انتشر تسجيل مصور في تركيا اليوم (الأحد)، لرجل يغني "بطاطس... سوهان غولي غولي إردوغان" أي بطاطا وبصل وداعا إردوغان.
تتبدى المفارقة في هذا التسجيل وغيره، في أن معارضي إردوغان يحاربونه من خلال السلاح الذي أوصله مرارا إلى السلطة، وهو الرخاء الاقتصادي الذي نعمت به تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم. لكن الصورة تبدلت مؤخرا. البطاطا ارتفع سعرها إلى أكثر من ستة ليرات تركية أي نحو 1.3 دولار، وكذلك البصل، وهو ما لم يعتده المواطنون الأتراك الذين اعتادوا أسعارا أاقل بكثير في بلد مكتف زراعيا، لكنه سيضطر الآن إلى استيراد البطاطا والبصل بنسبة 2 في المئة من الحاجة المحلية في محاولة لخفض الأسعار.
لكن المعضلة الأكبر أمام المواطنين الأتراك، هو سعر صرف العملة الوطنية الذي يشهد تراجعا قياسيا بحيث وصل الدولار إلى عتبة الخمس ليرات، قبل أن يتراجع بعض الشيء بفعل تدخل المصرف المركزي التركي لحماية الليرة التي فقدت أكثر من 20 في المئة من قيمتها السوقية في عام واحد.
ويتوقع بعض الخبراء انخفاضا كبيرا في قيمة العملة بعد الانتخابات أيا كانت النتيجة التي ستفرزها، انطلاقا من العجز في احتياط العملات الأجنبية في البلاد، وحاجتها إلى تأمين أقساط دين نقدية بقيمة 180 مليار دولار خلال السنة المقبلة، فيما يبلغ الاحتياط نحو 120 مليارا. وهذا يعني أن على تركيا أن تدفع أقساطا بنحو 16 مليار دولار شهريا ما قد يتسبب بضغط إضافي على الليرة التركية.
وعلى الرغم من تسجيل تركيا نسبة تصدير عالية قاربت الـ 150 مليار دولار في عام، إلا أن بعض المتخصصين يشيرون إلى أن نحو 83 سنتا من كل دولار يتم تصديره هي كلفة تدفعها تركيا جراء استيراد المواد الأولية من الخارج.
وانطلاقا من هذه المعطيات يذهب بعض المحللين الأتراك إلى القول بأن عملية تقريب موعد الانتخابات البرلمانية من صيف العام 2019 إلى هذا الصيف، مردها إلى رغبة السلطات التركية بعدم جعل الصعوبات الاقتصادية المتوقعة عاملا حاسما في توجيه أصوات المقترعين.
ودعا الرئيس التركي مواطني بلاده إلى تحويل ما بحوزتهم من عملات أجنبية إلى الليرة التركية "لإفساد المؤامرة الاقتصادية التي تحاك لتركيا".
وقال في كلمة ألقاها خلال تجمع انتخابي السبت، إنه على المواطنين "تحويل العملات الأجنبية من الدولار واليورو التي بحوزتهم إلى الليرة التركية لإفساد المؤامرة التي تحاك ضدنا، وأن يدافعوا عن عملتهم، وألا يعيروا اهتماما للادعاءات في هذا الخصوص".
وتوعد إردوغان بالرد على القطاع المالي في حال التلاعب بالعملات، وجعلهم يدفعون ثمنا باهظا مقابل ذلك، مؤكدا أن بلاده تواجه الألاعيب التي تحاك ضدها عبر الأدوات التي تملكها.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم وصف الأسبوع الماضي التقلبات في سعر صرف العملات بكونها مؤقتة ومرحلية، ونفى وجود أي انحراف ولو طفيف في السياسة المالية، مؤكدا كفاح الحكومة ضد التضخم.
كما قال بكير بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي "من يعتقد بأنّ التلاعب بسعر صرف الليرة سيغير نتائج الانتخابات المقبلة مخطئ؛ الشعب كشف اللعبة ومن يقف وراءها، ولن يسمح لأحد بالنيل من تركيا".