«التيار الوطني الحر» يفتح معركة مع الغرب من بوابة النازحين

خبراء يعتبرونها {انتحاراً سياسياً}

المستشارة الألمانية خلال زيارتها لبنان الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
المستشارة الألمانية خلال زيارتها لبنان الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

«التيار الوطني الحر» يفتح معركة مع الغرب من بوابة النازحين

المستشارة الألمانية خلال زيارتها لبنان الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
المستشارة الألمانية خلال زيارتها لبنان الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

اتهم «التيار الوطني الحر»، الرئيس الأميركي دونالد ترمب ودول الغرب، بمعاقبة لبنان اقتصادياً بسبب أزمة النازحين؛ إذ رأى القيادي في «التيار» النائب السابق نبيل نقولا، أن اللبنانيين «باتوا أمام خيارين، إما القبول بالنازحين السوريين في لبنان حتى إيجاد الحل السياسي على الطريقة الفلسطينية مع إغراءات مالية، أو إعادتهم إلى الأماكن الآمنة في سوريا ومساعدتهم في بلدهم». وقال: «هذا ما يعارضه ترمب والغرب عبر معاقبة لبنان اقتصادياً». وتابع: «عليكم الاختيار أيها اللبنانيون».
ويؤشر هذا الموقف إلى أن التيار المحسوب كلياً على رئيس الجمهورية ميشال عون، اختار اللجوء إلى مواجهة سياسية مع الغرب من بوابة النازحين، وما لذلك من تداعيات سلبية على الأوضاع الاقتصادية، والمساعدات التي أقرّت للبنان خلال مؤتمر «سيدر» الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس في شهر أبريل (نيسان) الماضي، والبالغ (11.8 مليار دولار) بين هبات مالية وقروض ميسرة.
ويأتي كلام القيادي في «التيار الوطني الحر»، استكمالاً للحملة التي شنها رئيس «التيار» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ضد المنظمات التابعة للأمم المتحدة، عندما أمر بسحب إقاماتهم في لبنان، رداً على ما أسماه «تحريض النازحين على عدم العودة، ومحاولة توطينهم في لبنان».
وأوضح عضو تكتل «لبنان القوي» (كتلة التيار الوطني الحر) النائب ماريو عون، أن «التيار» «يميز بين الدعم الأميركي والغربي للبنان، وبين موقفه الثابت من عودة النازحين إلى سوريا». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «لا يمكن أن يستعيد عافيته مع بقاء هذا الكم من النازحين، ونحن نقارب هذا الملف انطلاقاً من مصلحة لبنان العليا، التي تبقى أولوية لحل باقي الأزمات»، مذكراً بأن «الحكومة اللبنانية هي التي ستعالج هذا الملف وليس (التيار الحر) وحده».
ورغم اللهجة الحادة التي يستخدمها «التيار» في خطابه مع الغرب ومنظمات الأمم المتحدة، شدد النائب ماريو عون على أن «لبنان لن يدخل في تحدٍ مع المجتمع الدولي، المعني بمساعدتنا اقتصادياً من خلال مؤتمر (سيدر) وغيره»، معتبراً أن «المواقف التي تصدر عن بعض السياسيين، تعبر عن وجهة نظر أصحابها، أما السياسة العامة للبلاد فتعود للحكومة اللبنانية مجتمعة». لكن التحذيرات من تداعيات هذا الخطاب على علاقات لبنان، مستمرة. فقد نبّه مدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» والخبير الاقتصادي الدكتور سامي نادر، إلى أن لبنان «لا يمتلك مقومات المواجهة الاقتصادية والاستراتيجية للدخول في معركة من الغرب». ورأى أن ذلك «أشبه بعملية انتحار سياسي واقتصادي».
ولا تتوقف الوسيلة الناجعة لإعادة النازحين على القرار اللبناني، وفق تقدير سامي نادر، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «لا يمكنه أن ينظم حملة ضد الغرب على الأرض بذريعة إعادة النازحين، وهو يعلم أن الطريق الوحيدة لإعادتهم تكمن بالتحدث مع الروس الذين يمتلكون القرار السياسي في سوريا»، معتبراً أن «العودة لن تتحقق إلا ضمن المخطط الروسي - الأميركي، وبالتالي فإن الغرب ليس الطرف المناسب لهذه المعركة».
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، قال أمام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة الماضي «لا نريد أن نموت قبل أن نرى السوريين عائدين إلى بلادهم». وسبق لعون وأعلن أن «الدولة اللبنانية لديها الوسائل الكفيلة بإعادة اللاجئين من خارج الأمم المتحدة»؛ وهو ما رسم علامات استفهام عن الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لإعادتهم من طرف واحد.
ومع غياب أي موقف رسمي من الجانب السوري، عن مدى تجاوبه مع الرغبة اللبنانية، ذكر الدكتور سامي نادر أن «من يمنع عودة النازحين ليس موظفي الأمم المتحدة ولا المجموعة الأوروبية، بل النظام السوري عبر إصداره القانون رقم 10 الذي سلب النازحين ممتلكاتهم، وقطع عليهم كل أمل بالعودة إلى بيوتهم ومناطقهم». وأضاف: «الوقائع تفيد بأن من يضع العقبات أمام عودة اللاجئين هو بشار الأسد ونظامه». ورأى أن «لا وجود لمناطق آمنة في سوريا، إنما مناطق عسكرية تقع تحت سيطرة النظام، وربما للأخير مصلحة بتجنيد الشباب العائدين في الجيش السوري، أو تأهيل بعد المناطق بالسكان، لأسباب أمنية بحيث يصعب على المعارضة قصفها».
وتقاطعت قراءة سامي نادر مع موقف النائب والوزير الأسبق محمد عبد الحميد بيضون، الذي لفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «معركة هذا الفريق تأتي بطلب من بشار الأسد، الذي لا يريد عودة السوريين، بل ينفذ الخطة الإيرانية التي تقضي بتخفيض عدد سُنّة سوريا إلى النصف، أي 10 ملايين بدل 20 مليون مواطن، في مقابل حملة تجنيس شيعة من إيران والعراق وأفغانستان». وأشار إلى أن «ثمة مشكلة تتمثل في حاجة الأسد إلى عائلات فيها شباب جاهزون للتجنيد والقتال في صفوف قواته وميليشياته، من هنا يدفع النظام باتجاه استعادة عائلات غنية بالشباب، وهذه سبب مشكلتهم مع الأوروبيين». وشدد بيضون على أن «الطبقة التي تحكم لبنان، تعمل لخدمة الوصاية الإيرانية؛ وبالتالي لا مشكلة لديها بما يترتب على لبنان من آثار سلبية بسبب هذا الملف».



«قمة فلسطين» بالقاهرة ترفض «التهجير» وتدعو ترمب لدعم مسار السلام

TT

«قمة فلسطين» بالقاهرة ترفض «التهجير» وتدعو ترمب لدعم مسار السلام

صورة جماعية للقادة والرؤساء وروؤساء الوفود المشاركين في اجتماع القمة العربية الطارئة بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
صورة جماعية للقادة والرؤساء وروؤساء الوفود المشاركين في اجتماع القمة العربية الطارئة بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

مؤكدين رفض «تهجير» الفلسطينيين، وآملين في تعاون وثيق مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام في المنطقة، اجتمع قادة وزعماء الدول العربية، الثلاثاء، بالقاهرة، في «قمة غير عادية» حملت عنوان «قمة فلسطين».

وجاء انعقاد «القمة الطارئة» بناءً على طلب فلسطين؛ بهدف الخروج بخطة بديلة، رداً على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع «ريفييرا الشرق الأوسط».

في هذا الصدد، اعتمدت مسودة البيان الختامي للقمة «الخطة المصرية لمستقبل غزة»، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى «تقديم دعم سريع للخطة المصرية»، بحسب ما نشرته قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية.

وفي إطار مواجهة مخططات «التهجير»، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته، إنه «بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، تم تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من الفلسطينيين الإداريين والتكنوقراط توكل لها إدارة قطاع غزة والإشراف على الإغاثة مؤقتاً»، مشيراً إلى أن «القاهرة تعكف على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية لتولي مهام الأمن في المرحلة المقبلة».

وأضاف السيسي أن «مصر عملت بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية المعنية على بلورة خطة لإعادة الإعمار تتضمن الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر وصولاً لإعادة الإعمار»، داعياً إلى «اعتماد الخطة المصرية».

وأشار السيسي إلى أنه «بالتوازي مع خطة إعادة الإعمار، لا بد من إطلاق مسار خطة للسلام من الناحيتين الأمنية والسياسية»، داعياً إلى «اعتبار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل نموذجاً لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة في الانتقام إلى سلام». وقال: «مصر دشنت السلام منذ خمسة عقود وحرصت عليه، وهي لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل وعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم».

وأعرب الرئيس المصري عن ثقته في قدرة نظيره الأميركي دونالد ترمب على تحقيق السلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن «القاهرة سوف تستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل».

وأكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، رفض بلاده «أي محاولات للتهجير والاستيطان»، مشيداً بـ«مبادرة مصر بشأن قطاع غزة»، داعياً إلى «دعم الخطة المصرية التي تسهم في تقوية روابطنا الأخوية وحماية أمننا القومي وتعزيز قدرتنا على مجابهة التحديات بما يحفظ مكتسباتنا التنموية».

وقال إنه «تأكيداً على ما جاء في (قمة البحرين)، فإن التمسك بمسار السلام الدائم والشامل، هو الضامن لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير المصير استناداً لحل الدولتين كما أكدت المبادرة العربية للسلام وجميع القرارات الدولية في هذا الشأن».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (على اليمين) يرحب بملك الأردن عبد الله الثاني قبل «القمة العربية» بشأن غزة (أ.ف.ب)

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن اجتماع القاهرة يستهدف التأكيد على أربعة محاور، وهي الرفض التام للتهجير والتأكيد على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني تُعرض على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم والتأييد الدولي، وثانياً دعم جهود السلطة الفلسطينية في الإصلاح وإدارة قطاع غزة وربطها بالضفة وتوفير الخدمات وتحقيق الأمن.

وأضاف أن «المحور الثالث يتعلق بوقف التصعيد الخطير في الضفة لمنع تفجير الأوضاع، ورابعاً التأكيد على أن حل الدولتين لتحقيق السلام العادل والشامل».

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره الأميركي إلى «دعم خطة إعادة إعمار غزة». وقال إن «دور دولة فلسطين مهم في قطاع غزة من خلال المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية للسلطة التي ستتسلم مسؤوليتها بعد هيكلة وتدريب كوادرها في مصر والأردن». وأكد أهمية «اعتماد الخطة المصرية - العربية لإعادة إعمار غزة، وتشكيل صندوق ائتمان دولي لإعادة الإعمار وإنجاح المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في مصر».

ودعا إلى «تكليف اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية بإجراء اتصالات وزيارات لعواصم العالم لشرح خطة إعادة الإعمار والتأكيد على دور السلطة الفلسطينية في غزة والعمل من أجل انسحاب إسرائيل من غزة».

وفي سياق الداخل الفلسطيني، أعلن عباس تعيين نائب للرئيس ولمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال عباس «قررنا استحداث منصب جديد وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين». وأكد الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام القمة إصدار عفو عام عن جميع المفصولين من حركة «فتح»، كما أعلن جاهزيته لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل حال توفرت الظروف الملائمة لذلك، في غزة والضفة والقدس الشرقية.

فلسطينيون نازحون من وسط قطاع غزة يعودون إلى منازلهم في شمال القطاع (أ.ب)

بدوره، عدَّ الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، القمة «حدثاً مهماً في تاريخ القضية، قضية شعب ظُلم ولا يصح أن يظلم مرة أخرى بأن يقتلع من أرضه»، وهي قمة عنوانها «ألا ترتكب في حق الفلسطينيين نكبة جديدة وأن يحفظ للشعب حقه في الاستقلال والحرية والعيش الكريم وتقرير المصير».

وقال أبو الغيط إن «إعادة إعمار غزة نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها... ممكن إن صمت السلام وانسحبت إسرائيل من القطاع»، معرباً عن «تقديره لكل جهود السلام ولدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر». وأضاف، لكن «القبول بمشروعات غير واقعية يزعزع استقرار المنطقة ويقوض هيكل السلام الذي استقر فيها لعقود»، مجدداً «رفض منطق تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».

ورحَّبت المسودة بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة الشهر المقبل. ودعا القادة العرب، وفق المسودة، إلى إجراء انتخابات في المناطق الفلسطينية كافة خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك.

وتتضمن «الخطة المصرية»، بحسب مسودة البيان الختامي نشرتها قناة «القاهرة الإخبارية»، قبل ساعات من انعقاد القمة، أن «تتولى لجنة غير فصائلية إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية».

ووفق الخطة، «ستكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية (تكنوقراط) تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية»، و«سيجري تشكيل لجنة إدارة غزة خلال المرحلة الحالية تمهيداً لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني»، وتشير الخطة إلى أن «مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرها في القطاع». وأشارت الخطة إلى أنه «من المطروح دراسة مجلس الأمن فكرة الوجود الدولي بالأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وغزة». ودعت إلى «إصدار قرار بنشر قوات حماية حفظ سلام دولية بالأراضي الفلسطينية في سياق متكامل لإقامة الدولة الفلسطينية».

فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمَّرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)

وكانت قمة البحرين التي عُقدت بالمنامة في مايو (أيار) الماضي، قد تضمنت دعوة مماثلة لـ«نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين».

وقالت «الخطة المصرية» إنه «يمكن التعامل مع معضلة تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح إذا أزيلت أسبابها من خلال عملية سياسية ذات مصداقية»، مؤكدة «ضرورة أن تصبّ الجهود المبذولة في تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية». ودعت إلى «إبرام هدنة متوسطة المدى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لفترة زمنية محددة بالمناطق الفلسطينية كافة».

وأكدت «الخطة المصرية» أن «حل الدولتين هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليين، وأن القطاع جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية»، كما أدانت «قتل واستهداف المدنيين، ومستوى العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزة».

«الخطة المصرية» حثَّت كذلك على «ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير»، مشددة على «ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب». وركزت الخطة على الإشارة إلى أن «محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه لن تؤتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار».

مراسلون عرب يشاهدون شاشة تظهر الرئيس المصري (على اليمين) يستقبل رئيس السلطة الفلسطينية (أ.ب)

وفي شأن الهدنة في القطاع، طالبت «الخطة المصرية» بـ«ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة». وقالت: «سيكون من أبرز آثار انهيار وقف إطلاق النار إعاقة الجهد الإنساني وعملية إعادة الإعمار»، مشيرة إلى أن «تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين».

وذكرت أن هناك «أهمية كبيرة للعمل على مقترح تدريجي يُراعي الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، فضلاً عن ضرورة مراعاة حقه في تحقيق تطلعاته المشروعة بإقامة دولته مُتصلة الأراضي بقطاع غزة والضفة»، ومطالبة بضرورة «التعاطي مع القطاع بأسلوب سياسي وقانوني يتسق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن». وطالبت الخطة المصرية بضرورة «بدء التفكير في كيفية إدارة المرحلة المقبلة للتعافي المبكر بما يضمن الملكية الفلسطينية». وأكدت أهمية «استمرار جهود السلطة الفلسطينية لاتخاذ مزيد من الخطوات لتطوير عمل المؤسسات والأجهزة الفلسطينية».

ووفق «الخطة المصرية»، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد، بحسب ما نقلته «القاهرة الإخبارية». وتتكون «الخطة المصرية» من نحو «112 صفحة تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية، وميناء تجاري ومركز للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ، بحسب وثيقة حصلت عليها «رويترز»، أشارت إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستبلغ 53 مليار دولار.