10 أشياء تعلمناها من دور المجموعات بكأس العالم

من أداء كرواتيا الأفضل في البطولة مروراً بقانون اللعب النظيف غير العادل وصولاً إلى كارثة القارة الأفريقية

مشجعو كرواتيا يشجعون فريقهم في مواجهة نيجيريا
مشجعو كرواتيا يشجعون فريقهم في مواجهة نيجيريا
TT

10 أشياء تعلمناها من دور المجموعات بكأس العالم

مشجعو كرواتيا يشجعون فريقهم في مواجهة نيجيريا
مشجعو كرواتيا يشجعون فريقهم في مواجهة نيجيريا

لم يكن خروج أحد المنتخبات من حمَلة اللقب من الدور الأول بكأس العالم لكرة القدم للنسخة الثالثة على التوالي، الحدث البارز الوحيد في البطولة المقامة حالياً في روسيا، وإنما كان لتطبيق نظام حكم الفيديو المساعد (فار) والمفاجآت الإيجابية لمنتخبي كرواتيا وبلجيكا، نصيب من الاهتمام الكبير خلال دور المجموعات. وكانت كبوة المنتخب الألماني هي الأبرز في صفوف المنتخبات التي كانت مرشحة بقوة للمنافسة على اللقب، لكنها لم تكن الوحيدة. فقد تعثر المنتخب الأرجنتيني، وصيف بطل مونديال 2014، بشكل كبير ووقف على بوابة الخروج من الدور الأول لكنه نجا بأعجوبة وانتزع بطاقة التأهل من المركز الثاني في مجموعته مستفيداً من نتائج منافسيه. الـ«غارديان» تستعرض هنا أهم 10 أشياء تعلمناها من دور المجموعات بمونديال روسيا:
1- متى تصل إنجلترا إلى الدور نصف النهائي للمونديال؟
أصبح المنتخب الإنجليزي الآن في الطريق «الأسهل» في البطولة، ويمكن لمحبي وعشاق المنتخب الإنجليزي الآن أن يحلموا بالوصول للمربع الذهبي لكأس العالم، وربما حتى إلى المباراة النهائية، إذا تفاءلوا وتناسوا تاريخ المنتخب الإنجليزي السيئ في بطولة كأس العالم. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة «الصن» البريطانية يقول: «لعبتم بشكل جيد أيها الرجال»، بعد خسارة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره البلجيكي بهدف دون رد، وهو ما يعني السير في الطريق الأسهل للبطولة وتجنب المنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي. ومع ذلك، يتعين على المنتخب الإنجليزي أن يتحلى بالحذر، نظراً إلى أنه لم يفز إلا بمباراتين اثنتين فقط في الأدوار الإقصائية من البطولات الكبرى (أمام الدنمارك والإكوادور) منذ أن أهدر ستيوارت بيرس ركلة الجزاء أمام إسبانيا في كأس الأمم الأوروبية عام 1996. وفي المقابل، وصلت كولومبيا للدور ربع النهائي قبل 4 سنوات، كما فازت بـ6 مباريات من آخر 8 مباريات خاضتها في كأس العالم. وبالتالي، يتعين على إنجلترا أن تكون حذرة في ما يتعلق بأمنياتها في البطولة.
2- كرواتيا أفضل فريق في البطولة حتى الآن
كان يُنظر إلى كرواتيا على أنها الحصان الأسود في بعض المسابقات السابقة، لكنها هذه المرة يمكنها الذهاب بعيداً في البطولة لأنها تضم كوكبة من أفضل وألمع النجوم مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وإيفان بيريسيتش وماريو مانزوكيتش. ويمكن القول إن المنتخب الكرواتي هو أفضل فريق في كأس العالم حتى الآن. وعندما أُجريت قرعة كأس العالم وجدت كرواتيا نفسها في مجموعة الموت، إلى جانب كل من نيجيريا التي قدمت أداءً رائعاً في التصفيات المؤهلة للمونديال بمجموعة من اللاعبين الشباب، ومنتخب الأرجنتين بتاريخه العريق، بالإضافة إلى منتخب آيسلندا الذي لا يجب التقليل من قدراته على الإطلاق. وقدمت كرواتيا أداءً رائعاً في مبارياتها الثلاث الأولى في البطولة، خصوصاً أمام الأرجنتين وسحقتها بثلاثية نظيفة. وحجزت كرواتيا مكانها في الدور الثاني حتى قبل أن تلعب المباراة الثالثة لها في المجموعة أمام آيسلندا، لكنها حققت الفوز أيضاً في هذه المباراة، رغم أنها أراحت 9 لاعبين أساسيين، وهو ما يعكس قوة المنتخب الكرواتي بقيادة المدير الفني زلاتكو داليتش. وعزف مايسترو خط الوسط لوكا مودريتش أعذب الألحان في خط الوسط، كما تألق جميع اللاعبين من حوله وقدموا أداء يتسم بالقوة والمهارة والذكاء الكروي. ويؤمن اللاعبون بأنه يمكنهم تحقيق نفس الإنجاز الذي حققه منتخب بلادهم في كأس العالم عام 1998 عندما وصل للدور نصف النهائي.
3- قانون اللعب النظيف غير عادل
أصبحت اليابان أول فريق في تاريخ كأس العالم يتأهل لدور الستة عشر مستفيداً من قانون اللعب النظيف، بعدما تساوى مع المنتخب السنغالي في عدد النقاط والمواجهات المباشرة والأهداف. وكانت هناك مفارقة كبيرة في ذلك، بالنظر إلى أن منتخب اليابان قد لعب آخر 8 دقائق، بالإضافة إلى الوقت المحتسب بدلاً من الضائع أمام بولندا وهو يحاول أن يبقي الأمور على حالها، رغم أنه كان متأخراً بهدف دون رد. ولم تحاول اليابان التقدم للأمام أو شن هجمات من أجل إدراك هدف التعادل، واعترف المدير الفني للمنتخب الياباني أكيرا نيشينو بأنه اعتمد بشكل كامل على نتيجة مباراة السنغال وكولومبيا التي كانت تقام على بعد 400 ميل، لدرجة أنه طلب من لاعبيه في نهاية المباراة أن يجمدوا اللعب من أجل الخروج بهذه النتيجة، لأن ذلك سوف يؤهلهم للدور التالي. واكتفت اليابان بالهزيمة أمام منتخب بولندا، الذي كان قد خرج من المسابقة بالفعل، وتركت كولومبيا تقوم بهذه المهمة من أجلها، فهل يمكن أن نصف هذا بأنه لعب نظيف؟
4- مستقبل سافيتش تحت قيادة مورينيو
تشير تقارير صحافية إلى أن المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو يسعى بقوة للتعاقد مع النجم الصربي ميلينكوفيتش سافيتش الذي يشارك مع منتخب بلاده في كأس العالم 2018 بروسيا. ويمكن القول إن سافيتش، الذي يلعب في صفوف لاتسيو الإيطالي، يعد خياراً مناسباً تماماً للمدير الفني البرتغالي، الذي يفضل دائماً التعاقد مع لاعبين من أصحاب البنية القوية الذين يتميزون في نفس الوقت بالسرعة والمهارة. وفي الحقيقة، يمتلك سافيتش هذه الصفات الثلاث، فهو يمتلك قوة بدنية هائلة ومهارات كبيرة في النواحي الهجومية ولا يتوقف عن الركض، فضلاً عن أنه يتميز بالطول الفارع. وقد طلب المدير الفني لمنتخب صربيا ملادين كرسايتش، من لاعبيه أن يلعبوا بكل حرية ومن دون خوف أمام المنتخب البرازيلي في مباراة كان يتعين فيها على صربيا أن تحقق الفوز ولا شيء غيره من أجل التأهل للدور الثاني، وتمكن ميلينكوفيتش سافيتش ونيمانيا ماتيتش من إيقاف خطورة خط وسط المنتخب البرازيلي القوي في كثير من الأحيان.
5- مونديال لا يمكن التنبؤ بالفريق الفائز به
هل يمكن لأي متابع لكرة القدم أن يجزم بهوية الفريق الذي سيفوز بكأس العالم الحالية في روسيا؟ صحيح أن معظم القوى الكبرى في عالم كرة القدم سوف يواجه بعضها بعضاً في الأدوار الأولى لهذه البطولة قبل أن نصل للدور نصف النهائي، لكن من الصعب على أي حال التنبؤ بالفريق الذي يمكنه الوصول لمنصة التتويج في نهاية المطاف. ولم يبرز أي فريق بشكل قوي للغاية حتى الآن بشكل يمكننا معه أن نقول إنه المرشح الأبرز للفوز باللقب، كما يمكن القول إن جميع المتأهلين لدور الستة عشر لديهم أمل في الذهاب إلى أبعد مرحلة ممكنة في البطولة. وقد ظهر المنتخب البرازيلي كأنه يتحسن من مباراة لأخرى من أجل الانقضاض على اللقب في نهاية المطاف، في حين قدمت كرواتيا وبلجيكا أداءً قوياً في دور المجموعات، لكن كل فريق له نقاط ضعف ونقاط قوة ومن المتوقع أن نشهد بعض المفاجآت خلال الأيام المقبلة. وعلى عكس بطولة مثل دوري أبطال أوروبا التي يمكن التنبؤ بنسبة كبيرة بالفريق الذي يمكنه الفوز بها، من الصعب للغاية الآن أن تقول إن هذا المنتخب أو ذاك سوف يحصل على لقب كأس العالم هذه المرة.
6- المكسيك ومشكلة قصر قامة اللاعبين
فكر المدير الفني لمنتخب المكسيك، خوان كارلوس أوزوريو، كثيراً في ما يتعلق بقصر قامة لاعبيه ومدى تأثير ذلك على الفريق أمام المنتخبات الأخرى. وكان فارق الطول واضحا للغاية بين لاعبي المنتخبين السويدي والمكسيكي عندما كان قائدا المنتخبين يتصافحان قبل انطلاقة المباراة، كما كان واضحاً أيضاً في أثناء المباراة. وأشاد أوزوريو كثيراً بمنتخب السويد وبالطريقة التي يلعب بها، رغم أنها ليست الطريقة التي يفضلها هو شخصياً على أي حال، حيث قال: «أنا أحترم كثيراً طريقة اللعب هذه، وإنه لشيء رائع أن تؤمن بأنه يمكن أن تلعب بنفس الطريقة في كل مباراة وأن تنافس وتفوز على الفرق الأخرى التي تلعب بطريقة مختلفة، مثلما فعلنا نحن. إنك تلعب في ضوء الإمكانات التي لديك، لكن لا أعتقد أنك تلعب بشكل جميل».
7- المباراة الأسوأ في مونديال روسيا
يعد المعيار الأساسي للتواطؤ في كأس العالم هو «فضحية خيخون» عام 1982، عندما لعب منتخبا ألمانيا الغربية والنمسا في أجواء غير تنافسية من أجل أن يتأهلا معاً إلى الدور الثاني على حساب منتخبي الجزائر وتشيلي. لكن على الأقل سجلت ألمانيا الغربية هدفاً في مرمى النمسا، قبل أن يتوقف المنتخبان عن اللعب ويصعدان معاً. ولم تكن هناك رغبة من جانب فرنسا والدنمارك في تسجيل أي هدف خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي والتي تستحق أن توصف بأنها الأسوأ في كأس العالم الحالية. صحيح أنه من الشائع أن نجد منتخبين يلعبان بشكل سلبي في الجولة الأخيرة في دور المجموعات إذا كانا قد ضمنا التأهل، لكننا لم نرَ مباراة بهذا السوء من قبل، لدرجة أن الأمر كان يبدو كأن كلا المنتخبين يسعى للخسارة من أجل تجنب مواجهة الأرجنتين في الجولة التالية. لكن لم يكن هذا منطقياً إلى حد كبير، نظراً إلى أن الفريق الخاسر كان سيواجه كرواتيا التي ظهرت حتى الآن كأحد أفضل منتخبات البطولة.
8- أدنى مستوى للمنتخبات الأفريقية في البطولة
شاركت 5 منتخبات أفريقية في كأس العالم 2018 بروسيا، لكنها خرجت جميعاً من الدور الأول للبطولة، للمرة الأولى منذ عام 1982، والأسوأ من ذلك هو أن 3 منتخبات من المنتخبات الخمس كانت قد ضمنت الخروج فعلياً قبل إقامة المباراة الثالثة لها في البطولة. وكانت مصر هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي ظهرت مستسلمة للغاية ولم تقدم أداءً تنافسياً قوياً، في حين لعبت المغرب ونيجيريا بشكل جيد للغاية، كما قدمت تونس أداءً مقبولاً، وواجهت السنغال سوء حظ كبيراً وخرجت من البطولة بعد اللجوء إلى قانون اللعب النظيف بعد التساوي في كل شيء مع منتخب اليابان. ويمكن القول إن خروج جميع المنتخبات الأفريقية من الدور الأول يعد تطوراً خطيراً للغاية، كما تجب الإشارة إلى أن وجود فريق أفريقي أو أكثر في دور الستة عشر كان سيزيد الإثارة في كأس العالم بكل تأكيد.
9- لا يتعين عليك الفوز لكي تشعر بالسعادة
تلقت بنما خسارة قاسية من إنجلترا بـ6 أهداف كاملة، لكن بمجرد أن أحرز فيليبي بالوي هدفاً للمنتخب البنمي احتفل الآلاف من الجمهور البنمي في ملعب المباراة بهذا الهدف، كما غمرت السعادة الملايين على بُعد 7 آلاف ميل في بنما. وفي إحدى المحطات التلفزيونية في بنما، بكى المذيع بشدة بعد هذا الهدف وصرخ قائلاً: «لقد سجلت بلادي في كأس العالم». صحيح أن منتخب بنما قد خسر أمام إنجلترا وخسر مرة أخرى أمام تونس وصحيح أنه لم يفز في أي مباراة واهتزت شباكه 11 مرة، لكن الشعب البنمي كان سعيداً بمجرد المشاركة في كأس العالم ويشعر بأن هذا وحده كافياً. وقد انطلق الدوري البنمي عام 1988، ولا تضم قائمة منتخب بنما سوى 5 لاعبين فقط ممن يلعبون في أوروبا، وبالتحديد في أندية دينامو بوخارست ودوناكسكا سكيدا، بالإضافة إلى لاعب في الفريق الرديف بنادي ديبورتيفو دي لاكورونيا الإسباني ولاعب آخر في الفريق الرديف بنادي جينت البلجيكي. وقال المدير الفني للمنتخب البنمي إنه كانت هناك 4 نتائج ممكنة وهي الفوز أو التعادل أو الخسارة أو الخسارة القاسية، لكن المنتخب البنمي لم يعرف سوى الخسارة والخسارة القاسية.
لكن على أي حال لم نرَ عناصر الفريق البنمي يخرجون لكي يتبادلوا الاتهامات، لكننا رأينا سعادة بمجرد المشاركة في هذا العرس الكروي الكبير.
10- عمق ملعب المنتخب الإنجليزي مصدر قلق
أظهرت مباراة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره البلجيكي أن منتخب إنجلترا يعاني من مشكلة واضحة في عمق الملعب، وهو الشيء الذي لا يرغب المدير الفني لإنجلترا غاريث ساوثغيت في الاعتراف به. ربما يكون اللاعبون الشباب، مثل ترينت ألكسندر أرنولد أو روبن لوفتوس تشيك، قد استفادوا كثيراً من المشاركة في مباراة ستحدد هوية الفريق الذي سيتصدر المجموعة وليست مباراة من أجل التأهل للدور التالي، لكن تجب الإشارة إلى أن هؤلاء اللاعبين لم يقدموا الأداء الذي يجعلهم يدخلون التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي خلال المباريات القادمة. وظهر إيرك داير بمستوى أقل كثيراً من جوردان هيندرسون في وسط الملعب، بالإضافة إلى أن ماركوس راشفورد، الذي عوّدنا على إحراز أهداف جميلة، لم يجعلنا نشعر بأنه قادر على هز الشباك. وظهر جيمي فاردي بمستوى أقل كثيراً من هاري كين.
ولم يقدم لوفتوس تشيك نفس الأداء القوي الذي يقدمه جيسي لينغارد أو ديلي آلي، كما أن ألكسندر أرنولد، الذي قدم أداءً جيداً بالنظر إلى أنها المشاركة الأولى له في مثل هذه الأجواء التنافسية، لا يمتلك نفس قدرات كيران تريبير في الضربات الثابتة. ويأمل ساوثغيت أن يستفيد من هؤلاء اللاعبين بشكل جيد في المباريات المقبلة عندما يستعين بهم من على مقاعد البدلاء، كما حدث بالنسبة إلى راشفورد ولوفتوس تشيك أمام تونس، لكن هذا يذكّرنا بأن التشكيلة الأفضل للمنتخب الإنجليزي هي تلك التشكيلة التي لعب بها ساوثغيت في المباراتين الأولى والثانية.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».