مارتينيز: الجيل الذهبي لبلجيكا قادر على انتزاع اللقب

المدرب الإسباني يواجه ضغوطاً هائلة لقيادته أحد أكثر المنتخبات موهبة في مونديال روسيا

منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)
منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)
TT

مارتينيز: الجيل الذهبي لبلجيكا قادر على انتزاع اللقب

منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)
منتخب بلجيكا يستعد لإحداث المفاجأة في روسيا (رويترز)

قال المدير الفني لمنتخب بلجيكا، روبرتو مارتينيز، بينما كان يقود استعدادات فريقه لخوض نهائيات كأس العالم في مركز التدريب بمدينة توبيز البلجيكية: «الجميع يتذكر أول مرة يلعب فيها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم على أنها بداية ممارسته لكرة القدم». وقد أجريت هذا الحوار مع مارتينيز ونحن على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة من بروكسل، لكن على بعد مسافة طويلة من مدينة سوتشي، حيث ستلعب بلجيكا، التي يتولى مارتينيز تدريبها منذ أغسطس (آب) 2016، مباراتها الأولى أمام بنما غداً. وتشارك بلجيكا في كأس العالم هذه المرة وهي أحد أقوى المرشحين للحصول على اللقب بفضل امتلاكها لكوكبة من النجوم البارزة في جميع الخطوط.
يقول مارتينيز: «ما زلت أتذكر أول بطولة كأس عالم أشاهدها عام 1982، عندما كنت في العاشرة من عمري، حيث كنت أعمل على جمع صور اللاعبين، وأحاول أن أفهم قدر ما أستطيع عن الدول الأخرى، لكن أن تشارك في البطولة وأنت مدير فني لأحد المنتخبات فهذا يعني الكثير. ويجب الإشارة إلى أن كرة القدم تتمحور في المقام الأول حول اللاعبين، تماماً كما كان الأمر في الماضي. لديّ مجموعة رائعة من اللاعبين، وأؤمن تماماً بقدراتهم وإمكانياتهم». ويواجه مارتينيز ضغوطاً هائلة لأنه يقود أحد أكثر المنتخبات موهبة في مونديال روسيا، لكنه يتعرض لانتقادات شديدة في بلجيكا، بيد أن المدير الفني الإسباني يمتلك حماساً منقطع النظير.
وبالنظر إلى العدد الكبير من اللاعبين الممتازين والموهوبين في جميع الخطوط، يرى كثيرون أن عدم تصدر المنتخب البلجيكي لمجموعته، التي تضم إلى جانبه كلاً من إنجلترا وتونس وبنما، والتأهل للدور نصف النهائي للمونديال على الأقل، سيكون بمثابة فشل كبير لمارتينيز ولاعبيه. ورفض مارتينيز الحديث عن أي توقعات لنتائج فريقه في كأس العالم، لكنه تحدث بثقة كبيرة، وقال: «الفشل هو ألا تحاول أن تحقق الفوز. سوف نلعب بشكل يتسم بالمغامرة والشجاعة، وسنعمل على تحقيق الفوز في كل مباراة، لكن الثقة التي تحصل عليها في المباريات الثلاث الأولى في دور المجموعات تكون ضرورية وهامة للغاية».
وقد حقق المنتخب البلجيكي نتائج رائعة تحت قيادة مارتينيز، حيث لعب 18 مباراة لم يخسر خلالها إلا مرة واحدة فقط، وكان أول بلد أوروبي يتأهل لكأس العالم، وإن كان يلعب في مجموعة سهلة. وقال مارتينيز: «لم نخسر سوى أول مباراة لي مع الفريق، وكانت مباراة ودية أمام إسبانيا. ومنذ ذلك الحين، أظهر اللاعبون تركيزاً لا يصدق. لقد كانت مباراتنا أمام إسبانيا مثيرة للغاية لأن المدير الفني للماتادور الإسباني في ذلك الوقت جولين لوبيتيغي كان قد تولى تدريب الفريق في الفترة نفسها التي توليت فيها قيادة بلجيكا. وكانت هذه المباراة هي الأولى لكل منا على رأس القيادة الفنية للفريقين. وقد حدث الشيء نفسه أيضاً عندما تولى لوبيتيغي تدريب نادي بورتو البرتغالي وتوليت أنا تدريب نادي إيفرتون الإنجليزي، وتواجهنا في مباراة ودية».
وكان نجم المنتخب البلجيكي كيفن دي بروين قد وجه انتقادات علنية لمارتينيز في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبالتحديد بعد التعادل أمام المكسيك في المباراة الودية التي انتهت بـ3 أهداف لكل فريق، والتي لعب خلالها مارتينيز بطريقة دفاعية مبالغ فيها، واعتمد على طريقة 5 - 3 - 2، حيث قال نجم مانشستر سيتي الإنجليزي: «كانت المكسيك أفضل من الناحية التكتيكية. وسوف نستمر في مواجهة الصعوبات ما دام أنه لا يوجد هناك نظام تكتيكي جيد. ومن المؤسف أننا لم نصل إلى حل حتى الآن. نحن نلعب بطريقة دفاعية للغاية، رغم أن فريقنا يعج بكثير من المهاجمين».
وقال مارتينيز رداً على ذلك: «نحن لا نلعب عادة بطريقة 5 - 3 - 2، لكننا نريد أن نتسم بالمرونة. الطريقة التي نعتمد عليها في معظم مبارياتنا هي 3 - 4 - 3، من أجل الاستغلال الأمثل لقدرات لاعبين مثل كيفن دي بروين وإيدن هازارد ودريس ميرتنز وروميلو لوكاكو. لقد حققت هذه الطريقة نتائج جيدة في التصفيات، لكننا جربنا طرقاً أخرى في مباريات ودية. لقد كانت المكسيك رائعة من الناحية التكتيكية، واكتسبنا خبرات جيدة للغاية من تلك المواجهة». قد يشعر الكثير من المديرين الفنيين بالغضب عندما يتعرضون للانتقاد العلني من أحد لاعبيهم، لكن مارتينيز أشاد بكيفن دي بروين، قائلاً: «لقد أظهر كيفن دي بروين أنه يهتم كثيراً بالفريق، وقد أدلى بهذه التصريحات من أجل مصلحة المنتخب. هناك ثقافة هنا تحاول فهم الأشياء من وجهة نظر تكتيكية، وأنا أحب ذلك».
وأضاف مارتينيز: «لقد ساعدت طريقة 3 - 4 - 3 نادي تشيلسي على الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز العام الماضي، وقد اعتمدت عليها مع نادي ويغان عام 2009، لكن هذه الطريقة هي مجرد نقطة انطلاق. أنا أهتم كثيراً بالطريقة التي نلعب بها، وطريقة التفكير التي نعتمد عليها. وفي كأس العالم، يتعين علينا أن نظهر أننا مستعدون للمعاناة، ومواجهة المحن والصعاب. هذه المجموعة من اللاعبين ليس لديها جيل سابق يعلمهم كيفية الفوز بالبطولات الكبرى. لذلك، فنحن نذهب إلى المجهول، ويتعين علينا أن نتحلى بأكبر قدر ممكن من التركيز».
ومن بين المنتخبات التي واجهها مارتينيز في المباريات الـ18 مع بلجيكا، يعد البرتغال هو المنتخب الوحيد الذي يمتلك طموحات حقيقية للمنافسة على لقب كأس العالم، وقد انتهت المباراة التي أقيمت بين الفريقين في بروكسل الشهر الماضي بالتعادل من دون أهداف. وقدمت بلجيكا أداء هجومياً قوياً عندما هزمت مصر ودياً بثلاثية نظيفة قبل بدء المونديال، وبدلاً من أن يتحدث مارتينيز عن ضعف الفريق المنافس، أشاد بقوة منتخب بلاده الذي يضم 23 لاعباً يتألقون في الدوريات الأوروبية القوية، ولا يوجد من بينهم سوى لاعب واحد فقط يلعب في الدوري البلجيكي، وهو نجم أندرلخت ليندر ديندونكر.
يقول مارتينيز: «في غرفة خلع الملابس هذه، يفهم اللاعبون جيداً ما يعنيه اللعب مع منتخب بلجيكا. الأمر يختلف عن اللعب لأي منتخب آخر في أوروبا، لأن المنتخبات الأخرى عادة لن تكون في موقف منتخب بلجيكا، من حيث إن 95 في المائة من اللاعبين يلعبون بالخارج. وعندما يعود هؤلاء اللاعبون، فإنهم يهتمون كثيراً باللعب لمنتخب بلادهم».
وأشار مارتينيز إلى أنه قبل العمل في بلجيكا، كان قد أمضى 21 عاماً في إسبانيا، ومثلها بالضبط في بريطانيا، حيث عاش حياته بالكامل تقريباً بعد البلوغ في بريطانيا، في البداية كلاعب ثم كمدير فني مع أندية ويغان وسوانزي سيتي ومذرويل وولسال وتشيستر وإيفرتون.
ورداً على سؤال عما إذا كانت خبراته الهائلة مع هذه الأندية قد ساعدته في عمله في بلجيكا، رد مارتينيز قائلاً: «أعتقد ذلك. لقد انتقلت لأول مرة من المنطقة التي نشأت بها وأنا في السادسة عشرة من عمري من أجل اللعب مع نادي ريال سرقسطة. وكان الانتقال للعب لنادي ويغان في إنجلترا وأنا في الحادية والعشرين من عمري يشبه الذهاب إلى سطح القمر».
وأضاف: «كانت هذه التجارب والخبرات المختلفة مفيدة للغاية عندما توليت في وقت لاحق تدريب ناد بالدوري الإنجليزي الممتاز يضم لاعبين من ثقافات مختلفة. إن التنوع مهم للغاية في غرفة خلع الملابس للمنتخب البلجيكي، ولذا فأنا أشعر بأن الأمر طبيعي».
وقد عاش مارتينيز فترة طويلة في إنجلترا، ولذا فهو يعرف جيداً أن مصطلح «الجيل الذهبي» يحمل في طياته الكثير من التحديات، وخصوصاً أن منتخب بلاده يضم كوكبة من أبرز اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة في الوقت الحالي، مثل كيفن دي بروين وإيدن هازارد وتيبو كورتوا وفينسنت كومباني ويان فيرتونخين وموسى ديمبيلي ورميلو لوكاكو ومرتينز. ويقول مارتينيز عن ذلك: «لا يزعجني الحديث عن الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا. إنه مصطلح إعلامي، لكن لا يوجد شيء خاطئ في تسليط الضوء على روعة هذه المجموعة من اللاعبين. من المهم أن يفكر الفريق بعقلية الفوز، وأن يكون قادراً على التعامل مع التحديات والصعوبات المختلفة والمتنوعة، لأنك ستواجه ذلك في البطولات الكبرى».
ويكون مارتينيز بحاجة إلى التغلب على أي حواجز نفسية أثرت على بلجيكا في البطولات الأخيرة، التي كان آخرها الخسارة أمام ويلز، والخروج من الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأوروبية عام 2016. وقد ساعد تعيين النجم الفرنسي تيري هنري مساعداً له في التغلب على هذه الحواجز، خصوصاً أن هنري كان أحد أهم لاعبي الجيل الذهبي لمنتخب فرنسا الذي فاز بكأس العالم عام 1998، وكأس الأمم الأوروبية عام 2000، بعد عقود طويلة من خيبة الأمل.
يقول مارتينيز: «عندما توليت قيادة المنتخب البلجيكي، فكرت في الاستعانة بخدمات لاعب دولي سابق لديه خبرات كبيرة. أعرف الفلسفة التي يعتمد عليها تيري هنري لأننا رأينا كيف كان يلعب مع ناديي آرسنال وبرشلونة. لقد جلسنا سوياً، وأدركت بعد دقيقتين فقط أنه اختيار مثالي للقيام بهذا الدور».
وتلعب بلجيكا مباراتها الأخيرة في المجموعة أمام إنجلترا التي حظيت بفترة إعداد جيدة للغاية قبل انطلاق كأس العالم، بقيادة مديرها الفني غاريث ساوثغيت. ويقول مارتينيز عن تلك المواجهة: «يمكن القول بكل تأكيد إن غاريث ساوثغيت يفكر بطريقة رائعة، ولديه رؤية واضحة، ولديه مجموعة من اللاعبين الذين يعرفهم جيداً نتيجة قيادته السابقة للمنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً. لقد نجح ساوثغيت في تكوين فريق يبدو أنه سيستمتع كثيراً باللعب في نهائيات كأس العالم. لقد عملنا سوياً في قناة «أي تي في» خلال كأس الأمم الأوروبية في بولندا وأوكرانيا، وتعاونا بشكل جيد، ولدينا وجهة نظر متشابهة». وستكون المباراة بين بلجيكا وإنجلترا قوية ومثيرة للغاية، لكن نتائجهما في الجولتين السابقتين أمام تونس وبنما قد تقلل حدة وتوتر هذه المباراة، في حال ضمان كل منهما التأهل للدور التالي.
يقول مارتينيز: «يجب أن نعرف أن بنما قد تأهلت لنهائيات كأس العالم على حساب الولايات المتحدة الأميركية، لذا فهو فريق قوي، ويثق في قدراته بطريقة لا تصدق، ولديه قدرة هائلة على المنافسة بكل قوة. وعندما تتأهل إلى كأس العالم بهذه الطريقة الاحتفالية، فلا يكون هناك شيء لكي تخسره. كما أن تونس لديها فريق قوي يتميز بالتفاهم لأن لاعبيه قد لعبوا سوياً على مدار عدة سنوات. إنه فريق يحب اللعب بشكل جيد، لكنه يعرف أيضاً كيف يكون نداً قوياً وصلباً، علاوة على أن لديه مزيج جيد للغاية من اللاعبين، وقد تأهل للمونديال عن استحقاق وجدارة».
وتمتلك منتخبات البرازيل وألمانيا وإسبانيا وفرنسا حظوظاً أكبر من بلجيكا للفوز بلقب كأس العالم. وقال مارتينيز عن ذلك وهو يبتسم: «لا يجب أن تنسى الأرجنتين لأن لديها ليونيل ميسي. لقد فازت هذه المنتخبات بكأس العالم في العصور الحديثة، وبالتحديد خلال الـ22 عاماً الماضية. ويمكن لهذه الفرق أن تستفيد كثيراً من خبرات الأجيال التي فازت بكأس العالم. يكون أي فريق يسعى للمنافسة على البطولة في أشد الحاجة إلى ذلك، لأنه من الناحية النفسية يكون التغلب على المجهول أمر صعب للغاية. ويمكن أن يكون لديك أفراد جيدون، لكنك ستكون بحاجة إلى شيء استثنائي من أجل الوصول إلى هذا المستوى».
وقد تعرض مارتينيز لانتقادات لاذعة في بلجيكا بسبب استبعاده للاعب راجا ناينغولان، لكن المدير الفني الإسباني قال إن سبب استبعاده لنجم روما الإيطالي يعود إلى أنه يضم مجموعة هائلة من اللاعبين في المركز نفسه، وقال: «لدينا كيفن دي بروين في مركز صانع الألعاب، وهو قادر على تمرير الكرة بأقصى سرعة ممكنة وبدقة متناهية. ولدينا أيضاً إيدن هازارد، وهو قائد داخل الملعب ويتحكم في الكرة بشكل رائع، ويقوم بكل شيء بطريقة رائعة ومهارة فائقة. وعلاوة على ذلك، قدم دريس ميرتنز أداء استثنائياً مع نابولي في موسمه الأول كمهاجم صريح، ويتميز بالتحرك بشكل ممتاز في المساحات الخالية والذكاء الشديد، وهو ما يجعله لاعباً فعالاً».
وسبق أن قام مارتينيز بتدريب لوكاكو في إيفرتون، وقد اشتكى المهاجم قوي البنية من أنه يتعين على منتخب بلجيكا أن يلعب بشكل مباشر وأفضل من الشكل الحالي. وقال مارتينيز عن ذلك: «لقد كان ذلك تعليقاً واحداً في مقابلة لمدة 30 دقيقة، ويتعين عليك أن تفهم أن لوكاكو لديه رغبة هائلة في أن يظهر بأفضل شكل ممكن، وأن يقدم أقصى ما لديه، ويمتلك عقلية تفكر دائماً في الفوز ولا شيء غيره. إنه لا يستهين أبداً بأي شخص، ولا يتحدث عنه بعدم احترام. إننا لدينا لاعبون يمتلكون شخصية قوية، وانظروا على سبيل المثال إلى فينسنت كومباني، الذي نتمنى أن يكون لائقاً لأنه يمتلك خبرات هائلة سوف تكون مهمة للغاية بالنسبة لنا، كما أنه قادر على مواجهة التحديات والصعوبات المختلفة. لقد تعامل مع الكثير من هذه المواقف من قبل بكل نجاح، وهو لاعب استثنائي».
ورغم كل هذه التناقضات والتشكيك في قدراته، يشعر مارتينيز بالراحة والثقة، قائلاً: «هؤلاء اللاعبون قادرون على أن يكونوا مصدر إلهام للآخرين، ولدينا قدر كبير من التنوع في بلجيكا، لكن منتخب بلجيكا قادر على أن يستوعب الجميع».


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».