رئيس الأركان الإسرائيلي فجأة في واشنطن

منع دخول اللاجئين السوريين إلى الجولان

TT

رئيس الأركان الإسرائيلي فجأة في واشنطن

عزز الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، قواته بحشود كبيرة في هضبة الجولان المحتلة، لمنع دخول اللاجئين السوريين الهاربين من قصف قوات النظام والقوات الروسية، فيما دعا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى جلسة طارئة للكابنيت (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية)، لبحث التطورات في الجنوب السوري.
وطار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، إلى واشنطن، حيث استدعي على عجل للتباحث في «مواجهة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، مع التركيز على التطورات في الساحة السورية».
وقد بث الجيش الإسرائيلي صوراً تبين جنوده وهم يقدمون مساعدات إنسانية للنازحين السوريين من ريف درعا، الذين أقاموا في مخيمات لجوء بالقرب من الشريط الحدودي في الجولان السوري المحتل، في ساعات متقدمة من فجر أمس، حيث قدم لهم 300 خيمة، و13 طناً من المواد الغذائية، و15 طناً من طعام الأطفال، وثلاث شحنات من المعدات والمواد الطبية، بالإضافة إلى 30 طناً من الملابس والأحذية، بحسب الجيش. وفي الوقت ذاته أبرز جانباً من تعزيزاته العسكرية قرب المناطق الحدودية، مشدداً على أنه «لن يسمح للنازحين بالعبور إلى إسرائيل». وقال الناطق بلسانه إنه «يتابع الأوضاع جنوب سوريا، وجاهز لمواجهة السيناريوهات المختلفة».
وأكد وزير الطاقة الإسرائيلي والعضو في الكابنيت، يوفال شتاينتس، إصرار إسرائيل على منع دخول النازحين السوريين إلى إسرائيل، وقال في مقابلة إذاعية، ظهر أمس: «يجب أن نمنع دخول النازحين من سوريا، مثلما فعلنا في حالات مشابهة من قبل». وأوضح الجيش أيضاً أنه لن يسمح للنازحين بالدخول إلى المناطق المحتلة من الجولان السوري.
وأشارت مصادر إلى أن عدد النازحين وصل إلى أكثر من 150 ألفاً، هربوا من القصف العنيف للنظام السوري وحلفائه على مدن وبلدات ريف درعا، ولجأوا إلى السهول القريبة من الحدود الأردنية، والجولان السوري المحتل.
من جهة ثانية، وصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، صباح أمس، إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد أن تلقى دعوة طارئة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد. وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن آيزنكوت سيجتمع خلال زيارته لواشنطن بمسؤولين أمنيين وعسكريين، لبحث «مواجهة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، مع التركيز على التطورات في الساحة السورية».
وأشارت المصادر إلى أن آيزنكوت اضطر إلى إلغاء مشاركته في حفل تخريج دورة طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي، بسبب استدعائه العاجل للاجتماع مع الجنرال دانفورد. وقد حضر هذا الحفل جميع القادة الإسرائيليين، مثل الرئيس رؤوبين رفلين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وتطرقوا جميعاً في كلماتهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى الحملة العسكرية العنيفة لقوات النظام السوري المدعومة بميليشيات وسلاح الجو الروسي وقوات إيرانية في محافظة درعا، والتي تمكنت خلالها من السيطرة على بلدات وقرى عدّة، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وقال نتنياهو: «لن نسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية، وسنواصل العمل بكل قوتنا ضد خطتها لتحويل سوريا إلى قاعدة صاروخية قاتلة ضدنا. وسنواصل العمل في المناطق القريبة والبعيدة، في ساحات مفتوحة بصورة علنية وغير علنية».
وقالت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس، إن إسرائيل توقعت الهجوم السوري الروسي على الجنوب، وأوصلت رسالة إلى موسكو، توضح أنها لن تسمح لقوات النظام بأن تبقي على ميليشيات «حزب الله» وميليشيات إيران الأخرى في الجنوب السوري، ولن تسمح لها بالاقتراب من خط وقف النار مع إسرائيل في قلب الجولان المحتل. وأكدت هذه المصادر أنها تتوقع أن يستمر النظام السوري في عملياته أيضاً في الجولان، حيث إن قوات المعارضة تسيطر على غالبية نقاط الاحتكاك الحدودية مع إسرائيل، ولكنها لن تسمح له بدخول هذه المناطق إذا أحضر معه الميليشيات المذكورة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.