برامج وزارة الإسكان السعودية تضغط على أسعار العقار وتحفز زيادة التملك

توقع المزيد من نشاط القطاع يشهد في النصف الثاني من العام

يتوقع أن تتراجع أسعار الإيجارات بنسبة تصل إلى 20% في مناطق عدة (تصوير: خالد الخميس)
يتوقع أن تتراجع أسعار الإيجارات بنسبة تصل إلى 20% في مناطق عدة (تصوير: خالد الخميس)
TT

برامج وزارة الإسكان السعودية تضغط على أسعار العقار وتحفز زيادة التملك

يتوقع أن تتراجع أسعار الإيجارات بنسبة تصل إلى 20% في مناطق عدة (تصوير: خالد الخميس)
يتوقع أن تتراجع أسعار الإيجارات بنسبة تصل إلى 20% في مناطق عدة (تصوير: خالد الخميس)

ينتظر أن يشهد النصف الثاني من العام الحالي 2018 المزيد من النشاط العقاري السكني، الذي تقوده وزارة الإسكان بالتعاون مع شركات القطاع الخاص، والتي تتولى تنفيذ برامج الوزارة في تأمين منتجات الدعم السكني للأفراد، في الوقت الذي اعتبرت إجازة عيد الفطر التي انقضت قبل أيام، بمثابة فترة راحة وهدوء، ستتبعها فترة مليئة بالنشاط العقاري في جميع مناطق البلاد، وبخاصة تلك المليئة بالكثافة السكانية مثل الرياض والمنطقة الشرقية وجدة.
ووفقاً للمختصين الذين أكدوا أن نشاط الوزارة يضغط بشكل مباشر على أسعار العقارات بمختلف منتجاتها، في الوقت الذي شهدت تضخماً خلال سنوات ماضية؛ كونها واحداً من القوالب الاستثمارية المهمة عند الأفراد؛ مما تسبب في فجوة كبيرة بين القدرة الشرائية وبين أسعار العقار في البلاد، في حين تشهد تداولات العام الحالي استقراراً نسبياً مع تباطؤ الطلب خلال الفترة الحالية.
وقال العقاري عماد محمد، إن «إجازتي عيدَي الفطر والأضحى في كل عام، غالباً ما تشهدان هدوءاً في نشاط القطاع العقاري، الذي يستثمر العاملون فيه هذه الفترة للتخطيط والتجهيز والإعداد لتكثيف النشاط بعد الإجازة مباشرة».
وأضاف عمار: «إجازة عيد الفطر لهذا الموسم امتدت نحو أسبوعين في القطاع العام، ولمدة أسبوع في القطاع الخاص، وخلال هذه الفترة، اتسم الأداء في مشروعات وزارة الإسكان بالهدوء، وهذا الأمر اعتدنا عليه كل عام في شركات التطوير العقاري، التي تتأهب للبدء في مشروعات الإسكان الجديدة؛ لذا أتوقع أن تعلن الشركات العقارية المتحالفة مع وزارة الإسكان عن حزمة من المشروعات الجديدة، ستبدأ تنفيذها عقب الإجازة، وهو ما يصب في صالح موضوع السكن، التي تتبنى الوزارة حله بأسلوب عملي، يعتمد على زيادة المعروض من المنتجات السكنية من جانب، ومساعدة المواطنين على امتلاك سكن، عبر برامج التمويل العقاري، وتأمين الوحدات والفلل السكنية الجاهزة، فضلاً عن الأراضي البيضاء للراغبين في بناء مساكنهم بأنفسهم».
من جانبه، أوضح المحلل الاقتصادي علي الجعفري، أن «وزارة الإسكان وعدت بتأمين نحو 300 ألف منتج عقاري خلال العام الحالي 2018»، وقال: «الوزارة كانت وعدت بتأمين 280 ألف منتج عقاري في المرحلة الأولى خلال عام 2017، لكنها نجحت في توفير أكثر مما وعدت به»، على حد وصفه.
وأضاف الجعفري: «في هذا العام الوزارة وعدت بـ300 ألف منتج، ويبدو أنها حريصة على تجاوز ما وعدت به، وتأمين ما يفوق هذا العدد؛ الأمر الذي يجعلني أتوقع أن تشهد الشهور المتبقية من العام الحالي 2018، المزيد من الجهود التي تبذلها الوزارة، بالشراكة مع شركات القطاع الخاص لتأمين أكبر عدد من منتجات الدعم السكني، وعرضها على المواطنين عبر بوابة «سكني».
وتابع الجعفري: «يجب ألا ننسى أن البرامج التي أعلنت عنها الوزارة في الفترة الأخيرة، رفعت من نسبة الإقبال على منتجاتها، ولعل من أبرز هذه البرامج القرض المدعوم، وتحمّل الدولة نسبة أرباح القرض، نيابة عن الفرد الذي يقل راتبه عن 14 ألف ريال (3733 دولار)، فضلاً عن مبادرة البناء الذاتي، التي كانت مطلباً جماهيرياً، وحظيت بالقبول الكبير من الأفراد».
وعبر المحلل الاقتصادي عيسى الدوسري عن رضاه التام على أداء وزارة الإسكان في الفترة الماضية، وقال: «إنتاج الوزارة ظاهر، وتكشف عنه لغة الأرقام، وهذا الأمر يبث في الأفراد السعوديين كافة الأمل في امتلاك مساكن خاصة بهم في وقت قريب جداً»، وأضاف: «الوزارة عمدت في استراتيجية عملها، إلى منح الفرد حرية اختيار المنتج السكني المناسب لظروفه وإمكاناته، فضلاً عن قدرتها في تقليص الأسعار بنسب كبيرة، تلامس الـ50 في المائة في بعض المنتجات؛ وهو ما يشجع الجميع على التقدم للحصول على منتج سكني يتناسب مع إمكاناتهم المادية».
واستشعر عبد العزيز الكاتب، وهو أحد العاملين في القطاع العام الكثير من الطمأنينة عند الأفراد فيما يخص موضوع السكن بالسعودية، وقال: «نشعر بهدوء في أسعار المنتجات العقارية، سواء التي تنتجها وزارة الإسكان أو شركات القطاع الخاص، وعلى رأس هذه المنتجات الأراضي البيضاء، كما أن أسعار الإيجارات بدأت تتراجع بنسبة تصل إلى 20 في المائة في مناطق عدة بالبلاد، ويرجع هذا الأمر إلى سياسية وزارة الإسكان واستراتيجية تعاملها مع القطاع، وبخاصة فئة محتكري الأراضي البيضاء، إلى جانب سياستها في إيجاد منتجات عقارية متفاوتة الأسعار؛ الأمر الذي ضغط على القطاع الخاص لتخفيض أسعار منتجاته هو الآخر، إن أراد أن يربح ويستمر في هذا المجال».
يذكر أن وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية قد أعلنا عن الدفعة السادسة من برنامج «سكني» - أحد برامجها - بعدد 23.7 ألف خيار سكني وتمويلي، تشمل الوحدات السكنية تحت الإنشاء بالشراكة مع المطوّرين العقاريين المؤهلين، والأراضي المجانية، والقروض العقارية المدعومة بالشراكة بين صندوق التنمية العقارية والبنوك والمؤسسات التمويلية، ليصل بذلك إجمالي ما تم إعلانه ضمن برنامج «سكني» لهذا العام حتى شهر يونيو (حزيران) الحالي نحو 128.9 ألف خيار سكني وتمويلي.
وتضمّنت الدفعة السادسة نحو 8.150 وحدة سكنية متنوعة تشمل الفلل والشقق والتاون هاوس ذات التصاميم والنماذج المتنوعة وبأسعار تتراوح بين 250 ألف ريال (66.6 ألف دولار) و750 ألف ريال (200 ألف دولار)، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص ممثلاً بالمطوّرين العقاريين، إضافة إلى 7319 أرضاً مجانية في عدد من المحافظات والمراكز، و8300 قرض عقاري مدعوم.
وأوضح سيف السويلم، المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان، أن هذه الدفعة تأتي تزامناً مع استمرار تسليم عدد من الوحدات السكنية الجاهزة في مختلف المدن والمحافظات بالبلاد، إضافة إلى ما تم تسليمه مؤخراً من وحدات بالشراكة مع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية (غرب السعودية)، مشيراً إلى استمرار التسليم للوحدات السكنية الجاهزة بعد استكمال الإجراءات المتمثّلة في الحجز وتوقيع العقود النهائية، منوهاً إلى أنه جرى خلال الفترة الماضية تسليم آلاف الأراضي المجانية في عدد من المحافظات لمستفيديها.
وكشف عن أن معارض الوحدات السكنية تحت الإنشاء التي تتوزع في مدن عدة على مستوى البلاد، ستستأنف العمل بعد إجازة عيد الفطر المبارك مباشرة، لافتاً إلى أنه تم حجز أكثر 60 في المائة من إجمالي المشروعات التي تم إطلاقها مؤخراً، في حين بدأت إجراءات البناء والتنفيذ في 19 مشروعاً منها.
بدوره، أبان حمود العصيمي، المتحدث الرسمي لصندوق التنمية العقارية، أن الصندوق العقاري وبالشراكة مع البنوك والمؤسسات التمويلية يواصل تقديم الخدمات للمستفيدين، الذين تم الإعلان عنهم خلال الدفعات الشهرية الماضية من برنامج «سكني»، مؤكداً أن هناك آلاف الأفراد استكملوا طلباتهم وحصلوا على قروضهم؛ تمهيداً للاستفادة من الخيارات المتاحة التي تشمل البناء الذاتي أو شراء وحدة سكنية جاهزة أو تحت الإنشاء، إضافة إلى خيار تمويل القرض القائم.
وتأتي هذه الخيارات السكنية والتمويلية، في إطار رفع نسبة التملّك السكني إلى 60 في المائة بحلول عام 2020، وإلى 70 في المائة بحلول عام 2030، وذلك ضمن مستهدفات «برنامج الإسكان» أحد برامج تحقيق «رؤية 2030»، الذي انطلق في فبراير (شباط) الماضي بمشاركة 16 جهة حكومية بين وزارات وهيئات ومؤسسات.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».