بعد نهاية الجولة الأولى من كأس العالم التي تستضيفها روسيا حتى منتصف الشهر المقبل يقدم كُتاب صحيفة "غارديان" البريطانية انطباعاتهم الأولى عن البطولة وروسيا بشكل عام.
وانتشرت الأجواء الاحتفالية في موسكو وباقي المدن الروسية التي تستضيف المباريات ، ووسط هذه الأجواء رصد كُتاب "غارديان" عشرة أشياء يمكن استخلاصها من البطولة بعد انتهاء الدور الأول.
1) روسيا مكان رائع لاستضافة كأس العالم
ستبقى التوترات السياسية بين بريطانيا وروسيا وكل القضايا الأخرى مع الحكومة الروسية موجودة حتى عقب نهاية البطولة ، لكن من المحتمل أن يغادر الكثير من الجماهير روسيا بذكريات رائعة ونظرة مختلفة عن البلد.
واستعدت روسيا بأفضل ما لديها على مدار شهر كامل ، إذ أن الجماهير الروسية متحمسة للترحيب بالضيوف والبطولة والجماهير وحتى الآن على الأقل توجد مشاعر إيجابية للغاية كما أن أشعة الشمس الدافئة في معظم المدن المضيفة لا تعيق الأجواء المرحبة بالضيوف أيضًا. ومع مرور جميع خطوط النقل الروسية عبر العاصمة ، أصبحت موسكو مركزًا للجماهير حيث يتنقل عشرات الآلاف ليلاً بين المدن للاستعداد لمشاهدة المباريات ما يصنع أجواء كرنفالية.
2) الكرة هي الأفضل
وقال عصام الحضري حارس مرمى مصر "نحن ضحايا الفيفا والكرة المتطورة باستمرار" وانتقد إيغور أكينفييف حارس مرمى روسيا "تيلستار 18" الكرة التي صنعتها شركة "أديداس" للاستخدام في البطولة ولكن من الصعب رؤية ما يشتكي منه الحارسان لأن نسخة 2018 تبدو الأكثر جودة.
وكان الاختبار الفعلي لأداء الكرة هو الطريقة التي تظهر عليها في التسديدات بعيدة المدى وداخل منطقة الجزاء وفي هذا الشأن ثبت صلاحيتها بعد نجاح ركلات حرة نفذها أليكسندر غولوفين وكريستيانو رونالدو وألكسندر كولاروف واستقرت في الشباك ، حيث وثقوا في أنفسهم ونفذوا ما دار في أذهانهم بدقة.
3) بطاقات حمراء أقل
أثار تطبيق نظام حكم الفيديو المساعد المزيد من الانقسامات رغم كونه حاسما في بعض القرارات لكن طالب البعض باستخدامه في العديد من القرارات دون تحديد قرارات معينة للاستخدام فقط ، وظهر ذلك في مباراة إنجلترا وتونس حيث سقط هاري كين مرتين دون احتساب أي خطأ له ما دفع البعض للمطالبة باستخدام هذه التقنية في العديد من المواقف.
ولم تظهر البطاقة الحمراء سوى في مباراة كولومبيا واليابان لتصبح أول بطولة منذ 1986 في اللعب النظيف حيث حصل الكولومبي كارلوس سانشيز على البطاقة الحمراء الوحيدة حتى الآن.
4) ثلاثة مهاجمين عدد كبير
حضرت فرنسا إلى البطولة بتشكيلة مميزة من اللاعبين واعتمد ديدييه ديشان على ثلاثي هجومي قوي للغاية مكون من أنطوان غريزمان وكيليان مبابي وعثمان ديمبلي.
لكن ثبت أن وجود ثلاثة مهاجمين لا يمنح الأفضلية حيث كان من الصعب العثور على مهاجمين في الثلث الأخير من الملعب مع وجود مساحة كبيرة بينهم وبين خط الوسط.
لم تهاجم فرنسا بحيوية في مباراتها الافتتاحية ضد أستراليا ولا يزال هناك عمل يجب القيام به إذا أراد هذا الفريق إيجاد التوازن الصحيح وإبراز الأفضل بالنسبة له خلال البطولة.
5) حشرات وكلاب وغياب الأزمات الكبيرة
بدا أن البطولة ستمر دون مشاكل كبيرة مثل العنصرية والعنف الذي حدث بين الجماهير الروسية والإنجليزية في بطولة أوروبا 2016 في فرنسا لكن ظهرت مشاكل أصغر كثيرا لكنها سببت احراجا بالغا للدولة المضيفة.
وشهد معسكر إنجلترا أسراب الحشرات التي اجتاحت ملعب المباراة أمام تونس فضلا عن الكلاب البرية التي تجوب في الغابات وتسبب الكثير من الازعاج للجماهير.
6) نشاط إنجليزي
تحدث غاريث ساوثغيت عن سعيه لتغيير مفهوم كرة القدم الإنجليزية عشية مباراة فريقه الافتتاحية ضد تونس ، في حين أن الأمر سيستغرق أكثر من مجرد الوقت الضائع للفوز على الفريق المصنف 21 في العالم لتحقيق هذا الطموح النبيل.
وأحرز هاري كين هدف الفوز على تونس في الوقت المحتسب بدل الضائع ، ورغم ذلك يبدو أن هذه التشكيلة ستمحو السمعة التي اكتسبها المنتخب الإنجليزي عبر تاريخه بالتراجع في البطولات الكبرى سواء بتقديم أداء سيء أو عدم تحقيق نجاحات كبيرة لكن هذه المجموعة تبدو مختلفة.
لم يصنع أي فريق العديد من الفرص كما فعلت إنجلترا في الشوط الأول في فولغوغراد ، ولم يكن الإنجليز قد سبق لهم أن سجلوا هدفًا في الوقت المحتسب بدل الضائع في كأس العالم. تنبع السمعة والحيوية من المدرب والفلسفة التي فرضها. إنهم يشعرون بأنهم فريق يمكن أن يصنع النجاح في روسيا.
7) التوازن الداخلي للاعبي البرازيل
احتاجت سويسرا هفوة واحدة لتتعادل مع البرازيل رغم أن لاعبي أبطال العالم خمس مرات ونحو 200 مليون برازيلي يصرون على أن هدف التعادل في سويسرا في روستوف يوم الأحد الماضي جاء إثر دفعة لميراندا مدافع الفريق.
لكن بعد الهدف انفرط عقد البرازيل فجأة واختفت السيطرة حوالي 15 دقيقة. بدا الفريق مفككا وفقد تماسكه لكن يظل هذا الفريق يملك الموهبة. وأكبر معركة يواجهها تكمن في لاعبيه واحتياجهم للتوازن الداخلي.
8) الجماهير تنقل اللعبة للشارع
في الوقت الذي سار فيه مشجعون روس وصرب ومن كوستاريكا إلى سمارا بعد منتصف الليل عقب يوم مرهق شهد مواجهة البرازيل وسويسرا وكذلك كوستاريكا وصربيا إلا أن الجماهير طويت ذلك كله وخاضت مباراة في الشارع جمعت فريقين من البرازيل وصربيا.
كان هذا المشهد نموذجاً للصداقات التي تم تشكيلها في مدن البطولة والانفتاح الثقافي الكبير رغم أن سمارا مدينة مغلقة ومحافظة ولم تشهد أي انفتاح سابق على الأجانب.
9) كأس العالم في الركلات الثابتة
بعد انتهاء 16 مباراة هي عدد مباريات الدور الأول شهدنا أهداف من ركلات حرة مباشرة أكثر من تلك التي تم تسجيلها في بطولة البرازيل بأكملها.
وانضم خوان كوينتيرو الكولومبي إلى الصربي ألكسندر كولاروف والبرتغالي كريستيانو رونالدو والروسي الكسندر جولوفين بتسجيله من ركلة حرة رائعة من خارج المنطقة.
احتسب الحكام تسع ركلات جزاء حتى الآن (تم منح 13 فقط في البرازيل) و22 من أصل 38 هدفاً (55٪) أحرزت في الجولة الأولى كانت من ركلات ثابتة ومن الواضح أن إدخال نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) لعب دوراً كبيرا في زيادة عدد ركلات الجزاء.
10) غزو جماهير أمريكا الجنوبية لروسيا
حظيت بطولة كأس العالم في البرازيل بحضور جيد من قبل دول أمريكا الجنوبية الأخرى لأسباب واضحة لان البطولة أقيمت في القارة الجنوبية لكن كان من الرائع حقًا أن نرى جماهير هذه الدول يسافرون إلى روسيا بهذه الأعداد الضخمة.
وظهر ذلك واضحا في مباراة بيرو والدنمارك ، حيث كان ملعب موردوفيا أرينا بمثابة أرض بيروفية وجماهير كولومبيا فعلت نفس الشيء أمام اليابان رغم الخسارة.
وبالاستماع إلى القصص التي يحكيها الجمهور عن معاناته للسفر إلى روسيا والتضحيات التي يقدمها من أجل ذلك ومشاهدة منتخب بلادهم الوطني يلعب في كأس العالم تجد أن مقارنتهم بدول أوروبا تحديدا ظالمة.