النائب شامل روكز يطرح 3 اقتراحات لتسريع عودة النازحين السوريين

قال لـ {الشرق الأوسط} إن الاختلاف في الآراء مع جبران باسيل «أمر طبيعي وجيد»

شامل روكز
شامل روكز
TT

النائب شامل روكز يطرح 3 اقتراحات لتسريع عودة النازحين السوريين

شامل روكز
شامل روكز

أكد النائب في تكتل «لبنان القوي» العميد المتقاعد شامل روكز، أن الدعوة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم «ليست من منطلق عنصري، أو من منطلق تعصب، بل تنطلق أولاً من مبدأ مساعدتهم لا الاقتصاص منهم»، لافتاً إلى أن «النازحين هربوا من أوضاع أمنية معينة في بلدهم، ومع عودة الاستقرار إلى القسم الأكبر من المناطق السورية يكون قد آن أوان رجوعهم إلى سوريا». وأشار إلى أن تجربة لبنان مع اللاجئين الفلسطينيين غير مشجعة، حتى مع النازحين اللبنانيين داخلياً خلال الحرب، بحيث إن القسم الأكبر منهم تأخر كثيراً للعودة إلى قراهم، وبعضهم لم يعد.
وشدد روكز في مقابلة مع «الشرق الأوسط» على أنه من المفترض على المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة أن تشجع عودة السوريين إلى بلدهم، لا أن تضعف من همتهم، لافتاً إلى أن «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تقول لهم إن لا أمان ولا استقرار ولا مناطق آمنة في سوريا، وهذا أمر غير صحيح». وقال: «الكثيرون عادوا إلى مناطق إدلب كما إلى مناطق سيطرة الحكومة التي تبلغ نحو 80 في المائة من مجمل المناطق السورية، أضف أن هناك مصالحات برعاية الروس؛ ما يفترض أن يكون عاملاً مساعداً لتسريع العودة».
واعتبر روكز، النائب المنتخب حديثاً والذي كان يشغل موقع قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني، كما أنه صهر الرئيس ميشال عون، أن «لبنان لم يعد قادراً على استيعاب تداعيات النزوح السوري نتيجة الضغط الكبير على البنى التحتية والصراع على فرص عمل؛ ما حوّل اللبنانيين إلى مشاريع مهاجرين». وأضاف: «هناك 35 ألف لبناني متخرج في الجامعات في حين سوق العمل لا يحتمل أكثر من 5 آلاف».
ووصف روكز ملف النازحين بـ«الوجودي والسيادي الذي يفترض توافقاً وصحوة داخلية»، مؤكداً أن لا لوائح لدى الأجهزة الأمنية المعنية تحدد هويات النازحين الذين دخلوا بينما كانت الدولة اللبنانية متفرجة واستقبلتهم المفوضية. وتساءل: «هل سنبقى متفرجين أم سنأخذ المبادرة؟».
وطرح روكز 3 اقتراحات لضمان عودة سريعة للنازحين، وهي: التواصل مباشرة مع الحكومة السورية من خلال مدير عام الأمن العام أو غيره لتأمين عودتهم، تبني الطريقة المعتمدة في الجنوب، حيث تُعقد لقاءات بين ممثلين عن الجانبين اللبناني والإسرائيلي بحضور ممثل عن الأمم المتحدة، أي قوات الـ«يونيفل»؛ فيتم في هذه الحالة عقد اجتماعات بين ممثلين عن لبنان وسوريا والأمم المتحدة، أما الطريقة الثالثة فتقول بتوكيل موسكو بالملف لتعمل على إتمام العودة. وأضاف: «فليختاروا الطريقة التي يرونها مناسبة، فالمهم بالنسبة لنا تأمين العودة. ونؤكد أن هذا الملف لم يُفتح ليتم إغلاقه دون حل، أضف أننا سنعمل على مشروع استنهاض وطني كي يكون الشعب واعياً مسؤولياته والمخاطر المحدقة بالبلد».
وتطرق روكز لملف تشكيل الحكومة، فاعتبر أن ما يعيق التشكيل حالياً هو مطالبة بعض الفرقاء بحصص تفوق حجمهم النيابي، مشدداً على وجوب أن «يتحمل كل فريق مسؤولياته في هذا الإطار بعيداً عن منطق التصلب، وانسجاماً مع نتائج الانتخابات النيابية التي تمثل رأي الشعب اللبناني». واستهجن روكز طريقة التعاطي مع الوزارات وتصنيف بعضها سيادياً وبعضها الآخر ثانوياً، وتساءل: «من قال إن وزارات كالبيئة والرياضة مثلاً ليست وزارات أساسية نظراً لبُعدها الوطني؟ ولماذا إصرار البعض على وزارات خدماتية لتقديم خدمات لمجموعة معينة من اللبنانيين في حين المطلوب تقديم الخدمات لكل الشعب اللبناني دون استثناء؟».
ونبّه روكز من الاستمرار بالاستخفاف بموضوع الحكومة، مشدداً على أن هناك مسؤوليات كبيرة، «فالاقتصاد ليس بخير، والمطلوب حوافز اقتصادية وتشجيع الاستثمارات، والانطلاق بتنفيذ المشاريع التي أُقرت في مؤتمر (سيدر) كما في مكافحة الفساد»، وقال: «كذلك؛ فإن الشعب مطالب باتخاذ مواقف تصاعدية لحث المسؤولين على القيام بمهامهم».
وأوضح روكز، أن فصل النيابة عن الوزارة مطروح، «لكن بما أننا سنكون في ظل حكومة وحدة وطنية فلن يكون لهذا الموضوع تأثير يُذكر باعتباره مرتبطاً في بعض الدول الأجنبية بمفهوم المحاسبة المفترض أن يتولاه المجلس النيابي في إطار مراقبته عمل للحكومة»، لافتاً إلى أن الفصل يتوجب أن يحصل تبعاً لقانون يسبق الانتخابات النيابية، أما اليوم فيمكن أن يتم على أساس «توافق حبي»، موضحاً أن «التوجه لدى (لبنان القوي) هو لفصل النيابة عن الوزارة، وإن كنا لم نتخذ بعد قراراً نهائياً في هذا المجال».
وعما يُحكى عن خلافات بينه وبين رئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل، نفى روكز ذلك، لافتاً إلى أن هناك «توارد أفكار» بينهما بخصوص الملفات المطروحة على المستوى الوطني، وأضاف: «قد يحصل أحياناً اختلاف في الآراء حول ملفات معينة، وهذا أمر طبيعي وجيد باعتبار أننا لسنا نسخة عن بعضنا بعضاً، لكن المهم أن ذلك لا يؤثر على العمل السياسي».
كذلك، تناول روكز ملف مرسوم التجنيس الذي طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التدقيق بالأسماء الواردة فيه بعد السجال الكبير الذي اندلع على أثر إدراج أسماء أشخاص عليهم شبهات أمنية، لافتاً إلى أن «المسار الذي يسلكه هذا المرسوم، عادة ما يبدأ من وزارة الداخلية القيّمة على الأجهزة الأمنية، ومنها الأمن العام المفترض أن يدقق في الأسماء قبل توقيع وزير الداخلية ومن بعده رئيس الحكومة، على أن يوقع في نهاية المطاف رئيس الجمهورية عليه ويصدره رسمياً». وأكد روكز، أن «المرسوم إنساني بامتياز ولحظ من لهم أوضاع إنسانية خاصة، والأهم في الموضوع أنه كان للرئيس عون الجرأة الكافية لطلب التدقيق مجدداً بالأسماء». وأضاف: «البعض أثاروا ضجة حول الموضوع لاستثماره سياسياً، فذهبوا إلى حد ربطه بالتوطين وبعناوين فضفاضة، الرئيس عون أبعد ما يكون عنها». ولم يستبعد صدور مراسيم «إنسانية» أخرى، «بعد تدارك الأخطاء التي اقتُرفت في المرسوم الذي نحن بصدده حالياً، والذي لا يزال لدى الأمن العام».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.