القضاء التونسي يحسم في قضية تجسس بطلها فرنسي

أميركا تمنح {الداخلية} 9 مدرعات لمحاربة الإرهاب

TT

القضاء التونسي يحسم في قضية تجسس بطلها فرنسي

قضت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية بالسجن مدة سنة، وغرامة مالية قدرها خمسة آلاف دينار تونسي (نحو ألفي دولار) في حق ثلاثة متهمين تونسيين، وبالسجن عامين وغرامة مالية قدرها أيضا خمسة آلاف دينار في حق رجل الأعمال الفرنسي جون جاك ديمتري، الذي ارتبط اسمه بقضية تجسس، أثارت ضجة كبيرة خلال شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين.
وواجه المتهمون التونسيون جرائم الارتشاء، عوض اتهامهم بالتجسس لصالح رجل الأعمال الفرنسي. وقضت المحكمة إلى جانب ذلك بانقضاء الدعوى العمومية بموجب الصلح في حق سليم القطاري، الذي اتهم بتملك عملة أجنبية بطريقة غير قانونية.
وأوضح سفيان السليطي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، في تصريح إعلامي، أن هذه القضية شملت بالأساس، مكلفا بمهمة وإطارا في وزارة السياحة التونسية (المدير المركزي للاستثمارات والمنتوج السياحي بوزارة السياحة)، ومديرا بوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية، إضافة إلى رجل أعمال مقيم في تونس، يحمل الجنسية الفرنسية. ونفى مجددا صفة التجسس عن هذه القضية، وقال إنها تندرج ضمن قضايا الفساد المالي والإداري على حد تعبيره، رغم أن عدة صحف كانت تحدثت في السابق عن قضية تجسس بطلها المتهم الفرنسي.
على صعيد غير متصل، تسلمت وزارة الداخلية التونسية أول من أمس، تسع عربات مدرعة من طراز «فورد بيتبول» من الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في إطار الشراكة التونسية - الأميركية في مجال تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب. وحضر مراسيم التسليم غازي الجريبي، وزير الداخلية بالنيابة، ودانيال روبنشتاين سفير الولايات المتحدة الأميركية بتونس.
وأوضح الجريبي أن هذه المدرعات تأتي في إطار هبة قدمتها الولايات المتحدة الأميركية إلى السلطات التونسية، موضحا أنه سيتم تسليمها للفوج التونسي المتخصص في مجابهة الإرهاب داخل الإدارة العامة لوحدات التدخل، قصد تعزيز إمكانيات في التصدي للجماعات والعناصر الإرهابية، وإجهاض مخططاتها قبل تنفيذها.
وأفاد الجريبي بأن التعاون التونسي - الأميركي في هذا المجال متواصل ويشمل عدة مجالات، أهمها مكافحة الإرهاب.
بدوره، عبر سفير الولايات المتحدة الأميركية في تونس عن أمله في أن تمكن المساعدات الأميركية في الإسهام على نحو أكبر في دعم الأمن في البلاد، وقال بهذا الخصوص إن «وحدات النخبة جديرة بمعدات النخبة... والعربات المدرعة التي تسلمناها من نوع (فورد) تعد الأفضل من نوعها... والولايات المتحدة الأميركية تلتزم بدعم تونس على أرضية ما تحقق من مكاسب أمنية خلال السنوات الماضية».
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية سبق لها أن منحت تونس صفة حليف أساسي خارج حلف الناتو منذ سنة 2015. كما تم توقيع مذكرة تفاهم أمني واقتصادي بين البلدين. وكان انضمام تونس إلى الحلف الأطلسي موضع انتقادات عدة من دول الجوار، خاصة الجزائر التي تحدثت عن تركيز قاعدة عسكرية أميركية جنوب شرقي تونس على الحدود مع ليبيا، وهو ما نفاه المسؤولون التونسيون في أكثر من مناسبة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.