إزالة نقاط التفتيش الأمنية من دمشق وإبقاء حواجز عسكرية في مداخلها

نازحون يشاهدون في ريف الرقة مباريات كأس العالم أمس (أ.ف.ب)
نازحون يشاهدون في ريف الرقة مباريات كأس العالم أمس (أ.ف.ب)
TT

إزالة نقاط التفتيش الأمنية من دمشق وإبقاء حواجز عسكرية في مداخلها

نازحون يشاهدون في ريف الرقة مباريات كأس العالم أمس (أ.ف.ب)
نازحون يشاهدون في ريف الرقة مباريات كأس العالم أمس (أ.ف.ب)

بعد إزالته أكثر من عشرين حاجزا داخل مدينة دمشق وضواحيها، شكل النظام السوري لجاناً أمنية لدراسة وضع الحواجز خلال الفترة القادمة، والتوجه نحو إبقاء الحواجز العسكرية والأمنية الكبرى على المداخل الرئيسية للعاصمة، وتخفيف انتشار الحواجز، ضمن خطة تهدف إلى إزالة نحو 90 في المائة من الحواجز، بحسب محافظ ريف دمشق علاء منير إبراهيم.
وقد تم البدء في تنفيذ الخطة بعد استعادة النظام السيطرة على مخيم اليرموك وحيي التضامن والحجر الأسود جنوب دمشق. وتمت الشهر الماضي عملية إزالة حاجز سوق الهال في منطقة الزبلطاني، والذي يطلق عليه سكان العاصمة «حاجز المليون» نسبة إلى المبلغ المالي الذي يحصله شهريا عناصر الحاجز من تجار سوق الهال (سوق الخضراوات والغذائيات الرئيسي في دمشق)، في حين تم الإبقاء على حاجز الشيخ رسلان الذي يبعد عن حاجز الزبلطاني نحو 200 متر، وهو الحاجز الذي يفصل أحياء باب توما والقصاع وباب شرقي عن منطقتي الدويلعة وجرمانة بريف دمشق، إضافة لإزالة الحاجز الفاصل بين ساحة التحرير وحي باب توما القريب لأكثر من مقر أمني.
وأيضا حواجز ساحة العباسيين القريب من المقر الرئيسي للمخابرات الجوية، وكذلك أزيل حاجز باب الجابية الذي كان يتسبب في ازدحام مروري خانق لوقوعه بمنطقة شعبية مكتظة، فيما شهد الأسبوع الأخير من شهر رمضان إزالة كثير من الحواجز في شوارع رئيسية وأخرى فرعية، منها حاجز باب مصلى حيث يقع فرع الأمن الجنائي، وحواجز في منطقتي دمّر، ودمّر البلد، والعدوي والتجارة، وشارع بغداد، وحي الخطيب، وحاجز منطقة عش الورور، وحاجز شارع خالد بن الوليد وسط دمشق، وعدة حواجز على طريق برزة مستشفى تشرين العسكري، ومشفى حاميش، والسواتر الإسمنتية من حاجز الفيحاء الذي تم ضمه مع حاجز كبير عند أفران ابن العميد، وكذلك أزيلت الكتل الإسمنتية وحواجز التفتيش من أسواق الحريقة، ومدحت باشا في دمشق القديمة، ومن سوق الزاهرة القديمة، وطريق المعضمية الذي تم فتحه أمام حركة السير.
وبحسب مصادر متابعة، فإن خطة إزالة الحواجز تتم تلبية لرغبة روسية، وأيضا لانتفاء أسباب وجودها بكثافة، بعد استعادة السيطرة على كامل مدينة دمشق وريفها، والتوجه الآن لتخفيف أعداد الحواجز مع الاحتفاظ بالحواجز العسكرية والأمنية الكبرى على مداخل العاصمة، لا سيما حاجز المطار العسكري في المزة (شمال) وحاجز التاون سنتر نهر عيشة (جنوب) على أوتوستراد درعا مع تغيير موقعه، وحاجز القطيفة على طريق دمشق حمص، وحواجز الفرق الرابعة على طريق دمشق بيروت، وهي الحواجز التي لا تزال تواصل مهامها في تفتيش البطاقات الشخصية للعابرين وتفتيش الحافلات والشاحنات بأجهزة «السكانر»، وكذلك الحواجز الرئيسية في محيط القصر الرئاسي والمباني التابعة له في حيي الروضة والمهاجرين.
وكان النظام قد قطع أوصال مدينة دمشق وريفها بأكثر من 280 حاجزا أمنيا وعسكريا وميليشيات رديفة في المناطق التي كان يسيطر عليها حتى عام 2017؛ لكن بعد استعادة السيطرة على كامل ريف دمشق وكامل أحياء أطراف دمشق، الشهر الماضي، انتفت الحاجة لكثير من تلك الحواجز، لا سيما حواجز الميليشيات الرديفة، ليبدأ العمل وفق الرؤية الروسية على نشر الشرطة العسكرية السورية لضمان استقرار الأوضاع الأمنية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.