأميركية: «لا نريد مساعداتكم... نريد دولة فلسطينية».
وتعهد العالول بإسقاط الصفقة الأميركية، مضيفا: «إنها لن تنجح، وخرجت جماهير شعبنا اليوم رفضا لها وتأكيدا على أن الرئيس محمود عباس والقيادة ليسوا وحدهم بل معهم جماهير شعبنا في مواجهة هذه الصفقة».
وتابع مخاطبا المتظاهرين: «خرجتم لتقولوا كلمتكم، كما قالها أبناء شعبنا في كل مكان، صفقة القرن محاولة لاختراق جدار الوحدة الفلسطينية ولن تنجح، وخرجتم لتقولوا إن الرئيس والقيادة ليسوا وحدهم في مواجهة صفقة القرن بل معهم جماهير شعبنا».
واتهم العالول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالتحضير لصفقة من أجل حل لا يشمل معالجة قضايا اللاجئين والقدس والعودة. مذكرا بما قاله الرئيس محمود عباس، من «أن أميركا ليست مؤهلة لأن تقود عملية السلام، والقدس عاصمة فلسطين، واستشهد من أجلها الآلاف من أبناء شعبنا، ولا يمكن إطلاقا التنازل عنها».
وأكد العالول أن القيادة الفلسطينية لا يمكن لها على الإطلاق أن تقدم أي تنازل. مضيفا: «نقول للجميع غزة والضفة عقل وقلب الشعب الفلسطيني، ونريد حرية وإنهاء الاحتلال، لا نريد قمحكم ولا طحينكم ولا مساعداتكم».
ووجه العالول رسالة لفصائل منظمة التحرير مطالبا إياهم بالوحدة: «نقول لشركائنا في منظمة التحرير: نحن معا صنعنا هذا المشروع الذي يجب أن نحافظ عليه، وضرورة التمييز بين التناقض مع الاحتلال وأميركا، والتباينات بيننا فهي ثانوية، وألا ننقاد إلى صراعات ثانوية وعلينا التوحد».
وجاءت المظاهرات الشعبية في محاولة لدعم الموقف السياسي الرافض لصفقة القرن الأميركية. وتقول القيادة الفلسطينية إن الصفقة تحولت إلى صفقة غزة وهدفها فصل القطاع عن الضفة الغربية.
ورفض الرئيس عباس لقاء أي من المسؤولين الأميركيين منذ فترة طويلة، كما رفض الاستماع إلى تفاصيل خطتهم بسبب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، والموقف من قطاع غزة.
وحذرت حركة فتح أمس من تساوق حماس مع أي صفقات إنسانية من شأنها تعزيز فصل القطاع. وقالت في بيان، إن أي صيغ تحت مسمى إنسانية أو غيرها، هدفها التفاف حول القضية الوطنية وتمرير لصفقة القرن «التصفوية».
وقال المتحدث باسم الحركة عاطف أبو سيف، في بيان «إن قضية الشعب في كل أماكن وجوده هي قضية تحرر وعودة واستقلال، وإن الانتقاص من هذه القضية عبر تحويلها إلى قضية إنسانية هنا أو هناك، ليس إلا انجراراً وراء رؤية دولة الاحتلال للصراع وقبولا بمنطق سلطاتها من أن الحل الاقتصادي، المرفوض وطنياً، هو أساس الحل مع الفلسطينيين».
وأضاف: «يجب النظر بقلق وخطورة إلى كل ما يشاع حول انخراط حماس، مباشرة أو غير مباشرة، في محادثات مع إسرائيل ومع الإدارة الأميركية حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، لأن هذا خروج عن الصف الوطني في اللحظة التي تتكاتف فيها الجهود وتتعاظم من أجل إفشال صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، وعلى حماس أن تكون واضحة وصريحة في مواقفها بشأن ما يعرف بصفقة القرن، وألا تقف في وجه الإرادة الشعبية الرافضة لكل مشاريع التصفية». مشيرا إلى أن أي حوارات ومفاوضات حول الوضع الإنساني في قطاع غزة «ليس إلا تخاذلا يساهم في تمرير المخطط الأميركي».
وقالت فتح إن أولى الخطوات التي يجب اتخاذها، تتمثل في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، حتى تتوحد الجهود لمواجهة التحديات التي تقف في طريق إنجاز مشروعنا الوطني، «وإن الكرة في ملعب حماس التي بدل أن تبحث عن حوارات مع تل أبيب أو واشنطن أو كلاهما مباشرة أو عبر وسطاء، عليها أن تنهي الانقسام وتمكن الشعب من استعادة الوحدة الوطنية ووصلاً للغاية المنشودة المتمثلة بإجراء انتخابات يعود عبرها الرأي والموقف للشعب صاحب الكلمة العليا».
وأردف بيان فتح: «إنه لا يكفي أن تقول إننا ضد صفقة القرن، بل علينا أن نعمل من أجل ذلك ولا ننجر برغبة أو دون قصد، إلى ما قد يسهل وصول قاطرتها عبر محطة غزة، وإن تقديم قضية القطاع بوصفها قضية إنسانية وتسهيل التعامل معها وفق هذا الأساس، والبحث عن أثمان لما يجري هناك، ليس إلا وقوعا في الفخ الإسرائيلي الأميركي أو تواطؤا معه».
وكانت فتح ترد على تصريحات للسفير القطري محمد العمادي أكد فيها وجود مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول أوضاع غزة بعلم الولايات المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.