عريقات: إنكار الحقائق لا ينفي وجودها وواشنطن شريك في ممارسات إسرائيل

TT

عريقات: إنكار الحقائق لا ينفي وجودها وواشنطن شريك في ممارسات إسرائيل

هاجمت السلطة الفلسطينية القرار الأميركي بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان، وعدَّته دليلاً كافياً على الانحياز الأميركي لإسرائيل التي رحبت جداً بالقرار.
وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، «إن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان، يدل على (أن واشنطن) اختارت الاحتلال والاستيطان وقانون القوة، بدلاً من قوة القانون والشرعية الدولية والقانون الدولي».
وردَّ عريقات على بيان الخارجية الأميركية الذي برر الانسحاب بالقرارات التي يتخذها المجلس ضد إسرائيل، قائلاً «إن إنكار الحقائق لا ينفي وجودها، فالمجتمع (الدولي) يقف ضد الاحتلال والاستيطان الاستعماري، والعقوبات الجماعية، والحصار، والإغلاق، وغطرسة القوة، والإعدامات الميدانية، والاعتقالات، خصوصاً الأطفال، وهدم البيوت، والتطهير العرقي، والمخالفات الفاضحة لمواثيق جنيف لعام 1949».
وتابع: «تلك السياسات والممارسات الإجرامية التي تعتبرها إدارة الرئيس ترمب دفاعاً عن النفس، تجعلها شريكاً كاملاً في هذه الممارسات الإسرائيلية».
وثمَّن عريقات مواقف الغالبية العظمى لدول العالم التي رفضت المواقف الأميركية جملة وتفصيلاً، بما فيها قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ورفض إدانة الاستيطان، ورفض مبدأ الدولتين على حدود 1967.
وأعاد عريقات تأكيد الموقف الفلسطيني بالتمسك بدولة فلسطين بالانضمام للمنظمات الدولية المتخصصة، واستمرار العمل من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية حول جرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في قتل المئات وجرح آلاف في «مسيرات العودة» السلمية، وكذلك التوجه بالإحالة الرسمية للمحكمة الجنائية الدولية، ولمحكمة العدل الدولية، وذلك رغم عمليات التهديد والوعيد والابتزاز من قبل إدارة الرئيس ترمب».
وكانت واشنطن أعلنت انسحابها من مجلس حقوق الإنسان الذي اتهمته بأنه «مستنقع للتحيزات السياسية» و«النفاق».
من جانبها، قالت الخارجية الفلسطينية إن انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من مجلس حقوق الإنسان، «يكشف عن مدى استعداد هذه الإدارة للذهاب إلى أقصى الحدود لتوفير الحماية لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من المساءلة». وأضافت: «لم يكن من المستغرب أن تقوم الإدارة الأميركية بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهي التي جعلت من أهم سياساتها الدولية، دعم النظام الاستعماري الإسرائيلي، على الرغم من مخالفته مبادئ القانون الدولي والقواعد الآمرة لحقوق الإنسان».
وأكدت الخارجية ثقتها التامة في أن هذه الخطوة لن تؤثر على نزاهة وفاعلية هذا المجلس، وعلى إصرار أعضائه على تعزيز وإعلاء مبادئ القانون الدولي، خصوصاً القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
كما جددت الدعوة لكافة أعضاء المجلس لاحترام وضمان احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيرة إلى أن دولة فلسطين لن تقبل بأن تكون استثناء من تطبيق القانون الدولي رغم كل المحاولات لتحقيق هذه الغاية.
وفي المقابل رحبت إسرائيل بالقرار الأميركي. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن «إسرائيل تشكر الرئيس ترمب ووزير الخارجية بومبيو والسفيرة هيلي، على قرارهم الذي يرفض نفاق مجلس حقوق الإنسان الأممي وأكاذيبه».
وأضاف: «على مدار سنوات طويلة أثبت المجلس أنه جهة منحازة وعدائية ومعادية لإسرائيل، تخون مهمتها، وهي الدفاع عن حقوق الإنسان. وبدلاً من التركيز على أنظمة تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج، يركز المجلس، بشكل مهووس، على إسرائيل، وهي الدولة الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط».
وتابع: «قرار الولايات المتحدة الانسحاب من هذه المنظمة المنحازة، يشكل تصريحاً لا لبس فيه بأن الكيل قد طفح. إسرائيل ترحب بهذا القرار الأميركي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.