مصر تعد بتسهيلات جديدة لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة

فلسطينيون يلتقطون «سيلفي» بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر في القدس (أ.ب)
فلسطينيون يلتقطون «سيلفي» بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر في القدس (أ.ب)
TT

مصر تعد بتسهيلات جديدة لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة

فلسطينيون يلتقطون «سيلفي» بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر في القدس (أ.ب)
فلسطينيون يلتقطون «سيلفي» بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر في القدس (أ.ب)

وعدت قيادة جهاز المخابرات المصرية بمواصلة تقديم التسهيلات والإجراءات، التي تساعد على تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فيما تواصل أمس إطلاق الطائرات الورقية الحارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لحدود القطاع.
وخلال اتصال هاتفي بين إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقيادة جهاز المخابرات المصرية العامة، لتبادل التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، ثمَّن هنية، وفق بيان صادر عن مكتبه، الخطوات التي قامت بها جمهورية مصر العربية مؤخراً تجاه قطاع غزة، خصوصاً فتح معبر رفح البري خلال شهر رمضان، وأيام العيد، وتقديم المساعدات من قبل الأزهر الشريف، وإدخال المستشفى الميداني المغربي، بالإضافة إلى إدخال الوفود المتضامنة.
كما أجرى هنية اتصالات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وعدة شخصيات عربية، لتهنئتهم بالعيد؛ أبدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها القطاع.
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية واقتصادية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي، والإجراءات التي فرضتها السلطة الفلسطينية بخفض رواتب الموظفين منذ نحو 15 شهراً، ما زاد من حدة تراجع الأوضاع الاقتصادية والحياتية.
وفي غضون ذلك، لا يزال قطاع غزة يشهد أزمة كهرباء خانقة، حيث تصل للمواطنين لمدة أربع ساعات فقط، مقابل 16 إلى 18 ساعة فصل، نتيجة توقف محطة الكهرباء عن العمل من 6 أشهر، وتعطل الخطوط المصرية منذ 4 أشهر. وهي أزمة تتجدد من فترة لأخرى منذ أن قصفت إسرائيل محطة الكهرباء عام 2006.
وتأتي هذه التطورات السياسية في وقت لا يزال فيه الشبان الفلسطينيون يطلقون طائرات ورقية تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، ما تسبب أمس في اندلاع حرائق في الأراضي الزراعية فيها، قبل أن تنجح طواقم الإطفاء في إخمادها.
ويطلق الشبان هذه الطائرات الورقية الحارقة في إطار «النضال الشعبي» الفلسطيني، الذي تبنته «حماس» والفصائل الفلسطينية مؤخراً على حدود قطاع غزة بهدف كسر الحصار، والتأكيد على المواقف الوطنية.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس إن 3 شبان فلسطينيين تسللوا إلى ثكنة عسكرية، وحاولوا إحراق معدات عسكرية لقوات الهندسة، التي تعمل في البحث عن الأنفاق وبناء الجدار الجديد، وتم إطلاق النار تجاههم، وعادوا لغزة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».