دبلوماسي: الجزائر نشرت 80 ألف عسكري علىالحدود مع مالي وليبيا

باسكوال فيرارا، سفير إيطاليا لدى الجزائر.
باسكوال فيرارا، سفير إيطاليا لدى الجزائر.
TT

دبلوماسي: الجزائر نشرت 80 ألف عسكري علىالحدود مع مالي وليبيا

باسكوال فيرارا، سفير إيطاليا لدى الجزائر.
باسكوال فيرارا، سفير إيطاليا لدى الجزائر.

قال باسكوال فيرارا، سفير إيطاليا لدى الجزائر، إن الجيش الجزائري نشر 80 ألف عسكري بالحدود الجنوبية (مالي والنيجر)، والشرقية (ليبيا). كاشفا عن وجود 500 ألف مهاجر سري بجنوب الجزائر، يتحدرون من دول الساحل الأفريقي.
ونقلت «الشبكة الإخبارية لوكالة الأنباء الإيطالية» (أنسا) أمس عن السفير، الذي كان يلقي محاضرة حول الهجرة بجامعة روما، أن تعزيزات عسكرية كبيرة تنتشر بحدود الجزائر مع جيرانها، والتي يفوق طولها 3 آلاف كلم، من دون ذكر تفاصيل أخرى. وهذه أول مرة يتم فيها الإعلان عن إحصائية تتعلق بانتشار الجيش الجزائري، في سياق الحرب التي تعلنها السلطات على الإرهاب وتهريب السلاح بالجنوب.
وفي العادة تتكتم المؤسسة العسكرية على كل ما يرتبط بأفرادها وعتادهم. كما أن رئيس البعثة الدبلوماسية الإيطالية لم يذكر مصدر هذا «الخبر»، لكن يرجح بأنه توصل إلى معطى كهذا من خلال لقاءاته بمسؤولين جزائريين. وتتعامل السلطات الجزائرية في الغالب بحساسية مع الدبلوماسيين الأجانب عندما يتعاطون في الإعلام مع قضايا الدفاع والأمن، وخاصة عندما يتعلق الأمر بنشر أرقام وإحصاءات. وكثيرا ما تم استدعاء سفراء أجانب بوزارة الخارجية لأنهم «تجاوزوا الخطوط الحمراء». كما تتعامل الحكومة بحساسية حاليا مع موضوع الهجرة السرية، وهي محل انتقادات من طرف تنظيمات حقوقية محلية وأجنبية. وقد سبق أن أعلن وزير الداخلية نور الدين بدوي، الشهر الماضي أن 500 شخص يدخلون يوميا إلى أراضي البلاد من حدودها الجنوبية بطريقة غير شرعية، وتعهدت الوزارة بـ«احترام حقوق الإنسان» خلال عمليات ترحيل المهاجرين السريين. وكان ذلك بمثابة رد ضمني على انتقادات شديدة تعرضت لها الجزائر في المدة الأخيرة من طرف تنظيمات حقوقية دولية، تتهمها بـ«إهانة كرامة المهاجر الأجنبي» وبـ«العنصرية تجاه المهاجرين المرحلين». كما تمت مساءلة الجزائر حول هذه القضية في «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة.
في سياق متصل، قال فيرارا إن إيطاليا «تعد شريكا تجاريا رئيسيا للجزائر»، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 9 مليارات دولار سنة 2017.
وأوضح السفير أن إيطاليا والجزائر «تربطهما علاقات شراكة قوية، حيث توجد 180 شركة إيطالية في الجزائر، لكنها تعيش حقبة مرحلية بسبب سياسة التنوع الاقتصادي التي تتبناها الحكومة الجزائرية». وأضاف السفير أن إيطاليا «تنمو أكثر في الجزائر، مع إمكانات في مجالات الطاقة المتجددة والأعمال التجارية الزراعية».
في غضون ذلك، احتدم أمس بالبرلمان نقاش حاد حول «القانون العضوي المتعلق بالمجمع الجزائري للغة الأمازيغية»، الذي يقسم الطبقة السياسية بين مدافع عن كتابة الأمازيغية بالحرف العربي، وقطاع آخر يريدها بالحرف اللاتيني. ودعا الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» إلى «إحداث تكامل بين اللغة العربية واللغة الأمازيغية، باعتبارهما اللغتين الوطنيتين الرسميتين، ونؤكد بأنه لا يمكن التمكين للّغة الأمازيغية بتعميم تعليمها إلا في السياق الحضاري، والخصوصية الثقافية للشعب الجزائري، وخدمتها بالحرف العربي، وترقية الحرف الأصلي وهو حرف (التيفيناغ)، ولا يمكن فرض الأمر الواقع للحرف اللاتيني الأجنبي، مع أننا لسنا ضدّ أي حرفٍ أو لغة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.