انتشال 5 جثث وإنقاذ 185 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا

TT

انتشال 5 جثث وإنقاذ 185 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا

قال متحدث باسم خفر السواحل الليبي، أمس، إنه تم انتشال جثث خمسة مهاجرين، وإنقاذ 185 آخرين قبالة السواحل الغربية لليبيا.
ليرتفع بذلك عدد المهاجرين، الذين كانوا يحاولون عبور البحر إلى إيطاليا، لكنهم أعيدوا إلى ليبيا، إلى نحو 950 مهاجراً منذ الأسبوع الماضي.
ويعد الساحل الغربي لليبيا بوابة المغادرة الرئيسية لعدد كبير من المهاجرين الفارين من الحروب والفقر، الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، رغم أن عدد من حاولوا عبور البحر انخفض بشدة منذ يوليو (تموز) الماضي بعد تشديد خفر السواحل لعمليات الحراسة والمراقبة بدعم من الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث أيوب قاسم لوكالة «رويترز» للأنباء، أمس، إن الجثث الخمس استخرجت من زورق مطاطي كان مكدساً بالمهاجرين وكان يواجه مشكلة. مضيفاً: إن دوريتين لخفر السواحل «نفذتا عمليتين مختلفتين الجمعة (أول من أمس)، وأنقذتا 91 مهاجراً في مجموعة، و94 في مجموعة أخرى... وتم إنقاذ المهاجرين على بعد 24 كيلومتراً تقريباً قبالة سواحل بلدة القره بوللي.
وذكر قاسم، أن المهاجرين جاؤوا من بلدان مختلفة جنوبي الصحراء الأفريقية، بينهم ثلاثة أطفال وتسع نساء.
ويحاول غالبية المهاجرين عبور البحر المتوسط نحو إيطاليا على أمل أن تنقلهم سفن، تديرها جماعات إغاثة إلى هناك، رغم غرق عدد كبير منهم قبل إنقاذهم. وقد تعهد ماتيو سالفيني، وزير الداخلية الإيطالي المناهض للهجرة، هذا الشهر بعدم السماح لسفن الإغاثة الإنسانية بإنزال مهاجرين تم إنقاذهم من البحر في إيطاليا؛ ما أدى إلى بقاء واحدة من تلك السفن في البحر لأيام عدة وعلى متنها أكثر من 600 مهاجر قبل أن تعرض إسبانيا استقبالهم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.