اكتشاف أول مومياء من حقبة شعوب «شوينغو» في سيبيريا

مومياء لسيدة في مقتبل العمر
مومياء لسيدة في مقتبل العمر
TT

اكتشاف أول مومياء من حقبة شعوب «شوينغو» في سيبيريا

مومياء لسيدة في مقتبل العمر
مومياء لسيدة في مقتبل العمر

اكتشف فريق علماء آثار من معهد بطرسبرغ لتاريخ الحضارات مومياء في جمهورية «توفا» شرق سيبيريا، لسيدة يتوقع أنها فارقت الحياة في القرن الأول قبل الميلاد. وكان العلماء يقومون بحفريات في المنطقة في إطار برنامج إنقاذ المواقع الأثرية الفريدة في منطقة الفيضانات في محيط محطة سد «سويانو - شوشينسكو» للطاقة الكهربائية. وخلال تلك الحفريات عثروا على قبر، عبارة عن صندوق حجري، وبعد إزالة الغطاء عنه وجدوا هناك مومياء. وأظهرت الأبحاث الأولية أنها تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، ورغم ذلك ما زالت بحالة جيدة نسبياً، وهناك احتمال بأنها حافظت على جزء من أنسجة الجلد، وبعض القطع من الملابس.
واتضح من التفاصيل العامة للمومياء أنها تعود لسيدة في مقتبل العمر، تنتمي إلى قبائل شوينغو، وهي شعوب قبائل بدوية رحل، كانت تسكن شرق آسيا منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وحتى أواخر القرن الأول ميلادي. وتقول مصادر تاريخية إن «مودو شانيو» القائد الأعلى لتلك القبائل، أسس إمبراطورية عام 209 قبل الميلاد. ومع أن الشوينغو انتشروا بصورة خاصة في مناطق سهوب شمال شرقي آسيا، فإنهم نشطوا كذلك في مناطق سيبيريا ومنغوليا وبعض المناطق من الصين.
وقالت مارينا كيلونوفسكايا، رئيسة فريق علماء الآثار، الذي عثر على المومياء إن «هذا الاكتشاف غاية في الأهمية، لأننا لم نعثر قبل ذلك أبداً على مومياء من عهد الشوينغو. والآن بعد هذا الاكتشاف بات بوسعنا معرفة الكثير عنهم، وما هي الألبسة التي كانوا يرتدونها، وأن نقوم بتحليل الحمض النووي للأجزاء التي لم تتلف من النسيج الجلدي للمومياء». وأوضحت أن «هذا كله عمل ضروري كي نتمكن من وضع صورة أكثر دقة لتاريخ منطقة آسيا الوسطى ومنطقة توفا». وشددت على أهمية الحفاظ على المومياء لأغراض علمية، وقالت إن علماء ترميم ضمن الفريق باشروا عملهم لتحديد معالم المومياء بصورة أدق.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.