تسييس «المونديال» يهدد بسحب حقوق «آسيا 2019» من قطر

الإمارات «المستضيفة» تتحرك دعماً للموقف السعودي

مروان بن غليظة («الشرق الأوسط»)
مروان بن غليظة («الشرق الأوسط»)
TT

تسييس «المونديال» يهدد بسحب حقوق «آسيا 2019» من قطر

مروان بن غليظة («الشرق الأوسط»)
مروان بن غليظة («الشرق الأوسط»)

يتجه الاتحاد الإماراتي لكرة القدم برئاسة من مروان بن غليظة، لتعزيز موقف الاتحاد السعودي المطالب بسحب حقوق بث النقل التلفزيوني من قنوات «بي إن سبورت القطرية» بعد تورطها العلني في تسييس الرياضة من خلال محلليها ومقدمي برامجها أثناء نهائيات كأس العالم الحالية في روسيا.
وكشف مصدر مسؤول في الاتحاد الإماراتي لـ«الشرق الأوسط» أن الإمارات سبق وأن طالبت باتخاذ موقف واضح ضد إعلام قطر وحتى الرياضي منه كونه تجاوز كل المهنية في أكثر من موقف وخلط بين السياسة والرياضة وسعى لبث سمومه ليس في منطقة الخليج فحسب بل في العالم العربي مستغلا شراء الحقوق الحصرية لعدد من المناسبات القارية والعالمية وبثها بشكل حصري في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف: «البيان السعودي كان حازما وفي وقته خصوصا أن التورط في الخلط بين السياسة والرياضة كان في أهم محفل كروي في العالم مما يؤكد أن هذه القنوات تستحق كل المطالبات بمنعها من البث في عدد من الدول الخليجية التي تستهدف شعوبها وتسيء لقياداتها بشكل فج يتنافى مع كل الأعراف والمواثيق والأمانة المهنية في الإعلام».
وبين أن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يؤيد البيان السعودي وما تضمنه من مطالب خصوصا أن المنتخب السعودي من المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم الحالية وكان يتوجب أن يمنح الاتحاد الدولي «الفيفا» المملكة أحقية بث مباريات منتخبها كما هو معروف ولو عن طريق البث الأرضي لكن للأسف هذا لم يحدث.
ويكتسب الموقف الإماراتي أهمية بالغة خصوصا أن دولة الإمارات تستعد لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2019 أي بعد أقل من ستة أشهر من الآن حيث إن البطولة الآسيوية ستنطلق في الخامس من يناير (كانون الثاني).
وتملك القنوات القطرية المذكورة حقوق النقل التلفزيوني رغم عدم وجود تصاريح لديها للعمل في دولة الإمارات المستضيفة للحدث القاري مما يوجب اتخاذ قرار بهذا الشأن يتعلق بسحب الحقوق من القنوات الناقلة بعد أن تجاوزت حدود المهنية ولم يعد ممكنا تسهيل تصاريح العمل لها تحت أي ذريعة كانت.
ولن يقتصر الدعم للبيان السعودي على الجانب الإماراتي، بل إن هناك تأييدا من قبل الاتحاد البحريني لكرة القدم بكون منتخبها أيضا من المشاركين في البطولة القارية، وبعد أن انكشف الوجه الحقيقي لتوجهات القنوات القطرية واستغلالها حقوق النقل لبث رسائل معادية للدول الخليجية تحديدا.
ويتوقع أن تقدم الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين حلولا للاتحاد القاري بشأن البث التلفزيوني للبطولة القارية عوضا عن إلغاء العقد مع القنوات القطرية.
وتقاطع دول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وكذلك جمهورية مصر وغيرها من الدول العربية ودول عالمية دولة قطر نتيجة إيوائها عناصر مصنفة بكونها مرتبطة بالإرهاب.
وكان عدد من المحامين السعوديين والعرب قد أكدوا أن التصرفات التي قامت بها القنوات القطرية بشأن الإساءة للسعودية بشكل واضح وصريح من خلال أبواقها الإعلامية في قنواتها الرياضية يؤكد تورطها في استغلال كل منبر من أجل بث سمومها والخلط بين الرياضة والسياسة ضاربة بذل كل القوانين التي تجرم هذه التصرفات.
وأكدوا أن قيم الفيفا تحث بل وتشترط عدم إقحام السياسة في الرياضة وأنه من حق الدول التي تعرضت للإساءة أن تطالب بأقصى العقوبات على القائمين على هذه القنوات ومن يدعمها وسحب حقوق البث منها لاستغلالها هذه الميزة في أمور خارج الإطار التي وضع لها.
وبين المحامي عمر الخولي أن تولي هذا الملف المتعلق بالشكوى يحتاج إلى خبراء مختصين في هذا المجال وإن كانت الإساءات والخلط بين الرياضة والسياسة واضح ولا يحتمل التبرير.
وبين الخولي لـ«الشرق الأوسط» يمكن أن يتم تبني هذه القضية وتصعيدها والدفاع عن الحقوق واصفا خطوة الاتحاد السعودي لكرة القدم برفع شكوى للفيفا أثناء نهائيات كأس العالم بالخطوة الموفقة.
فيما قال ماجد قاروب عضو الاتحاد الدولي لقانون الرياضة حاليا والعضو السابق باللجنة القانونية للفيفا سابقا أن هناك مسارات يجب التحرك فيها واستغلال الفرصة السانحة بالعمل على كسر احتكار قطر البث للمنافسات الرياضة حيث إنه يمكن تشكيل فريق عمل متخصص في القوانين الرياضية وحقوق النقل التلفزيوني بالإضافة إلى مجمل القوانين في الإعلام الرياضي من أجل تحجيم هذه العقود في المنافسات الاحتكارية التي تستغل بعيدا عن الأهداف والقيم التي تنتهجها المنظمات الرياضية الدولية.
أما طلال المنيف المحامي القانوني فشدد على أن القضية التي رفعها الاتحاد السعودي لكرة القدم يجب أن تتعزز وتدعم مع مرور الوقت وأن لا تكون ردة فعل مؤقتة حيث يجب تفعليها حتى تكون رادعة لمن يحاول أن يسير الرياضة لأهوائه بعيدا عن كون الرياضة هي مصدر الجمال والعلاقات الأخوية بين شعوب العالم وليس مصدر التحريض والإساءات للدول حيث إن المنظمات الرياضية الكبرى حول العالم تحذر بشدة من الخلط بين الرياضة والسياسة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».