اشتباكات بين الشرطة العراقية و«كتائب حزب الله» في بغداد

سيارة للشرطة العراقية في شارع فلسطين وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
سيارة للشرطة العراقية في شارع فلسطين وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات بين الشرطة العراقية و«كتائب حزب الله» في بغداد

سيارة للشرطة العراقية في شارع فلسطين وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
سيارة للشرطة العراقية في شارع فلسطين وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)

أوقفت الشرطة العراقية، أمس، عنصراً من تنظيم «كتائب حزب الله» العراقي، لاتهامه بالمشاركة في إطلاق نار على قوات أمن عراقية أسفر عن مقتل شرطي وسقوط جريحين على الأقل في وسط بغداد، حسب ما أكد مسؤول في وزارة الداخلية.
وفرضت قوات الشرطة طوقاً محكماً على مقر تابع لـ«كتائب حزب الله» في منطقة شارع فلسطين، ومنعت الدخول إلى المنطقة والخروج منها، بعد تبادل لإطلاق النار. وبعد أكثر من 5 ساعات، فكت طوقها الأمني على المقر بعد تسليم المطلوب.
وقالت مصادر في وزارة الداخلية العراقية لـ«الشرق الأوسط» إن عملية التسليم تمت بإشراف وزير الداخلية قاسم الأعرجي وحضور رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان حاكم الزاملي. وشاهد سكان شارع فلسطين عشرات الآليات والعربات المدرعة قرب مقر «كتائب حزب الله» الذي قاتل ضمن الفصائل الشيعية في «الحشد الشعبي» خلال الحرب ضد «داعش».
وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر مسلحة تقلها سيارات مدنية لا تحمل لوحات مرورية اجتازت سيطرة أمنية في منطقة بغداد الجديدة، واعتدت بالضرب على عناصرها حين حاولوا إيقاف السيارة، فاستعان المسلحون بزملائهم الذين حضروا بأربع سيارات مسلحة، وحدث بعد ذلك تبادل لإطلاق النار بين الطرفين أسفر عن مقتل أحد عناصر الشرطة».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «الشرطة العراقية طاردت عجلات المسلحين وشوهدت وهي تدخل أحد المقرات في شارع المهندسين بمنطقة شارع فلسطين». وأكد أن «القوات الحكومية طالبت أولاً بتسليم العنصر الذي قام بالاعتداء على سيطرة أمنية تابعة لشرطة النجدة في منطقة بغداد الجديدة وقتل أحد عناصرها، لكن الفصيل امتنع عن تسليمه في بداية الأمر».
وأشار إلى أن «الفصيل المسلح اشترط حضور ممثل عن هيئة (الحشد الشعبي) أثناء عملية تسليم العنصر المتهم بقتل الشرطي، لكن القوات الحكومية اشترطت تسليم المتهم إلى مركز الشرطة في حي بغداد الجديدة الذي وقع فيه الحادث لتأخذ الأمور القانونية مجراها الطبيعي».
ورغم التأكيدات المتواصلة التي يطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي حول حصر السلاح بيد الدولة، فإن الحادث الأخير يطرح مجدداً مشكلة السلاح المنفلت والجماعات التي تعمل خارج إطار الدولة.
ويقاتل فصيل «كتائب حزب الله» العراقي إلى جانب القوات الموالية للنظام في سوريا، وتعرض ليل الأحد - الاثنين لغارة جوية نسبت إلى إسرائيل في سوريا، قُتل خلالها عدد من عناصره.
وهذه الأحداث غير مألوفة في بغداد التي تراجعت فيها نسبة العنف بشكل كبير، خصوصاً بعد وضع حد للنزاع الطائفي في البلاد بحل بعض الفصائل التي شاركت فيه، فيما بقي بعضها والتحق في ما بعد بقوات «الحشد الشعبي».
وكان فصيل «كتائب حزب الله» على غرار فصائل أخرى مدعومة وموالية لإيران، ممن انضموا إلى «الحشد الشعبي» الذي تشكل عام 2014 بدعوة من المرجعية الشيعية الأعلى في العراق. وفي موازاة ذلك، واصل الفصيل قتاله الذي بدأه منذ عام 2011 إلى جانب القوات الموالية للنظام السوري.
وكان لافتاً أن بياناً أصدرته وزارة الداخلية، أمس، تجنب تسمية «كتائب حزب الله». وقال البيان إن دوريات شرطة النجدة ألقت القبض على «أحد الحائزين لسيارة مسروقة في جانب الرصافة» من بغداد. وأضاف أنه «بعد تلقي الدوريات لبلاغ سرقة السيارة قامت إحداها بتنفيذ واجبها لحين تمكنها من العثور على السيارة المسروقة مع حائزها الذي عمد إلى إطلاق النار على أفراد دورية النجدة وإصابة منتسبين اثنين واستمرت الدورية وبمساعدة القوات الأمنية في المنطقة بملاحقته وإلقاء القبض عليه، حيث تبين أنه ينتمي إلى إحدى فصائل هيئة الحشد الشعبي».
وأشارت إلى «إيداع المتهم مع السيارة والسلاح المستخدم في الحادث في أحد مراكز الشرطة في بغداد تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وتقديمه للعدالة... في إطار حرصها على تنفيذ القانون وإشاعة أجواء الأمن والأمان في جميع مناطق البلاد وبما يؤدي إلى حصر السلاح بيد الدولة ومحاربة جميع المظاهر المسلحة غير القانونية وإنفاذ القانون على الجميع».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.