القوى الفلسطينية تفشل في توحيد مسيراتها ضد «صفقة القرن» والعقوبات

TT

القوى الفلسطينية تفشل في توحيد مسيراتها ضد «صفقة القرن» والعقوبات

اتهمت الجبهة الشعبية، الأجهزة الأمنية وحركة فتح، بقمع مسيرة جانبية في نابلس، تطالب برفع العقوبات عن قطاع غزة.
وقالت الجبهة إن مسيرة جانبية لها بعد الانفصال عن مسيرة أكبر، قوبلت باقتحام من بعض أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية، «وقوبل المشاركون والمتظاهرون بالسب والشتم واتهامهم بالعمالة والخيانة، ومن ثم جرى الاعتداء على المتظاهرين وعلى إحدى الإعلاميات وهي بزيها الصحافي».
وعبرت الجبهة عن إدانتها واستنكارها للتجاوزات التي وقعت بداية المسيرة، وكذلك للاعتداء المادي والمعنوي على المسيرة التي انفصلت وطالبت برفع العقوبات عن غزة. ودعت الجبهة إلى محاسبة كل من اعتدى على المتظاهرين، والوقوف بمسؤولية أمام هذه التجاوزات وهذا السلوك العدواني.
وشددت على ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير وحق التظاهر والاختلاف، وإدانة كل أشكال القمع والتهديد.
وكانت الجبهة انفصلت عن مسيرة أكبر في نابلس، دعت إليها القوى الوطنية من أجل مواجهة «صفقة القرن».
واتهمت مصادر في فتح الجبهة بشق المسيرة والتظاهر بشكل منفصل ضد السلطة.
لكن الجبهة قالت إن الفعالية تخللها كثير من التجاوزات، سواء بالكلمات أو الشعارات أو اليافطات والهتافات، إضافة إلى «محاولة الابتعاد عن ذكر كل ما يتعلق بغزة».
وتابعت: «حين اقتربت المسيرة من نهايتها، اتخذت الجبهة قرارها بالانفصال عن المسيرة، والتوجه إلى شارع آخر، والهتاف لغزة»، متهمة «فتح» والأمن بالاعتداء عليهم. وفوراً نددت حركة حماس بما وصفته «قمع السلطة للمسيرات المطالبة برفع العقوبات عن قطاع غزة». وقالت إن ذلك «يؤشر على رغبتها في مواصلة فرضها».
وذكر المتحدث باسم «حماس» حازم قاسم، في بيان، أن ذلك يأتي رغم الإجماع الوطني على رفض العقوبات، ومطالبة كل مكونات شعبنا بضرورة رفعها.
ولاحقاً، أعلنت الجبهة عدم مشاركتها في مسيرة دعت إليها حركة فتح والقوى في رام الله اليوم، ضد صفقة القرن.
وتشهد الضفة الغربية اليوم نوعين من المسيرات؛ أحدهما ضد فرض العقوبات على غزة، والثاني ضد صفقة القرن. وحاولت الأطراف توحيد المسيرات كما جرى في نابلس، لكن خلافات سياسية دبت على الفور منعت ذلك. وتطالب فتح بالتصدي لصفقة القرن الأميركية وإسقاطها، وتطالب الجبهة الشعبية بوقف أي عقوبات ضد قطاع غزة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.