إردوغان يبحث مع ماكرون الملف السوري واتفاق منبج

TT

إردوغان يبحث مع ماكرون الملف السوري واتفاق منبج

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تطورات الوضع في سوريا والاتفاق التركي - الأميركي بشأن منبج.
وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن إردوغان أجرى أمس (السبت) اتصالا هاتفيا مع ماكرون بحثا خلاله العلاقات الثنائية وعدة ملفات إقليمية ودولية، في مقدمتها الملف السوري والاتفاق التركي - الأميركي حول منبج السورية، الذي يتضمن انسحاب عناصر وحدات «حماية الشعب» الكردية إلى شرق الفرات وإعادة الأسلحة التي تسلمتها من أميركا خلال الفترة الماضية وتسيير دوريات عسكرية مشتركة في المدينة والإشراف المشترك عليها حتى تشكيل إدارة محلية. كما ناقش الرئيسان سبل التعاون في مكافحة الإرهاب وقضية اللاجئين.
وسبق أن عارضت تركيا الوجود الفرنسي في منبج بعدما بدأ تسيير دوريات أميركية - فرنسية مشتركة في بعض مناطق شمال سوريا، ومنها منبج.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة خلال اجتماع وفدين عسكريين من البلدين في مركز القيادة الأميركية في أوروبا في شتوتغارت الألمانية يومي 12 و13 يونيو (حزيران) الحالي على الخطوات التنفيذية لخريطة الطريق في منبج التي أقرها وزيرا خارجية البلدين مولود جاويش أوغلو ومايك بومبيو خلال اجتماعهما في واشنطن في 4 يونيو الحالي.
في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن خريطة الطريق التي توصلت إليها أنقرة بالتوافق مع واشنطن، بهدف إخراج عناصر الوحدات الكردية من مدينة منبج سيستغرق تنفيذها 90 يوما.
وأكد يلدريم في مقابلة تلفزيونية أمس أنه بعد إخراج عناصر الوحدات الكردية من منبج سيتم تسليم إدارة المدينة إلى مجلس محلي، لافتا إلى أن الاتفاق مع واشنطن جاء نتيجة جهود وإصرار تركيا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أشار إلى أن تنفيذ خريطة الطريق في منبج سيستغرق 6 أشهر.
ولفت يلدريم إلى أن أنقرة لا تنظر إلى شرق نهر الفرات أو غربه عندما تتعلق الأمور بـ«الحرب على الإرهاب»، بل ستواجه التهديدات الموجهة إليها وإلى شعبها أيا كان مصدرها. وعن مستقبل السوريين اللاجئين في تركيا، قال يلدريم إنه «لم يتم التوصل إلى حل في سوريا حتى الآن، لكن السوريين بدأوا جزئيا بالعودة إلى بلادهم»، وأشار إلى عودة ما بين 150 إلى 160 ألف شخص إلى منطقة «درع الفرات» وما بين 50 إلى 60 ألفا إلى عفرين. وأضاف: «بالتأكيد فإنهم سيعودون إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب، وعندما تصبح الظروف مواتية».
وفيما يخص منح الجنسية التركية لبعض السوريين، أكد يلدريم أنها كانت بأعداد محدودة، قائلا: «تمنح لأشخاص سيعملون في مجالات مثل مدرسي اللغة العربية والمهندسين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.