أسفر تفجير انتحاري في شرق أفغانستان، أمس (الأحد)، عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً وإصابة 45 آخرين بجروح، في ظل جدل حول هدنة غير مسبوقة بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة «طالبان» خلال عطلة عيد الفطر. وأعلن مكتب الرئيس أشرف غني مساء أمس تمديد الهدنة 10 أيام.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عطاء الله خوجياني، المتحدث باسم محافظ ولاية ننغرهار، أن الانفجار الانتحاري وقع أمام مكتب المحافظ في جلال آباد، عاصمة ننغرهار. ويقع المكتب قرب مبنى القنصلية الهندية. وقال خوجياني إن 14 شخصاً قتلوا وأصيب 45 بجروح. ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن مصدراً أمنياً أفغانياً أكد وقوع التفجير، لكنه تحدث عن مقتل 10 أشخاص.
وأفاد خوجياني بأن انتحارياً مترجلاً استهدف عناصر من «طالبان» وشخصيات محلية بارزة ومدنيين أثناء مغادرتهم مجمع مقر المحافظ، حيث كانوا يحضرون مناسبة خاصة بعيد الفطر.
ويوم السبت، أسفر هجوم انتحاري آخر استهدف تجمعاً لعناصر «طالبان» وقوات الأمن ومدنيين في إحدى مناطق الولاية ذاتها عن مقتل ما لا يقل عن 36 شخصاً وإصابة 65 بجروح، بحسب ما قال مدير الصحة في ننجرهار نجيب الله كاماوال لوكالة الصحافة الفرنسية. وأعلن فرع «داعش» في أفغانستان مسؤوليته عن اعتداء السبت.
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه «طالبان» الأحد، رفضها تمديد اتفاقها لوقف النار مع الحكومة الأفغانية، مؤكدة استئناف القتال فور انقضاء هدنة العيد (ليلة الأحد - الاثنين). وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «وقف إطلاق النار ينتهي الليلة وستُستأنف عملياتنا إن شاء الله. لا نية لدينا لتمديد وقف النار».
وتأتي تصريحات مجاهد بعدما أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني السبت، أن الحكومة ستمدد وقف النار من جانبها، داعياً الحركة إلى اتخاذ خطوة مماثلة. وأعلن مكتب غني مساء تمديد الهدنة 10 أيام.
وشهدت أفغانستان احتفالات واسعة خلال عيد الفطر بعدما أعلنت «طالبان» هدنة في البلاد مدتها 3 أيام بدأت الجمعة، وهي الأولى التي يتم إقرارها رسمياً في أنحاء البلاد منذ الاجتياح الأميركي في 2001.
ولفتت وكالة «رويترز»، من جهتها، إلى أن مقاتلين من «طالبان» دخلوا مدناً في أنحاء أفغانستان أمس (الأحد)، في ظل استمرار التزامهم بهدنة عيد الفطر. وأضافت أن تمديد الرئيس غني الهدنة لاقى إشادة داخلية ودعماً دولياً، لكن منتقدين قالوا إن مثل هذه المبادرات سمحت لـ«طالبان» بدخول مدن دون رقابة وبأن تكون لها اليد العليا. ونقل تقرير لـ«رويترز» عن أمر الله صالح، وهو سياسي وقائد سابق لجهاز الأمن القومي، إن غني ارتكب «خطأ فادحاً» بالسماح لمقاتلي «طالبان» بدخول مناطق تسيطر عليها الحكومة خلال هدنة عيد الفطر. وأضاف لـ«رويترز»: «ليست لدينا آليات للتخفيف من وطأة انتهاك طالبان لوقف النار».
وقال نواب في البرلمان معارضون لخطوة غني إنه لم يستشر سياسيين في الأمر، ولن تكون أمامه فرصة للتراجع إذا رفضت «طالبان» طلبه «المرتجل» بمد وقف النار. وقال دبلوماسي غربي في كابل إن قرار غني «خطوة جريئة»، لكنه تساءل عما قد يحدث إذا رفضت «طالبان» طلب وقف النار الجديد. وقال إن «العواقب قد تكون كارثية»، بحسب «رويترز».
واحتشد رجال وأطفال متحمسون في اليومين الماضيين حول الجنود ومقاتلي «طالبان» الذين دخل بعضهم بأسلحة إلى المدن، وحثوهم على توسيع نطاق وقف النار ليتحول إلى سلام دائم. واستضاف محافظون ومسؤولون حكوميون احتفالات صغيرة وعزفوا موسيقى ترحيباً بـ«طالبان» بعدما أعلنت الحركة هدنة لمدة 3 أيام في العيد.
ولم يعلن مكتب غني بعد إطاراً زمنياً لتمديد وقف النار.
وساند أعضاء في مجلس السلام الأعلى القرار وحثوا «طالبان»، التي لا يمكن إحصاء عدد مقاتليها في شوارع كابل ومدن أخرى، على تمديد وقف النار المعلن من جانبها.
ونسبت «رويترز» إلى رئيس مجلس السلام كريم خليلي: «اتخذت خطوات جيدة نحو السلام، لكن المزيد يجب أن يُتخذ».
وحث الرئيس الأفغاني في خطاب إلى الأمة السبت، «طالبان»، على تمديد وقف النار من جانبها والبدء في محادثات سلام. وقال إنه يود مناقشة «القضايا ذات الاهتمام المشترك مع دول الجوار ووجود القوات الأجنبية».
وكرر مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي ما قاله غني في كلمته، وقال إنه يجب أن تتضمن محادثات السلام بحث دور «الأطراف والقوات الدولية».
ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي بارز التقى مسؤولين أفغاناً أمس (الأحد)، لاستكشاف فرصة إجراء محادثات عبر قنوات خلفية مع قادة «طالبان»، أن «غني يحظى بمباركة كاملة من الإدارة الأميركية ومن الحيوي للمسؤولين الأميركيين أن يثبتوا أن سياسات (الرئيس دونالد) ترمب تنجح وأن المحادثات مع طالبان الأفغانية وشيكة».
وتريد الولايات المتحدة من باكستان، المتهمة بإيواء قادة لحركة «طالبان» الأفغانية، فرض مزيد من الضغوط على الحركة لدفعها إلى مائدة التفاوض.
أفغانستان: تفجير انتحاري جديد و«طالبان» ترفض تمديد الهدنة
سياسيون ينتقدون سماح الحكومة لمسلحي الحركة بدخول مناطق سيطرتها خلال عطلة عيد الفطر
أفغانستان: تفجير انتحاري جديد و«طالبان» ترفض تمديد الهدنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة