وضع خبراء ومدربون ولاعبون سعوديون النقاط على الحروف حول أبرز المشكلات التي عانى منها المنتخب السعودي في مشاركته بمونديال روسيا الحالي، وأكدوا أن المشاركة السعودية كانت أقل من الطموح قياساً بحجم الاهتمام الذي وجده الأخضر من كبار مسؤولي الدولة.
وقال مدرب المنتخب السعودي السابق محمد الخراشي إن البطولة الآسيوية المقبلة في الإمارات ستشهد مشاركة قوية من المنتخبات التي قدمت مستويات كبيرة في المونديال بداية من المنتخب الياباني والإيراني، اللذين حصدا أربع نقاط، وكذلك منتخب كوريا الجنوبية الذي أقصى بطل العالم منتخب ألمانيا من النهائيات الحالية وحتى المنتخب الأسترالي الذي يحمل اللقب القاري الأخير.
وبيَّن الخراشي أن البطولة القارية لن تكون سهلة أبداً كما هي العادة «فهناك منتخبات آسيوية تطورت بشكل كبير مثل المنتخب السوري وكذلك منتخب الإمارات الذي سجل نتائج مميزة في السنوات الأخيرة وحقق مركزاً متقدماً في البطولة الأخيرة، فضلاً عن كونه منافساً في التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال الحالي، ولكون البطولة على أرضه ووسط جماهيره، فلن يكون الأبيض الإماراتي يهدف للمشاركة فقط بل للمنافسة القوية».
وتابع الخراشي: «بكل تأكيد يحتاج الأخضر إلى عملية تقوية في جميع الخطوط بداية من حراسة المرمى، حيث لم يستقرَّ المدرب بيتزي على حارس واحد في المباريات الثلاث نتيجة وجود أخطاء ووجود سلبيات وإيجابيات لدى كل حارس منهم، ولذا يتوجب أن يتم تطوير الحراس بشكل أكبر».
وأشار الخراشي إلى ضرورة العمل على تطوير الحراس من خلال أكاديمية الحارس العالمي أوليفر كان على ألا يقتصر التطوير في الأكاديمية على الحراس الحاليين في المنتخب، بل يشمل ذلك مواهب قادرة على نيل الثقة والتطور والاستعانة بها في المناسبات المقبلة بعد بطولة آسيا، خصوصاً أن هناك رحيلاً شبه مؤكد لحارس، أو أكثر بعد البطولة القارية عن المنتخب ويجب أن نبني من الآن لمونديال 2022 متزامناً مع هدف حصد اللقب القاري.
وحول خط الدفاع قال الخراشي: «هناك لاعبون يجب أن يرحلوا ويتم الإحلال سريعاً، وإن كان موعد البطولة القارية ضيقاً فيمكن أن يكون إبعاداً جرى للاعبين الذين تشبعوا، وإن كانت أسماء كبيرة ويتوجب الزج بأسماء شابة أثبتت جدارتها كما حصل مع اللاعبين علي البليهي ومعتز هوساوي فمثل هؤلاء اللاعبين أثبتوا قدرات كبيرة ورغبة في الإنجازات على المستوى الشخصي، وعلى صعيد المنتخب، ولذا يجب أن نطوي الصفحات للاعبين الذين لم يعُد لديهم الطموح أو حتى القدرة على تقديم الفائدة الفنية للمنتخب».
أما عن خط الوسط، فقد أجاب أنه يُعتبر الأفضل من حيث وفرة اللاعبين البارزين والراغبين لتحقيق الإنجازات، وإن رحل لاعب أو أكثر من هذا المركز فلن يكون التأثير سلبياً بشكل كبير، فيما يحتاج المنتخب السعودي لضخّ مواهب شابة في خط الهجوم مثل هارون كمارا وعبد الله الحمدان وغيرهما من الأسماء المتعطشة للإنجازات خصوصاً أن مثل هذه البطولات عادة ما تكون فرصة لولادة نجوم جدد.
من جانبه، شدَّد المدرب خالد القروني أن على المدرب الأرجنتيني بيتزي أن يعمل على الاستقرار مبكراً في التشكيلة، وإن قرر إبعاد بعض العناصر التي شاركت في مونديال روسيا فيتوجب أن يكون هناك استقرار من خلال المعسكرات ولا يتكرر ما حصل في المونديال، حيث كانت التغيرات في التشكيلة حاضرة في كل مباراة تقريباً من المباريات الثلاث، وشارك الحراس الثلاثة بالتناوب، وهذا يجب ألا يكون سمة لدى المدرب الذي يحتاج بكل تأكيد إلى مساعد وطني خصوصاً أن الجميع بات يدرك أن البطولة القارية المقبلة ستكون صعبة جداً.
فيما أشار الحارس السابق والمتخصص بتحليل أداء مركز الحراسة جاسم الحربي إلى أن عدم الاستقرار في مركز الحراسة يمثل خطأ كبيراً، لأن حارس المرمى هو عمق الفريق ويجب أن يكون متفاهماً مع زملائه في المجموعة.
وشدد الحربي على أن الحراسة السعودية بشكل عام بحاجة ماسة إلى التطوير الكبير وهذا ما تم الإعلان عليه من قبل المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة مما استوجب التعاقد مع العالمي أوليفر كان من أجل تولي هذه المهمة والتطوير على المدى القريب والبعيد، معتبراً أن صقل مواهب هذا المركز من الآن أمر ضروري، وأتفق مع التحاليل الفنية بكون البطولة القارية المقبلة صعبةً في ظل وجود منتخبات قوية ومتطورة إلا أنه أبدى تفاؤلاً بأن يكون المنتخب السعودي قادراً على تحقيق نتائج إيجابية لا تقل على المنافسة الجادة على اللقب القاري.
وأخيراً رأى المهاجم الحالي في فريق النصر حسن الراهب أن المشكلة في عدم وجود وفرة في المهاجمين السعوديين البارزين في الوقت الراهن الاعتماد شبه الكلي من قبل الأندية على اللاعبين الأجانب في هذا الخط تحديداً طوال الموسم، حيث تحدث تغيرات كثيرة على هذا الخط في فترتي التسجيل الصيفية والشتوية، من خلال إنهاء التعاقد مع لاعبين واستبدال آخرين بهم دون أن يكون في الاعتبار منح فرص أكثر للاعب السعودي من أجل تطوير مستواه ونيل الثقة، وهذا ما اتضحت نتائجه السلبية في المونديال الأخير، مقدماً العذر لزميله في الفريق محمد السهلاوي على عدم الظهور بالشكل المتوقَّع في المباراة الافتتاحية ضد روسيا بكونه لم تصل إليه الكرات من قبل زملائه حتى يتم لومه على ما حصل.
الخراشي: الحراسة والهجوم وراء مشكلات «الأخضر»
الراهب قال إن اعتماد الأندية على «الأجانب» تسبب في أزمة «مواهب»
الخراشي: الحراسة والهجوم وراء مشكلات «الأخضر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة