نجوم الأرجنتين وفرنسا يصطدمون اليوم لإثبات جدارة الأقوى

ميسي مطالب بالإبداع وبوغبا ورفاقه بالإمتاع في المواجهة الحاسمة

بوغبا يتقدم زملاءه في تدريب المنتخب الفرنسي قبل المواجهة الحاسمة مع الأرجنتين (رويترز) - ميسي حمل آمال الأرجنتين في العبور لربع النهائي (أ.ف.ب)
بوغبا يتقدم زملاءه في تدريب المنتخب الفرنسي قبل المواجهة الحاسمة مع الأرجنتين (رويترز) - ميسي حمل آمال الأرجنتين في العبور لربع النهائي (أ.ف.ب)
TT

نجوم الأرجنتين وفرنسا يصطدمون اليوم لإثبات جدارة الأقوى

بوغبا يتقدم زملاءه في تدريب المنتخب الفرنسي قبل المواجهة الحاسمة مع الأرجنتين (رويترز) - ميسي حمل آمال الأرجنتين في العبور لربع النهائي (أ.ف.ب)
بوغبا يتقدم زملاءه في تدريب المنتخب الفرنسي قبل المواجهة الحاسمة مع الأرجنتين (رويترز) - ميسي حمل آمال الأرجنتين في العبور لربع النهائي (أ.ف.ب)

يتعين على الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه إيجاد حل سريع لمشكلاتهم الفنية، إذا ما أرادوا الذهاب بعيداً في مونديال روسيا 2018، عندما يواجهون اليوم منتخب فرنسا المدجج بالنجوم في أولى مباريات الدور ثمن النهائي.
ربما لم تكن هناك أفضل من الانطلاقة التي تشهدها منافسات دور الستة عشر بمباراتين من العيار الثقيل: الأولى بين الأرجنتين وفرنسا، والثانية بين الأوروغواي والبرتغال.
على ملعب كازان إرينا، تعد المباراة بين القطبين الأرجنتيني والفرنسي بتنافس مرتقب بين منتخبين خيبا الآمال في الدور الأول، على الرغم من أن كلاً منهما حظي بمسار مختلف.
ومن بين مجموعة من أبرز النجوم، تشهد مباراة الأرجنتين وفرنسا مواجهة خاصة بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسيين بول بوغبا وأنطوان غريزمان، كذلك سيكون ميسي في مواجهة زميليه ببرشلونة، الفرنسيين صامويل أومتيتي وعثمان ديمبلي، في المباراة التي يسعى من خلالها المنتخب الأرجنتيني إلى فرض حضوره بعد انتزاع بطاقة التأهل بشق الأنفس.
وكشف الدور الأول عيوب المنتخب الأرجنتيني: أداء غير متوازن، وأعمار متقدمة لعدد من مفاتيح لعبه، والأهم نجم اسمه ليونيل ميسي انتظر حتى المباراة الثالثة ليبدأ بتقديم اللمحات التي اعتاد عليها مشجعو كرة القدم.
وكان الفريق الأرجنتيني مهدداً بالخروج من الدور الأول بعدما تعادل في المباراة الأولى مع آيسلندا (1 - 1)، وتلقى خسارة قاسية أمام كرواتيا (صفر - 3) في الجولة الثانية. وكما انتظر الأرجنتينيون حتى الجولة الأخيرة من التصفيات الأميركية الجنوبية للتأهل إلى نهائيات المونديال، بفوز على الإكوادور (3 - 1) وثلاثية لميسي، انتظروا في روسيا 2018 حتى الجولة الثالثة (الأخيرة) لضمان العبور إلى ثمن النهائي.
هذه المرة كان ميسي مساهماً عبر تسجيل الهدف الأول ضد نيجيريا، إلا أن المنقذ كان المدافع ماركوس روخو الذي جعل النتيجة (2 - 1) في الدقيقة 86.
في الجهة المقابلة، طرح اسم المنتخب الفرنسي قبل المونديال كأحد المرشحين البارزين للقب. لكن على رغم تصدرهم مجموعتهم الثالثة، وتحقيق فوزين وتعادل في الدور الأول، لم يقدم «الديوك» أداءً مقنعاً بعد.
وبدأت فرنسا مشوارها بفوز على أستراليا (2 - 1)، بأداء بطيء وممل لم يسلم من الانتقادات، واستمر الوضع على حاله في المباراة الثانية، رغم الفوز المتواضع على بيرو (1 - صفر)، ثم تحول الملل إلى عقم في المواجهة الأقوى في المجموعة مع الدنمارك التي انتهت بتعادل سلبي.
ويضم المنتخب الفرنسي في صفوفه أسماء لامعة، مثل أنطوان غريزمان وبول بوغبا وكيليان مبابي ولوكاس هيرنانديز، إلا أن أياً منهم لم يلفت الأنظار بعد، أو حتى يقدم المستوى الذي عرف به معه ناديه.
ولم يتمكن غريزمان المهاجم الأول في تشكيلة منتخب «الديوك» من استعادة أفضل مستوياته، كما أن الإبداع كان شبه معدوم من خط الوسط.
ويصر المدرب الحالي ديدييه ديشامب، الذي كان قائداً (كلاعب) للمنتخب المتوج بلقب مونديال 1998، على أن فريقه سيظهر بشكل جيد عندما تبدأ منافسات الأدوار الإقصائية اليوم، وقال: «بطولة جديدة كلياً تبدأ الآن، مع الخروج المباشر. حصلنا على ما كنا نريده، والآن نواجه التحدي، لكننا جاهزون، ونهدف إلى الوصول للدور المقبل بعد ذلك».
وميسي الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 5 مرات أكد أهميته بالنسبة للأرجنتين عندما افتتح التسجيل أمام نيجيريا في الجولة الأخيرة لدور المجموعات، لكن الهدف ليس إلا جزءاً من تعويض إهدار أيقونة برشلونة الإسباني ركلة جزاء أمام آيسلندا، ما أضعف آمال منتخب الأرجنتين من مباراته الافتتاحية.
وافتقد ميسي لمساته، ولم يمرر له زملاؤه الكثير من الكرات أمام كرواتيا، قبل أن يأتي الفرج عبر الفوز على نيجيريا في المباراة الثالثة أمام ناظري الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا الذي قاد بلاده في 1986 إلى لقب ثانٍ في كأس العالم، بعد أول عام 1978. وخطف مارادونا الأضواء في المباراة الثالثة بطريقة احتفاله بالهدفين والوعكة الصحية التي تعرض لها.
وخضع مارادونا لفحص طبي، أكد أنه بخير. إلا أن ميسي ولاعبي المنتخب يخضعون أيضاً لفحص من نوع آخر، يهدف إلى تبيان قدرتهم على تقديم الأداء المقنع على أرض الملعب، لا سيما بعد التقارير الكثيرة حول أزمة بينهم وبين المدرب خورخي سامباولي.
وكانت كثير من التقارير قد تحدثت أن بعض القرارات الفنية يتخذها الآن ميسي وزميله خافيير ماسكيرانو بدلاً من المدير الفني سامباولي.
وتعززت مصداقية ما ذكرته التقارير عندما التقطت الكاميرات التلفزيونية المدرب لدى قيامه باستشارة ميسي بشأن الدفع بسيرجيو أغويرو كبديل خلال الشوط الثاني من المباراة الأخيرة.
وقال مارسيل ديسايي، القائد السابق للمنتخب الفرنسي زميل ديشامب في المنتخب الفائز بمونديال 1998: «نعرف أن ميسي رائع، ونحن حائرون وحزينون من أجله، هو أهم ما لدى برشلونة، لكنه في حالة فوضى مع الأرجنتين في الوقت الحالي».
وتابع: «أيضاً لا نرى أي تقدم في المنتخب الفرنسي، والأمور كما هي، لم يقدم حتى الآن أي شيء لكي يجعلنا نشعر بالتفاؤل ويمنحنا الأمل».
ويبدو أن ديشامب، مدرب فرنسا، لم يستقر بعد على أفضل تشكيلة أساسية للفريق، وهو ما يثير الضبابية حول الوجوه التي سيدفع بها في مباراة اليوم أمام منتخب الأرجنتين الذي يدربه المدير الفني خورخي سامباولي.
واكتفى منتخب فرنسا بتسجيل 3 أهداف في 3 مباريات، على الرغم من أن لديه خط هجوم مرعباً، يضم غريزمان ومبابي وأوليفييه جيرو. ويواجه غريزمان تحديداً ضغوطاً متصاعدة، علماً بأن مساره في مونديال 2018 (اكتفى حتى الآن بهدف من ركلة جزاء) يعيد التذكير بأدائه في كأس أوروبا 2016 التي استضافتها بلاده، عندما بدأ بشكل ضعيف قبل أن ينهي البطولة متصدراً لترتيب الهدافين مع 6 أهداف (خسرت فرنسا النهائي أمام البرتغال).
وأكد هيرنانديز، لاعب أتلتيكو مدريد، أن زميله في النادي والمنتخب غريزمان «بخير، بخير. ولا يجب أن نشكك في أحد أفضل اللاعبين في العالم».
وستكون مواجهة اليوم هي المباراة الثالثة بين المنتخبين في المونديال (فوزان للأرجنتين في 1930 و1978)، ويتعين على الفريق الفرنسي إذا أراد الخروج بنتيجة إيجابية مراقبة ميسي، بحسب ماريوس تريزور، المدافع السابق للمنتخب الفرنسي الذي حل رابعاً في مونديال 1982.
وقال تريزور: «ضد ميسي، على لاعبي فرنسا أن يلعبوا بذكاء. فإذا انطلق عبر منتصف الملعب، فلدينا نغولو كانتي الذي لا يسمح للاعبين بتجاوزه بسهولة. وإذا جاء عبر الجهة اليمنى، فهناك هيرنانديز الذي يعرفه جيداً في الدوري الإسباني، ميسي يحب أن يتحرك، لذلك علينا أن نحاول السيطرة عليه».
وعلق مدافع المنتخب الفرنسي بريسنل كيمبيمبي، الذي سبق له مواجهة ميسي عندما التقى فريقيهما باريس سان جيرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا موسم 2016 - 2017، بالقول: «لا أعتقد أن ثمة شخصاً على هذه الأرض يمكن أن يجد حلاً لإيقاف ميسي».
وكان ميسي قد حذر زملائه من أنه لا بد من توخي الحذر أمام فرنسا لأن لديها منتخباً جيداً جداً، وقال: «لديهم مؤهلات فردية جيدة، لديهم مدافعون جيدون، لاعبو خط وسط جيدون ومهاجمون جيدون. لديهم لاعبون سريعون جداً يمكنهم خلق الفرق، زملاء في خط الهجوم (عثمان ديمبيلي في برشلونة الإسباني) وفي الدفاع (صامويل أومتيتي). ستكون المهمة صعبة».
ورغم حالة الارتباك الواضحة في المنتخب الأرجنتيني، فإن هناك من يؤمن بقدرة الفريق على انتزاع كأس العالم، وهو دانييل بيرتوني أحد الذين ساهموا مع منتخب التانغو في حصد لقب عام 1978. وقال بيرتوني الذي سجل هدفاً في المباراة النهائية في بوينس آيرس أمام هولندا: «الكثير من المنتخبات المرشحة للفوز باللقب بدأت البطولة بشكل متواضع، وبعدها تعافت وتقدمت. وفي 1978، خسرنا من إيطاليا لكن سرعان ما انتفض الفريق، وطور من أدائه وفاز باللقب، أثق في شخصية اللاعب الأرجنتيني لأنه يلعب بروح قتالية وشغف كبيرين، وهذا ما أهلهم للعب في أكبر بطولات الدوري. لذلك أملك الثقة والأمل في الفوز باللقب، لكن يجب علينا تطوير الأداء».
وأضاف: «لا يجب أن ننظر في الاتجاه الآخر، أو التفكير في أننا ظهرنا بشكل سيء وتحولنا للأفضل».
وكان بيرتوني من الركائز الأساسية لتشكيلة الأرجنتين الشهيرة في 1978، الفائز باللقب على أرضه. وشارك بيرتوني بديلاً في أول مباراتين في دور المجموعات، وسجل هدف الفوز في الانتصار (2 - 1) على المجر. وبدأ اللاعب المباراة الثالثة التي خسرتها الأرجنتين (1 - صفر) أمام إيطاليا، لكن أصحاب الأرض تأهلوا للدور الثاني، وساهمت الروح العالية لأداء بيرتوني في الجناح الأيمن في حجز مكانه في التشكيلة الأساسية.
وواصل: «نعتمد بشكل كبير على ميسي، ونأمل في أن يقوم بتحرك أو ما شابه يستطيع من خلاله حسم مباراة. كنا على بُعد 3 أو 4 دقائق من وداع البطولة أمام نيجيريا، وحالفنا الحظ. الآن، يمكننا أن نغير تفكيرنا، لكن من الصعب حقاً تغيير طريقة اللعب، أو إعادة بناء فريق وسط بطولة، لكنني سعيد للغاية بالتأهل. والآن، أتمنى بلوغ النهائي».


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».